خطة الحرب على الشيطان في الكنيسة المصرية

أقباط وكنائس

بوابة الفجر



 
 
أوصى المسيح اتباعه بمحبة الأعداء، فيما عدى عدو واحد فقط، وهو الشيطان، حيث ذكر في عدة مواضع بالإنجيل ان المسيح انتهر الشياطين الساكنة في اجساد البشر، واخرجها منهم وامرهم بعدم العودة اليها مجددا.
 
الكنيسة تؤمن بأن الله منح رجالها اﻻتقياء مواهب فالبعض لديه القدرة على التنبؤ والبعض يشفي اﻻمراض واﻻخر له سر علم الغيب، بينما هناك من له موهبة اخراج الشياطين من اجساد البشر، وذلك يتم من خﻻل عدة ممارسات ثابتة تتمثل في قراءة عدة مزامير من التي كتبها نبي الله داوود والتي تؤمن الكنيسة بأن الشيطان ﻻ يمكنه الصمود امامها كثيرا وهي مزامير "93..الرب قد ملك"، و"151..انا الصغير في اخوتي"، و"50..ارحمني يا الله"، و"91..الساكن في عون العلي".
 
اثناء قيام القس بإخراج الشيطان او الروح النجس كما تطلق عليه الكنيسة من جسد الفرد، يقوم عدد من الشمامسة بقراءة المزامير المشار اليها وترتيل 3 من اهم التماجيد المستخدمة في اخراج الشياطين الاول هو تمجيد رئيس المﻻئكة ميخائيل والثاني هو تمجيد امير شهداء الكنيسة مارجرجس، والثالث هو تمجيد ابوالرهبان والزاهدين القديس انطونيوس الكبير.
 
يعتمد الكاهن او القس في اخراجه للشيطان على 4 عوامل اساسية ﻻ غنى عنهم في اي حالة، العامل اﻻول هو ذكر كلمة "اخرج باسم يسوع المسيح" في اشارة الى انه يستخدم السلطان الذي منحه اياه المسيح شخصيا في اخراج الشيطان، ثانيا عامل النفخ حيث ينفخ الكاهن في وجه الممسوس ثﻻث مرات في اشارة الى ان النفخة الخارجة من فم الكاهن تحمل الروح القدس والذي ﻻيقدر على مواجهته اي شيطان-حسب الفكر الكنسي، بينما العامل الثالث هو الماء والذي تستخدمه الكنيسة في اغلب صلواتها، حيث يرش الكاهن الممسوس بالماء المصلى عليه لطرد الشيطان، واخيرًا "الصليب" الذي يمسكه الكاهن في يده.
 
يتأكد الكاهن من ذوي الممسوس، ومن الشيطان الساكن في الجسد انه لايوم عمل أو حجاب تسبب في سكن الروح الشرير بجسد الإنسان، فإن كان هناك ماء قد ابتلعه فهنا يبدأ الكاهن التأكد من أن الإنسان قد تقيأ عقب الصلاة مباشرة، حتى يتمكن الشيطان من مفارقة الجسد، وان كان هناك حجاب او سحر اسود قد عُمل للإنسان المصاب يجب أن يُفض ذلك العمل وحرقه.
 
في الكنيسة رجال اشتهروا جدا بين اﻻقباط بان الله انعم عليهم بموهبة اخراج الشياطين، على رأس هؤﻻء الرجال القس مكاري يونان راعي الكنيسة المرقسية الكبرى للأقباط اﻻرثوذكس بمنطقة اﻻزبكية بميدان رمسيس، والذي ولد باسم صبري يونان عبدالملك، بسوهاج، والحاصل على درجة البكالريوس من كلية العلوم والتربية عام 1957، والذي سيم كاهنًا بأسيوط بتاريخ  18 يوليو 1976  والذي يخرج الشياطين مجاهرة في اجتماعه اﻻسبوعي والذي يأتي يوم الجمعة اسبوعيا بنفس الكنيسة.
 
