10 ملايين جنيه.. "الفجر" يحاور والد فتاة قتلتها أمها طمعا بثروة عريسها

حوادث

بوابة الفجر


المال لعنة تصيب الضمير فتعدمه، وتعمي العين عن الحقائق، وتملأ القلب بالسواد، ولكن أن تكون سببًا في نزع الرحمة والفطرة الإنسانية، وهي حب الأم وحنانها على أطفالها، فهنا الكارثة، فبين يدي من كانت الجنة تحت أقدامها؛ أزهقت روح صغيرتها التي فضلت البقاء معها بدلًا من والدها لترعاها، فكان المقابل أنها غرست طعنة كبرى في صدر والدها الذي دمرت أحلامه التي لا طالما سعى إلى تحقيقها من أجل مستقبل ابنته.

الأب ينجو بابنه
قبل عام؛ قام رب أسرة صغيرة بأخذ ابنه الذي يبلغ 15 عامًا من العمر ليتولى مسؤوليته بعيدًا عن والدته وأسرتها ويستقر في شقة بالمنيل، وذلك بسبب المشاكل الكبيرة التي نشبت بينه وبين شقيق زوجته الذي كان مسجل قتل، وتم القبض عليه مسبقًا في قضية قتل، ثم خرج من السجن ليقبض عليه مرة أخرى بتهمة الإتجار في المخدرات ويحكم عليه بالسجن 6 سنوات.

كريم روسيا.. 
ولكن أسلوب البلطجة الذي اتبعه شقيق الزوجة الذي اشتهر باسم "كريم روسيا" والذي تحتمي شقيقته فيه دائمًا فخورة بأخلاقه، دفعا الأب لترك المنزل بعدما طلب منه دفع 50 ألف جنيه وتعدى عليه بالضرب أكثر من مرة، إلا أن الصغيرة كان لها رأي آخر فقررت الجلوس مع والدتها خوفًا من إصابتها بغيبوبة السكر لتقوم برعايتها، ليمتليء قلب الأم طوال هذه المدة بالجشع والطمع تخطيطًا لاستغلال ابنتها بالتعاون مع شقيقها البلطجي.

حلم الابنة
ففي صباح الجمعة الماضية، حينما كان "أسامة" منهمكًا في عمله كموظف بمستشفى أورام الثدي بقسم نفقات الدولة، يفكر في جني المزيد من المال من أجل مساعدة ابنته "دنيا" التي تبلغ السابعة عشر من العمر، لتصبح مؤهلة للعمل كمضيفة طيران بعد إعلان نتيجتها في امتحانات الثانوية العامة بناءً على رغبتها؛ فوجيء بمكالمة استغاثة منها تخبره فيها أنها ستأتي إليه محل عمله ليساعدها على حل مشكلتها، ليجد صوت خالها يؤكد أنه سيأتي معها.

خطوبة دون علم الأب
بمجرد وصولهما انهارت الفتاة من البكاء دون أن يفهم الأب السبب فالتقى بهما في كافيتريا العمل، ليجد خالها "كريم" يخبره بأنه تمت خطبة ابنته على جارهم، فبدأت الطفلة في الصراخ مستنجدة بوالدها أنها لا تريد هذا الشخص وأن خاتم الزواج منه في إصبعها يشبه النار بين يديها.

ذهل الأب من خطبة ابنته دون علمه، فأخبره خال الطفلة أن الشاب ورث 10 مليون جنيه عن أسرته ويجب أن يستفيدوا منها، فأخبره الأب أن الزواج قبول والفتاة ترى أنه شاب انطوائي لا يتناسب مع شخصيتها وليس للمال قيمة في هذه الحالة.

ولكن حينما لاحظ تهورًا من خالها الذي أكد أن الزواج منه سيتم إجبارًا ويجب عليه أن يتصرف مع ابنته، أخبره الأب أنه سيتحدث معها وذلك خوفًا عليها من أن يقوم بضربها فقد اعتاد على ذلك بفضل تشجيع الأم التي كانت دائمًا ما ترد:"كسرها واطحنها ملكش دعوة".

الفتاة تصمم على قرارها
عادت الفتاة إلى المنزل مصممة على قرارها، فلم تكن تعلم أن الغدر سيطالها على يد أقرب المقربين إليها، ففي اليوم التالي، قررت الفتاة أن تتخلى عن الشبكة، فاتصل خالها بوالدها وقام بتهديده إذا لم يقم بتربية ابنته ونصحها بإتمام الزواج من الشاب سيبيع أثاث منزله ويأخذ شقيقته ومن ثم يقوم بقتل ابنته، قائلًا له:"لو مجتش هحط السكينة في رقبتها"، فرد عليه أنه سيأتي إلى المنزل مع أشقائه في تمام الثامنة مساءا للحديث مع ابنته وطلب منه الابتعاد عنها.

الأب المكلوم
ولكن لم يستطع الأب المكلوم اللحاق بابنته، فحينما دقت الساعة الثامنة، فوجئ الأب بابن عمه يتصل به ويخبره أنهم توجهوا بابنته إلى المستشفى، فأسرع بسيارته إلى هناك ليسمع صدمة عمره التي قصمت ظهره، حينما سمع منهم خبر وفاة ابنته.

أسئلة كثيرة كانت تدور في ذهن الأب الذي توقف لسانه عن الحديث من صدمته، فأخبرته الأسرة أن الفتاة ألقت بنفسها من الدور السادس ولقيت حتفها، لتكون هذه القصة المختلقة محل رفض من "أسامة" الذي كان متأكدًا من أخلاق ابنته الملتزمة دينيًا وحافظة لكتاب الله، فتوجه إلى قسم الشرطة على الفور وقام بتحرير محضر ضد زوجته وشقيقها.

بدأ الشك في الدخول إلى قلب الأب حينما لاحظ إسراع من زوجته في دفن الفتاة، ليقطع الشك باليقين الكشف المبدئي الذي أثبت وجود شبهة جنائية وأثار خنق على رقبة الفتاة قبل سقوطها، كما أنه لم تكن توجد أثار دماء على الأرض مكان السقوط ما يعني أنه قام شخص بحملها إلى الأسفل ولم تسقط.

لم يكن الأب قادرًا على تمالك نفسه، فعدم قدرته على معرفة ما قام المتهمين بارتكابه في حق ابنته أثار جنونه، فأصبح البكاء ملازمًا له دون توقف وهو ينظر إلى مصروفات ابنته التي قام بادخارها منذ فترة طويلة لدفعها لتحقق حلمها وتصبح مضيفة طيران، لاسيما وأنها قامت بالحصول على العديد من الكورسات في اللغات الفرنسية والإنجليزية، متذكرًا كيف كانت تشاركه عمله في أيام الإجازات لدرجة أن المستشفى قامت بإصدار كارنيه خاص بها.

وما زاد ألم قلبه، ما يردده ابنه الصغير البالغ من العمر 15 عامًا باستمرار منذ وفاة شقيقته بأنه لا يوجد أم لديه منذ تلك اللحظة.

البداية تعود عندما تلقت غرفة عمليات النجدة بالقاهرة بلاغا من الأهالى بسقوط فتاة من أعلى عقار بأحد الشوارع، وعلى الفور أنتقلت أجهزة الأمن وعثرت على جثة د أ، 18 سنة، مصابة بكسور بجميع أنحاء الجسم، وتم أتخاذ الأجراءات القانونية اللازمة. حيال الواقعة