بصناعة ماكينة خراطة بنفسه.. غزاوي ستيني يواجه مرارة الاحتلال بنحت التحف الفنية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


اِغتنم هشام كحيل، الموارد الطبيعية من الأخشاب المتنوعة والمتوفرة في البيئة الغزاوية، لصُنع تُحف فنية، تعويضًا عن خسارته في صناعة الأساس، لاسيما مع ارتفاع سعر الخامات والعمل بنصف طاقة، بسبب انقطاع الكهرباء، مُنزوى في ركنه المفضل داخل حانوته، سابِحًا فِي أفكاره، ناهضًا بواحدة منهم حتى تمكن من صناعة ماكينة خراطة بنفسه، وهرول في رسم ونحت أول قطعة، أدهشت جميع من حوله، وضاق الحانوت بالبضائع المتنوعة الأشكال "هالقيت كتير من الناس متولعين بهاد التحف وقلة ما في الايد تمنعهم لأنها غالية فوفرنها إلهم بأسعار بسيطة ولكن يضل الكثير من القطع في مكانها"، لتكمتل معاناته بعد حصار القطاع وغلق المُحتل المعابر وعدم تصدير منتجاته إلى الخارج.






تَطوَّع صاحب (60 عامًا)، في النقش ونحت الأخشاب، بعدما  تمكن من شراء ثمار أشجار الحمضيات، الزيتون، اللوزيات "بنشتغل عليها حسب حجمها وتوفر الكهرباء الازمة اللي هزمتنا وجعلتنا معطلين أكتر الوقت.. وكانت أشد من الحرب.. فالصواريخ لم تقصف تجارتنا ومحلنا"-الواقع في حي الشجاعية، والذي يعد مفتاح غزة الشرقي وأكبر أحياء قطاع غزة-. وَبش كلامه عن المُحتل، اِمتعضَ من حالة البلاد " ارتفعت أسعار الخامات ثلاثة اضعافها حتى خشب الأشجار ارتفع سعره نوعا ما بسبب الوضع اللي نحنا نعيشوا".







ربَط الرجل المُسن على عمله، في صناعة  قطع الزينة، خاصة "المبهاج"، بمعاونة نجله الأكبر- الذي حرص على تعليمه وحصوله على مؤهل دراسي عالي- "يساهم في تطوير التصاميم لأن الشغل كتير مرهق.. من طفولتي بعمر 16 سنة وأنا أعمل بالنجارة"، ربِك الرجل الغزاوي وضعفت حيلته، عقب موازنة أموره بين صناعة الأساس والنحت "بنجري وقت وجود الكهرباء لنخرج أي قطعة أساس.. فش دخل والبطالة منتشرة عنا وهي قوتنا الوحيد".






يتوقَّد كحيل، كلما زادت الطلبات على منحوتاته الخشبية، وأوحَى بِعمله "عوض التعب ونتمنى مع الوقت تتحسن الظروف ويزيد أجري"، خاصة أن كل قطعة تصمم بعد تعب وإرهاق وساعات عدة بسبب أزمة الكهرباء السالف ذكرها، صمت برهةٍ مستكملاً حديثه عن تدهور حرفته منذ عام 2009، إل عام 2011 " بداية تدهور الامور معانا فش حركة وسيولة والاقبال قليل وكان لازم نشتغل ونطلع اشي مختلف آخر وعندي قدرة إن اشتغل ساعات أكتر.. لكن بالفاضي.. الحال بعد هالحرب الأخيرة انكشت الأوضاع صرنا نفتح المحل ونضل قعدين نتذكر فقط وبين الحين الآخر يمر حدا يشتري قطعة أساس أو زينة..فش مصاري ومن معه بشتري أولويات تانية". عَضلَ بِه الوضع وما زال يعمل بجد "فرجه قريب والأعراس هي الفترة هتزيد".