خبير.. يطالب بعودة العهدة النبوية من تركيا إلى مقرها في مصر

أخبار مصر

بوابة الفجر


تقدم خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار عام 2012 بمذكرة علمية وافية إلى المجلس الأعلى للآثار مطالبًا بعودة العهدة النبوية من تركيا.

وأوضح ريحان في تصريحات إلى الفجر أنه طبقًا لتعاليم الإسلام السمحة أعطى رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) عهد أمان للمسيحيين يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وبيعهم أى كنائسهم، يُعرف بالعهدة النبوية والمحفوظ بمكتبة دير سانت كاترين عدة صور منه بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند دخوله مصر عام 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صور معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية.

واستند ريحان على ما ذكره نعوم بك شقير مدير قلم التاريخ بوزارة الحربية بمصر  عام 1906م والذى شاهد عدة صور لهذه العهدة بالعربية والتركية بعضها منسوخ فى كتاب صغير وبعضها على رق غزال فى وكالة دير سانت كاترين بالقاهرة (الآن محفوظة بدير سانت كاترين بسيناء) وكل صورة تختلف عن الأخرى قليلاً وفى كل منها أخطاء تدل على أن النساخ الذين نسخوها كانوا أعاجم أو عرب يجهلون قواعد اللغة العربية وأصح هذه النسخ وأقدمها ثلاثة نسخ مكتوبة في ثلاثة كتب صغيرة باللغة العربية والتركية وقد وسمت بالأحرف الإنجليزية ABC حسب أقدميتها، وأقدمها الموسومة بحرف A وهذا نصها مع تصحيح أخطاء النسخ بين قوسين أمام الكلمة الخطأ والذى صححها نعوم بك شقير
(بسم الله الرحمن الرحيم وبه العون ، نسخة سجل العهد ، كتبه محمد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى كافة النصارى
هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلى كافة الناس أجمعين بشيرًا ونذيرًا ومؤتمنًا على وديعة الله فى خلقه لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزًا حكيمًا. 
كتبه لأهل ملته ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها قريبها وبعيدها، فصيحها وعجميها، معروفها ومجهولها، كتابًا جعله لهم عهدًا فمن نكث العهد الذى فيه وخالفه إلى غيره وتعدى ما أمره كان لعهد الله ناكثاً ولميثاقه ناقضًا وبدينه مستهزئًا وللّعنة مستوجبًا، سلطاناً كان أو غيره من المسلمين المؤمنين. 
وان احتمى براهب (راهب) أو سايح فى جبل أو وادى أو مغارة أو عمران أو سهل أو رمل أو ردنة أو بيعة فأنا أكون من ورائهم ذاباً عنهم من كل عدة لهم بنفسى وأعوانى وأهل ملتى واتباعى لأنهم رعيتى وأهل ذمتى . وانا أعزل عنهم الأذى فى المؤن التى يحمل اهل العهد من القيام بالخراج إلاّ ما طابت به نفوسهم وليس عليهم جبر ولا اكراه على شئ من ذلك .
ولا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته ولا سايح من سياحته، ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين. فمن فعل شئ من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله. 
ولا يحمل على الرهبان والأساقفة ولا من يتعبد جزيةً ولا غرامة وأنا أحفظ ذمتهم أين ما كانوا من بر أو بحر فى المشرق والمغرب والشمال والجنوب. وهم فى ذمتى وميثاقى وأمانى من كل مكروه، وكذلك من يتفرد بالعبادة فى الجبال والمواضع المباركة لا يلزمهم مما يزرعوه ولا (لا) خراج ولا عشر ولا يشاطرون لكونه برسم أفواههم . 
ويعاونوا عند إدراك الغلة باطلاق قدح واحد من كل أردب برسم أفواههم، ولا يلزموا بخروج فى حرب ولا قيام بجزية ولا من أصحاب الخراج وذوى الأموال والعقارات والتجارات مما أكثر من اثنا (اثنى) عشر درهم بالجمجمة فى كل عام ولا يكلف أحدًا منهم شططًا.
ولا يجادلوا إلاّ بالتى هى أحسن، ويحفظ (ويخفض) لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا، وان صارت النصرانية عند المسلمين فعليه (فعليهم) برضاها وتمكينها من الصلوة فى بيعها ولا يحيل (يحال) بينها وبين هوى دينها . 
ومن خالف عهد الله واعتمد بضده (بالضد) من ذلك فقد عصى ميثاقه ورسوله . ويعاونوا على مرمّة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وفعالهم بالعهد . ولا يلزم أحداً منهم بنقل سلاح بل المسلمين يذبوا عنهم ولا يخالفوا هذا العهد أبداً الى حين تقوم الساعة وتنقضى الدنيا . وشهد بهذا العهد – الذى كتبه محمد بن عبد الله رسول الله صلّى الله عليه وسلم لجميع النصارى والوفاء بجميع ما شرط لهم عليه – من أثبت اسمه وشهادته آخره :-
على بن أبى طالب       ابو بكر بن ابى قحافه      عمر بن الخطاب
عثمان بن عفان          ابو الدرداء – ابو هريرة     عبد الله بن مسعود
العباس بن عبد المطلب   فضيل (الفضل) بن عباس   الزبير بن العوام
طلحة بن عبد الله         سعيد بن معاذ              سعيد (سعد) بن عباده
ثابت بن نفيس           زيد بن ثابت                ابو حنيفه بن عبية (أبو حزيفة بن عتبة )
هاشم بن عبيه (عتبه)     معظم بن قرشى             حارث بن ثابت
عبد العظيم بن حسن      عبد الله بن عمروالعاص   غاز بن ياسين (عامر بن ياسر)

