أندونيسيا تتخذ إجراء بحق المرأة ومنظمات حقوقية ترحب

عربي ودولي

بوابة الفجر



رحبت منظمات حقوقية بقرار للجيش الإندونيسي بإنهاء "اختبار العذرية" الذي وصفته بـ"التعسفي" والذي كان يطال الفتيات الراغبات بالانضمام إلى القوات المسلحة الإندونيسية.
وبحسب صحيفة "الغارديان" فإن السلطات المختصة في البلاد كانت قد فرضت على مدى عقود قرار "كشف العذرية"، الذي كان بموجبه يسمح للأطباء بالكشف على الفتيات لتقرير إذا ما كانت الفتاه "عذراء" أو لا ، وهو شرط أساسي لانضمام الإناث إلى الجيش.

في مؤتمر عبر الهاتف مع القادة العسكريين في جميع أنحاء إندونيسيا ، أشار رئيس أركان الجيش، الجنرال أنديكا بيركاسا، إلى نهاية هذا الإجراء الذي طبق منذ عقود، وقال إنه سيتم تجنيد النساء بنفس الطريقة التي يتم بها تجنيد الرجال.

وبناء عليه سيتم اختيار المجندات بناء على قدراتهن على الالتحاق بالجيش.

وقال بيركاسا: "لن يكون هناك المزيد من الفحوصات (الطبية).. هناك أشياء ليست ذات صلة .. ونحن لا نستطيع القيام بهذا النوع من الفحص بعد الآن. يجب أن نجري نفس الفحص على المجندات كما نفعل مع المجندين الرجال".

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن التغييرات التي ذكرها الجنرال بيركاسا في المؤتمر تشير إلى نهاية "اختبار العذرية" المسيء وغير العلمي والتمييزي الذي استخدمته جميع فروع الجيش الإندونيسي لعقود على المجندات.

وأفادت الأنباء أن القوات البحرية والجوية الإندونيسية ستتبع أوامر قيادة الجيش.

وقال أندرياس هارسونو، الباحث الإندونيسي في هيومن رايتس ووتش، إن الجيش فعل بذلك الشيء الصحيح.

وقال: "من مسؤولية قادة المناطق والكتائب الآن اتباع الأوامر، والاعتراف بالطبيعة غير العلمية والمسيئة للحقوق لهذه الممارسة".

ورحبت النساء الإندونيسيات بنهاية الاختبار.

وقالت تأنيندي (إحدى الإندونيسيات باسم مستعار)، بأسى كيف أنها فشلت في الاختبار قبل 23 عاما بغية الانضمام إلى القوات البحرية قبل أن يجري رفضها، رغم حصولها على درجات عالية في بقية الاختبارات.

وقالت أنيندي، "سيكون ذلك أمرا تاريخيا إذا أنهوا هذا الاختبار، لأنه كان إجراءً مهينًا للمرأة".

وأشارت إلى إن والدها كان ضابطا في البحرية وكان يحلم أن يسير أحد أبنائه على خطاه، ولكن أنيندي، التي لم تكن عذراء، طلبت من الطبيبة عدم فحصها، مردفة: "لم أرغب في أن أتعرض للمس بدون موافقتي. لذا، طلبت منها التوقف وأخبرتها أنني لست عذراء".

وزادت: "لم أمنعها عن فحصي خوفا من اكتشاف أمري، ولكن لأنني شعرت بعدم الارتياح من الإجراء، وهذا هو الثمن الذي تدفعه المجندات لدخول الجيش.. أنه أمر صادم".

من جهتها قالت عليم قبطية، المفوضة في اللجنة الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة، إنها لا تزال تنتظر أن يصبح الأمر رسميا، مشددة على أن إنهاء ذلك الاختبار يعني منح المزيد من الفرص للنساء للانضمام إلى الجيش، إذ تشكل النساء في الوقت الحالي 10٪ فقط من عديد أفراد القوات المسلحة الاندونيسية البالغ عددهم 450 ألف فرد.

وأكدت أن ذلك سيجعل النساء أكثر ثقة، وأن قبولهن في الجيش سيكون على أساس الكفاءة، وزادت: "ليس من العدل الطُلب من النساء إثبات حسن أخلاقهن (من خلال اختبار العذرية) بينما لا يطبق نفس الأمر على الرجال المجندين؟ كيف تثبت ذلك؟".

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن اختبار العذرية غير علمي وضار وينتهك حقوق الإنسان للمرأة، ومن شأنه أن يؤدي إلى عواقب فورية وطويلة الأجل تضر بالرفاهية الجسدية والنفسية والاجتماعية للنساء اللائي أجرين الاختبار.