بينما يأتي معه، في نفس القائمة القمص سمعان ابراهيم، راعي دير سمعان الخراز بالمقطم، والمولود باسم فرحات ابراهيم، 80 عامًا، والذي يخرج الشياطين مجاهرة في اجتماعه اﻻسبوعي والذي يأتي يوم الخميس اسبوعيا بنفس الدير، كما كان في نفس القائمة القس الراحل داوود وهبة راعي كنيسة مار مرقس واﻻنبا شنودة رئيس المتوحدين بمنطقة 15 مايو بمدينة حلوان.
 
كما يطلق الاقباط لقب "قديس" على عدد من الرهبان والزاهدين والذين يطلقون اليهم الرحﻻت من كل صوب ونحو للتبرك بهم وطلب صلواتهم، حيث يؤمن اﻻقباط بأن هؤﻻء "القديسين" لهم قدرة على اخراج الشياطين من اجساد البشر، ويأتي على قائمة هؤﻻء الرهبان القمص الراحل ابيفانيوس وهو احد رهبان دير اﻻنبا بوﻻ بصحراء البحر اﻻحمر الشرقية، والمعروف باسم "ابونا فانوس"، من نفس الدير القمص بيشوي المتوحد، والذي ذاع صيته وسط الأقباط بشدة، نظرًا لكونه راهبًا لايخالط البشر الا نادرًا مهتمًا فقط بعبادته بالصحراء، ومن الدير المجاور لهم يأتي الراهب الراحل القمص أنجيلوس أحد رهبان دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر.
 
بينما تعتمد الطائفة الانجيلية على أساليب مختلفة نوعا ما فى عملية صرف الروح تتمثل فى تلاوة ايات وترانيم على الممسوس بطريقة معينة وهى تدخل فى نطاق ما يعرف بالحركة الكاريزماتية أو (اللمسة الشافية) التى يضع فيها القس يديه فقط على رأس الشخص ويغمض عينية ويصلى بصوت عالى وسط هتاف وصراخ الحاضرين ويتجنبون الأساليب التى يرونها قديمة أو رجعية فى الكنيسة الأرثوذكسية.
 
فى بعض الاحيان يشتكى الشخص  من أعراض قد تشابه الى حد كبير أعراض المس الا أنها تتضح فى النهاية كونها مرض نفسى مثل رؤية الكوابيس بشكل مستمر و الهياج العصبى و الاكتاب والفوبيا وفى هذه الحالة يتوقف الأمر عند قدرة المعالج الروحانى ومدى تمكنها، فبعضهم ينتهر المريض ويصفة بالأنتهاج الكذب والبعض الأخر يعمل على الصلاة من أجل شفائه حتى من المرض النفسى الذى يعانى منه بمختلف درجاته بل أن بعض الكنائس الرسولية تخصص جلسات علاج روحية للذين يعانون من تلك الاعراض وسط مجموعات تشترك معهم فى نفس الشكوى فى حين يتردد العاجزين عن  ايجاد  فرصة عمل أو زواج أو من يعانون الفقر والحزن وعدم استقرار علاقاتهم الزوجية على المعالجين لتكريس صلوات خاصة لهم على المذبح فى الكنيسة أو كتابة مشكلاتهم على وريقات صغيرة توضع فى أماكن أجساد القديسين والشهداء فى كنائسهم المختلفة .
 
بعض البيوت تلجأ للكاهن بمجرد ظهور علامات تشير الى حركة غير طبيعية  متكررة  وغير معلومة السبب  ويحدث أحيانا على سبيل المثال قطع فى التيار الكهربائى أو مياه المنزل بأكملها فى الوقت الذى يحظى فيه بقية سكان العقار بحصتهم الكاملة دون أزمة أو سماع أصوات صراخ ليلا  مجهولة المصدر وفى أحيانا أخرى تشتعل النيران داخل المنزل من تلقاء نفسها فيكون تدخل رجل الدين حتمى بالنسبة لهم.

وتحذر الكنيسة بين الحين للأخر من أستخدام أى العاب سحرية تتعلق بالمستقبل مثل (شارلى ) أو (ويجا) حتى لو على سبيل التسلية بأعتبارها تفتح طاقة جهنم على مستخدميها وتعتبر منبع الارواح الشريرة بجانب قراءة الفنجان والابراج والكف وما شابهها من العاب تستخدمها ربات المنزل لشغل أوقات فراغهن وتكون العواقب وخيمة فيما بعد.