(وكتب على بن ابى طالب هذا العهد بخطه فى مسجد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بتاريخ الثالث من المحرم ثانى سنى الهجرة وأودعت نسخته فى خزانة السلطان وختم بخاتم النبي صلى الله عله وسلم، وهو مكتوب فى جلد ادم (أديم) طايفى. فطوبى لمن عمل به وبشروطه ثم طوباه وهو عند الله من الراجين عفو ربه والسلام ).

ويؤكد الدكتور ريحان على أن نهاية الوثيقة تتضمن تعريف بكيفية نقل هذه النسخة من الوثيقة الأصلية هذا نصها:-
(نقلت هذه النسخة من النسخة التى نقلت من النسخة المنقولة الكائنة (الكاينة) بخط امير المؤمنين على بن ابى طالب كرّم الله وجهه بالأمر الشريف السلطانى لازال نافذًا بعون المعين السبحانى ووضعت فى ايدى طايفة الرهبان القاطنين بجبل طور سيناء لكون النسخة المنقولة من النسخة الكائنة بخط امير المؤمنين (ضائعة) وليكون سندًا على ما يشهد المراسيم السلطانية والمربعات والسجلاّت التى فى أيادى الطايفة المزبورة)
وهذه النسخة مذيلة بختم المولى بمصر المحروسة وتصديقه بخطه غير المنقوط هكذا :
( حرر بأمرى وقرّر بمعرفتى راجى العفو إلى العلى العلام محمد بن عبد القادر المولى بالمحروسة مصر حميت عن البلية والاحن (والمحن) عفى عنهما)
           (الختم)        (الواثق بالملك القادر محمد بن عبد القادر )
ويقول بعض العارفين ان هذا المولى قام على مصر فى عهد السلطان سليمان الثانى سنة 926- 974 هـ ،1520 – 1566م.

وأما النسخة الثانية التى فى وكالة الدير الموسومة بحرف  B فقد ذيلت بما يأتى :
(صورة نقلت عن الأصل بدون الفصل والوصل . نمّقه أضعف عباد البارى نوح بن أحمد الانصارى القاضى بمصر المحروسة عفى عنهما) (الختم)
  
وفى الدير نسخة عرفت بالنسخة الطورية ختمت بعد قوله (عفو ربه والسلام) بالعبارة الآتية :-
وفى الأصل المنقول منه هذه النسخة المتوجة بالنشان الشريف السلطانى ما صورته :
(نقلت هذه النسخة من النسخة التى نقلت من النسخة المنقولة من النسخة الكاينة بخط أمير المؤمنين على بن ابى طالب كرّم الله وجهه بالأمر الشريف السلطانى لازال نافذًا بعون المعين السبحانى ووضعت فى ايدى طايفة الرهبان القاطنين بجبل طور سيناء لكون النسخة المنقولة من النسخة الكائنة بخط امير المؤمنين (باقية) وليكون سندًا على ما يشهد المراسيم السلطانية والمربعات والسجلاّت التى فى أيادى الطايفة المزبورة )
تمت وسطرت هذه النسخة فى ثانى رجب المرجب سنة 968 (19 مارس 1561م)
 
ويشير الدكتور ريحان إلى وجود اختلاف فى تاريخ هذه الصور التى نقلت عن الأصل وكذلك فى تاريخ الصورة الأصلية التى قيل أنها أعطيت للرهبان عوضًا عن الأصل بواسطة سليم الأول عام 1517م ويؤكد كل ما ذكر نقل أصل هذه العهدة من دير سانت كانرين إلى الأستانة فى العصر العثماني.

ويطالب الدكتور ريحان بمخاطبة كل المتاحف بتركيا والهيئة المسئولة عن الآثار والجامعات والمراكز الثقافية والدينية عن وجود هذه الوثيقة لديهم وسفر بعثة من وزارة السياحة والآثار ووزارة الخارجية إلى تركيا للتعامل مع المتاحف والمراكز المعنية بشكل مباشر وتقديم تقرير إلى الوزارة ووزارة الخارجية عن الوثيقة وإذ لم يعثر عليها فإن هناك اتهام موجه لهم بإخفاء أو تبديد هذه الوثيقة فإن حقائق التاريخ تؤكد وجودها لديهم ومسئوليتهم عنها حتى الآن.