اللواء عاطف مفتاح: قبلنا بالتحدي رغم اتفاق الجميع على استحالة نقل مركب خوفو

أخبار مصر

بوابة الفجر


كشف اللواء عاطف مفتاح عن كواليس الإعداد لنقل مركب الملك خوفو من هضبة أهرامات الجيزة إلى المتحف المصري الكبير حيث كانت أولى تلك الكواليس هي فترة الدراسة للفكرة التي استغرقت 8 أشهر قبل عرضها على الرئيس، والذي استحسن الفكرة واستعلم عن إمكانية تنفيذها. 

وتابع مفتاح في تصريحات خاصة إلى الفجر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال "ما يهمني هو سلامة الأثر"، وكان يشهد هذا اللقاء الذي عُرضت فيه الفكرة، رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، وحينها وزير السياحة والآثار عبر عن رأيه في فكرة النقل، فقال إنها صعبة وتكاد تكون مستحيلة. 

وقال مفتاح، إنه بالفعل كل الدراسات السابقة أكدت صعوبة الفكرة، سواء الدراسات التي أجراها المجلس الأعلى للآثار منذ بداية الألفينات، أيام الدكتور زاهي حواس، أو المكتب الأمريكي الاستشاري جيتي، أو المكتب الياباني، حيث أوصت كل الدراسات بترك الأثر مكانه خوفًا من خطورة نقله. 

وتابع مفتاح، ولكننا في القوات المسلحة دائمًا ما نقبل بالمستحيل، وبالفعل قبلت بهذاالتحدي، ووضعت الفكرة التي ابتعدت عن كل ما يُقلق الأثريين، فنحن وضعنا خطة تعتمد على أننا لن نمس الأثر، ولن نحركه من مكانه مليمتر واحد، بل سننقله بالحامل الحديدي أسفل المركب، أي أننا في واقع الأمر نقلنا الحامل الحديدي الذي يحمل المركب. 

الفكرة من بساطتها اعتقد البعض أنها سهلة التنفيذ، ولكن إجراءات تحقيقها غاية في الدقة والتعقيد، وذات تفاصيل هندسية غاية في الصعوبة، لأنها تعتمد على الحفاظ على اتزان المركب طوال الرحلة التي استغرقت 10 ساعات، وهي محمولة فوق عربتين وليس عربة واحدة، مع مراعاة كل تفصيلة من انحناءات الطريق، وميوله، والأوزان والأحمال فوق العربتين. 

وسبق مرحلة النقل، مرحلة تجهيز كبيرة، قام بها الأثريين وفريق النقل بالمتحف المصري الكبير بقيادة الدكتور عيسى زيدان، حيث غلفوا المركب، وقاموا بتنفيذ كل وسائل الحماية اللازمة، حتى تتم عملية النقل الهندسية بالدقة المطلوبة. 

وتابع مفتاح، أن الرئيس السيسي استمع بدقة إلى الفكرة، ووجه مباشرةً الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والدكتور خالد العناني وزيرالسياحة والآثار، بالعمل على تنفيذيها، وبالفعل بعدها بيومين فقط تم الاجتماع في مقر مجلس الوزراء ثم زيارة الدكتور مصطفى مدبولي الي موقع المركب والمكان المقترح للمتحف الجديد للمركب بعدها بيومين آخرين ثم بدأت الاستعدادات لتنفيذ الفكرة، بكل دقه مع مراعاة كافة التفاصيل، حتى أنه يوم النقل، سرت 10 كيلو متر أمام المركب، ومع دوارن عجلات العربة الذكية ومرور كل دورة منها بسلام كان الاطمئنان يزداد.   

وكان المتحف قد استقبل المركب في الساعات الأولى من فجر السبت الماضي قادمة من مكان عرضها بمنطقة آثار الهرم،حيث يهدف مشروعنقل المركب للحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي.