ما هو يوم التروية؟.. "الإفتاء" تجيب

وردت دار الإفتاء المصرية على سؤال ما هو يوم التروية؟ معرفةً إياه باليوم الثامن من ذي الحجة، مشيرةً إلى أن العلماء ذكروا في معنى يوم التروية وسبب تسميته بهذا الاسم سببين، الأول أنه سمي بيوم التروية لأن الحجاج كانوا يرتوون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام.

وسمي التروية لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل، فقد قال الإمام العيني في "البناية شرح الهداية" (4/ 211): [وإنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى ليلة الثامن كأن قائلًا يقول له: إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك، فلما أصبح تروى، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح أمن الله هذا، أم من الشيطان؟ فمن ذلك سمي يوم التروية"، حسبما قالت الافتاء في ردها على سؤال ما هو يوم التروية؟.

 

يسمى يوم الـ8 من ذي الحجة بيوم التروية حيث ينطلق فيه الحجاج إلى منى، ويحرم المتمتع بالحج، أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون بمنى اتباعا للسنة، ويصلون فيها خمس صلوات هي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا الفجر هو فجر يوم عرفة. 

وورد عن النبي "ص" أنه بدأ حجة الوداع بـ"يوم التروية"، وهو رواية وسقاية الحجيج يوم الثامن من ذي الحجة في "منى"، حيث طاف خيام الحجاج ليؤكد حرمة الدماء والعفو والتسامح ومبادئ سيادة القانون وحرمة العرض، وقال لهم: "إن الشيطان يئس أن يعبد في أرضكم هذا، ولكنه رضي فيما أقل من ذلك مما تحتقرون من الأعمال".

وقضى سيدنا محمد "ص" يوم التروية الذي يوافق الثامن من ذي الحجة في "منى"، حيث قابل المسلمين الذين لم يقابلهم قط، وأوتي له ببعير حتى يستطيع الناس رؤيته والحديث معه، وسؤاله في مناسك الحج.

 

يخرج الحاج من مكة في حدود الساعة التاسعة صباحًا متوجهًا إلى مِنى في يوم التروية وهو اليوم الثامن، وهناك يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر اليوم التاسع وهو يوم عرفة وهو في مِنى، وهناك أعمال مستحبة في يوم التروية وهي: الإحرام -نية الدخول في نسك الحج- يُحرِم في صبيحة يوم التروية بعد تحلله من العمرة، ويمكن الإحرام بعد الظهر أو بعد العصر أو في يوم عرفة.

 وينزل حجيج بيت الله الحرام في يوم التروية بـ"منَى"، تحضيرًا لإتمام مناسك الحج، ويصلي الحجاج الصلوات الخمس على أوقاتها قصرًا وليس جمعًا، فيصلي الظهر ركعتين والعصر ركعتين والعشاء ركعتين، أما الفجر والمغرب فلا يجوز قصرهما.

ويبيت الحجاج في منى ليلة 9 ذي الحجة وهذا من السنة، إذ إنه ليس بواجب، حيث يقوم الحجاج بالعديد من الأمور المهمة مثل الذكر والتكبير والتهليل والتحميد، ويستمر الحجّاج.