عن ممارسة العلاقة الحميمة في الصوم.. الكنيسة: في محيتنا لله كل شئ يصبح هينا

أقباط وكنائس

بوابة الفجر



 

تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للاحتفال بصوم السيدة العذراء مريم، الذي يحل في السابع من أغسطس المُقبل، وحتى اليوم الثاني والعشرين من الشهر نفسه.
 
أحد الاساقفة كان قد أعلن رأيه في الأمر في أحد اللقاءات التليفزيونية، حيث قال: "إن "الأصول" أن يمتنع المسيحيين المتزوجين عن ممارسة العلاقة الزوجية، خلال أيام الصيام- حسب تعبيره"، مؤكدًا أن الكنيسة تراعي الاحتياجات البشرية وبناء عليه فإن من يوجد لديه دواعي أو احتياجات معينة أو استثناءات، يتقدم إلى الكنيسة مُمثلة في أب الاعتراف، الذي يُعطي له ما يُسمى في المسيحية بـ"الحِل"، والذي يعني الإذن او السماح، لممارسة العلاقة الزوجية خلال أيام الصوم، والذي من المفترض أن تكون ممنوعة فيه، حتى لا يضعف أو يسقط من لا طاقة له على الامتناع تمامًا عن العلاقة الحميمة خلال مدة الصوم، إلا أن ذلك يُعطى بتدقيق شديد- حسب تعبيره.
 
تصريح الأسقف، لم يتقبله البعض حيث أُثير الجدل مؤخرًا حول فكرة وجوب حصول الفرد المسيحي على إذن لممارسة العلاقة الزوجية، والتي تنظر إليها المسيحية بنظرة "مقدسة"، بالإضافة إلى الجدل الذي أُثير أيضًا حول الطريقة التي يفاتح بها الفرد أب الاعتراف لممارسة الجنس مع زوجته، والذي يُعد أمرًا مشروعًا في نظر الله والناس، بينما اعترض آخرون على طول المدة التي يمتنع فيها المتزوجون عن تلبية الاحتياج الجسدي خلالها، لاسيما وأن الكنيسة المصرية تصوم فيما يقرب من 217 يوم.
 
قال الاب فيلبس ماهر، لـ"الفجر" إن قوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خلال الصيام المقدس، تحرص على الامتناع عن كافة الشهوات وليس فقط العلاقة الجسدية، مؤكدًا أن الكنيسة دائمًا ما تزرع داخل أبناءها أن إرضاء الله يكون من خلال تنفيذ الوصية بمبدأ الحب، فحينما يتمنع الفرد عن شئ سواء كان مأكل أو شراب، أو علاقة زوجية، فذلك يكون حبًا في الدخول إلى حالة التفرغ التام للعلاقة مع الله، والوصول إلى أقصى درجات النمو الروحي، في إشارة إلى أن الكنيسة لا تتدخل في حياة الأفراد كما يدعي البعض، بل أن الكنيسة تسعى لدفع أبناءها للأمام "روحيًا"، مؤكدًا أن المداوم على سر الاعتراف يدرك جيدًا أنه هو من يحتاج للكنيسة.
 
عن الحصول عن "حِل- إذن" من الكنيسة الممثلة في أب الاعتراف، من الزوج أو الزوجة لممارسة العلاقة الجنسية خلال أيام الصوم المقدس، قال ايضا إن الأمر لا يكون بشكل تعسفي أو مهين كما يروج البعض، مؤكدًا أن العلاقة بين أب الاعتراف وأبناؤه تكون علاقة راقية جدًا، حيث يؤمن المعترف أنه يعترف لله بكافة خطاياه دون إحراج من خلال الاب الكاهن، والذي يختاره هو شخصيًا، في إشارة إلى أن الأب الكاهن هو وكيل الله على الأرض، مؤكدًا أن أب الاعتراف لن يحرج أحد من أبناؤه لاسيما وإن كان يطلب طلبًا طبيعيًا ومقدسًا وطاهرًا في نظر الكنيسة، مثل ممارسة العلاقة الحميمة.
 
كما أوضح أن نقطة الحصول على حِل من الكنيسة، تكون أثناء الصوم فقط، والذي تختار الكنيسة أن يمتنع أبناؤها عن الشهوات خلاله، تفرغًا للعبادة فقط وليس من باب استنكار العلاقة الحميمة كما يروج البعض، مؤكدًا أنه خارج الصوم يمارس الفراد العلاقة بمنتهى الحرية، في إشارة إلى أن الذي يمارس العلاقة دون الحصول على الحل الكنسي، يكون قد كسر قانون الكنيسة في تلك النقطة.