د.حماد عبدالله يكتب: التخطيط أصل التقدم !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


يامصرى ليه دنياك لخابيط 
والغلب محيط 
والعنكبوت عشش ع الحيط 
وسرح ع الغيط 
يامصرى قوم هش الوطاويط 
كفاياك تبليط 
صعبة الحياة والحل بسيط .......حبه تخطيط !!!
هكذا نظم الشاعر الجميل سيد حجاب مشكلة مصر فى قليل من الكلمات المعبرة تماماَ – عما نعانيه ومازلنا نعانيه رغم أن هذه المنظومة الشعرية تغنى بها الفنان على الحجاروغناها أغلب شعب مصر وهو يشاهد مسلسل هام فى القناة الأولى المصرية وكان التقديم لهذا المسلسل بهذه الأغنية الشعرية المعبرة ..
ومع ذلك تنهش العشوائيات فى ضواحى المدن المصرية وتأكل الأخضر واليابس وتتعثر أدوات مخلصة سواء من الإدارة أو من المجتمع المدنى أمام تفشى ظاهرة العشوائيات حيث إنخرطت فى سلوك المجتمع العشوائى كل عناصره عمران وإجتماع وإقتصاد وأصبحت ظاهرة العشوائيات تهدد المجتمع سواء كان محيط بها أو يعيش فيها .. 
ولعل حادثة الدويقة الشهيرة وسقوط جزء من جبل المقطم(كان متوقع سقوطه ) فوق رؤوس أهالينا ساكنى هذه المنطقة كانت هى الإنذار المتعدد بكارثة إهمال العشوائيات وعدم الإلتفات إليها أو الإهتمام بها كأولوية من أولويات العمل الوطنى على مستوى المحليات والإدارات المحلية بالمحافظات المختلفة وعلى رأسها محافظات القاهرة وحلوان والجيزة والقليوبية وهى مجتمع عاصمة الوطن !! ( القاهرة الكبرى ) !! 
ولعل ماتم من إجراءات كانت أولويات العمل الوطنى فيها حينئذ هو إعادة بناء البنية الأساسية وجذب الإستثمارات الخارجية والوطنية لزيادة فرص العمل والتشغيل ووقف الخلل فى الجهاز الإدارى للدولة وتصحيح الأوضاع الإقتصادية بعملية إصلاح تراعى البعد الإجتماعى والذهاب إلى إصلاحات سياسية لم تشهدها مصر فى طول عهدها بحكومات مركزية سابقة كل هذا جعل المصريون يتناسون بأن أزمة حادة تنشأ وتكبر ، وتنموا وتذدهر فى غلواء الحياة وهى العشوائيات بكل مافيها وبها من كوارث إنسانية وإجتماعية وإقتصادية – وأيضاَ أمنية !!
وكعادتنا نمكث حتى يصدر (فعلاَ مزعجاَ) أو (فعلاَ فاضحاَ) ثم نتحرك كمجتمع وكإداره لتلاشى أثاره ومحاولة عدم تكراره وهنا تخرج كل(الميديا) معارضة ومستقله وأيضاَ أغلبية لكى يتبارى الجميع فى إظهار عدم الرضا عن تلك العشوائيات فى حياتنا وتتبارى أيضاَ المزايدات السياسية حولها وسرعان ماتنطفىء جزوة نيران هذه الفورة الإعلامية وتعود ( ريما لعادتها القديمة )!! 
ولكن ألا نستحق كشعب أن نتفهم بأن ( لا يحك جلدنا إلا ظفرنا ) ألا يجب أن نتحرك مجتمع مدنى وإدارة محليه ومراكز بحوث فى الجامعات لكى ننهى عشوائيات الفكر والصحة والتعليم والثقافة بجانب قيام الجهات المتخصصة بالقضاء أو تقليل نسبة عشوائيات العمران سؤال أوجهه لنفسى !! فأنا واثق أننى أقرأ ما أكتب ؟ !! وغيرى لا يقرأ ولا يسمع ولايتكلم وخاصة من المسئولين فى الإدارة المحلية !!