تقتل التربة وتلوث الهواء.. أبرز أضرار حرائق الغابات

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


على الرغم من أن المساحات المغطاة بالغابات لاتغطي سوى أقل من ثلث سطح الكرة الأرضية، إلا أنها من ضمن أكثر أماكن التنوع البيولوجي على الكرة الأرضية، حيث يقطنها ما يزيد عن ثلثي الأنواع البرية المعروفة، وغالبا ما توفر أنواع متنوعة من موائل النبات، والحيوانات، والكائنات الدقيقة والأنواع المهددة بالانقراض، ولكن شهدت هذه الأيام عدد كبير من الحرائق التي التهمت الغابات وسببت العديد من المخاطر لدول العالم.  

حيث تعددت الآثار الضارة التي تنجم عن حدوث حرائق في الغابات ليس فقط على التربة بل على تشرد حياة الإنسان وانقراض الحيوانات وقله نسبة أكسجين في الجو وغيرها من الكوارث، وهذا ما ستعرضه "الفجر" في السطور التالية عن أبرز الآثار الضارة التي تلحقها حرائق الغابات بالحياة على سطح الأرض. 

من المعهود أن التربة في الغابات تتكون من مواد غذائية متحللة وحطام يحتوي على الكثير من المكونات الطبيعية تساعد على جعل الأرض كما هي عليه، وعند حدوث حرائق بهذه التربة، يصبح الجو حارا جدا، وتختفي كل العناصر الغذائية للأبد.

تأثر النباتات 
انقراض آلاف الأنواع من حيوانات وطيور والحشرات وكائنات دقيقة بسبب حرائق الغابات، بالإضافة إلى أنها تقليل عدد الأشجار والنباتات التي تساعد على إنتاج الأكسجين في العالم، فيصبح الهواء الذي نتنفسه أقل نظافة، ومع عدم وجود نباتات أو أشجار، لا يصبح هناك أي شيء للأكل للحيوانات التي نجت.

تأثير المياه 
ونتيجة لعمليه إطفاء الحرائق يقوم رجال الإطفاء باستخدام قدر كبير من الماء لإخماد هذه الحرائق الوحشية، والكثير من الماء في التربة يؤدي إلى تآكلها وجعلها عديمة الفائدة.

تأثر الإنسان 
كما يتسبب دخان الحرائق صعوبة في التنفس وتلوث للهواء الجوي، ينتج عنه مشاكل صحية خطيرة للبشر الذين يعانون من حساسية ويقوم بإتلاف الرئتين والحنجرة بشكل دائم وغيرها من المشاكل الطبية. 

تأثر الأشجار 
وتؤدي حرائق الغابات إلى فقدان العديد من الأخشاب القيمة التي تصل أعمارها إلى مئات السنين ما يؤدي إلى الخسائر المادية الكبيرة للدول التى تحتويها بسبب أهمية الأخشاب في صناعة العديد من المواد الخام.

حيث تشكل حرائق الغابات عامل كبير من عوامل الزحف الصحراوي للقارات، حيث تمثل الغابات موانع لزحف الكثبان الرملية تمثل العديد من مصادر التربة الخصبة، وكذلك تتسبب الحرائق في تدمير العديد من المناطق السكنية المجاورة للغابات.

البكتيريا والفطريات 

وبحسب ما ذكر في دراسة "bioRxiv" أن العديد من أنواع البكتيريا والفطريات، ازداد عدادها بعد نشوب حرائق هائلة في الغابات الشمالية بالأقاليم الشمالية الغربية وألبرتا في كندا، وهذا النوع وغيره من الدراسات التي تتناول تأثير الحرائق وعناصرها مثل الدخان على التوزيع الميكروبي، يرسم للباحثين صورة واضحة بخصوص الكيفية التي تحدث بها حرائق الغابات تغييرا في المجتمعات الميكروبية، الأمر الذي يساعدهم على التنبؤ بكيفية تعافي الأنظمة البيئية عقب الحرائق الضخمة. 

وذكرت أن الحرائق لا تدمر عادة مجتمع ميكروبيا، وإنما تغير تركبيه وتكوينه، فبعض البكتيريا والفطريات تكون علاقة تكافلية مع النباتات، وتحدد العناصر الغذائية المتاحة للنباتات في أي منطقة، فعندما تقضي الحرائق على بعض المجتمعات الميكروبية، فإن النباتات التي تعتمد عليها قد لا تتمكن من التكيف مع ذلك النظام البيئي.