طارق الشناوي يكتب: كوبري سمير غانم

الفجر الفني

بوابة الفجر


أسعدنا جميعًا قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى إطلاق المحاور الجديدة بأسماء اللواء عمر سليمان والمهندس حسب الله الكفراوي والبطلة التي أثلجت صدورنا فى طوكيو فريال عبد العزيز، بينما أنعش قلوبنا إطلاق اسم كوبرى سمير غانم، القيادة السياسية تمنح سمير كل هذا التقدير والحفاوة، لم نعط الكثير من مبدعينا وخاصة في مجال الكوميديا ما يستحقونه من تقدير.

كان البعض يتساءل على صفحات (السوشيال ميديا): أليس الأفضل أن نطلق اسم سمير على مسرح أو أن تصدر وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، قرارًا بجائزة تحمل اسمه، أو تقام له مسابقة في الارتجال، فهو فنان الارتجال الأول في مسرحنا العربي. 

كلها أفكار جديرة بالتنفيذ، ولكن لماذا لا نقول بالإضافة إلى ذلك، أقصد أننا نعتقد فى الكثير من الأحيان أننا إذا فعلنا هذا فهذا يعنى أننا لن تفعل ذاك، رغم أن الجمع بينهما وارد، بل أراه ضروريًّا، مسرح أو جائزة من الأفكار المباشرة والتى أتصور أنها حاضرة عند وزيرة الثقافة، إلا أن دلالة الكوبرى تتجاوز ذلك، نطلق أسماء من نحبهم على الشوارع وهكذا لدينا شارع نجيب الريحانى وآخر زكريا أحمد وثالث عبد الحليم وعبد الوهاب وكامل الشناوى وغيرهم، والمقصود قطعًا هو ترديد الاسم، مثلما أطلق الرئيس جمال عبد الناصر على أطول شارع فى مصر اسم (صلاح سالم) فخلد اسمه باعتباره أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو، ولهذا يأتي اسم الكوبري الذي يحمل اسم نجمنا الكبير خطوة أبعد في الدلالة لأنها تعني حضور الفنانين على أجندة الرئيس.

كم الأحزان على فراق سمير ثم دلال فاق قدرة عشاق النجمين على الاحتمال، وعلى الجانب الآخر الحب والتقدير اللذان حظى بهما النجمان من الجميع كانا هو البلسم، سمير نموذج للفنان الذى لا يخطط لأى موقف، وكما أنه ارتجالى فى منهجه الفنى على المسرح، فهو أيضًا ارتجالى فى حياته الشخصية. دلال عبد العزيز كانت هى بمثابة العقل، وظل الاثنان في الملعب وعلى الرقعة حتى اللحظة الأخيرة، شاهدنا في رمضان الماضى سمير يشارك إيمى فى إعلان لإحدى شركات المحمول، تابعنا دلال عبد العزيز فى واحد من أهم أدوارها (ملوك الجدعنة) والذي ودعتنا فيه على الشاشة وكأنه بروفة الرحيل، حيث كانت تناجى المولى، عز وجل، قائلة: (الله الله الله).

التكريم من الرئيس ليظل اسم سمير يتردد، ولا أزال أنتظر أيضًا أن أجد كوبرى يحمل اسم نجمنا الكبير عادل إمام، أمد لله فى عمره، فهو يستحق أن نطلق اسمه وهو بيننا، نموذج للفنان الاستثنائي الذى ظل على القمة أكثر من أربعين عامًا ولا يزال.

كانت أمنية سمير أنه وعادل كما جمعهما عدد من أفلام البدايات يلتقيان قبل ختام المشوار، وقدم بالفعل مشهدًا كضيف شرف فى مسلسل (عوالم خفية) مع عادل، وقال لى إنه وافق على هذا المشهد، من أجل توثيق لقائه بعادل، وأتخيل أننا مع الأيام ونحن نضع (لوكيشن) للذهاب إلى مكان ما، نجد أنفسنا ننطلق من كوبرى سمير غانم إلى كوبري عادل إمام، لنعيش السعادة في أحلى مشوار مُبهج فى الدنيا، من سمير إلى عادل!.


المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).