طارق الشناوي يكتب: يا مستنى السمنة!

الفجر الفني

بوابة الفجر




أتابع (الميديا)، بمختلف توجهاتها، وهى ترصد ما يجرى فى أفغانستان، وأرى البعض وهو يقفز فوق المنطق التاريخى، مرددا (إديهم فرصتهم)، أى فرصة تلك وقد تناقل الجميع الصورة فى أول صلاة جمعة وهم يمسكون البنادق داخل بيت الله، ما الذى تنتظره من نظام حكم لا تغادر أصابعه الزناد.

نتحدث عن المرأة والزى الموحد (البرقع)، قالوا إنهم لن يعترضوا أيضا على الشادور والحجاب، وما دون ذلك سيقام على من ترتديه الحد، اترك زى المرأة جانبا، دعونا ننظر للرجل، لديهم مواصفات خاصة للحية والجلباب، على اعتبار أن هذا هو زى الرجل المسلم، كيف استقر فى ضميرهم هذا الهراء الذى أوصلنا مع الزمن إلى (الشورت الشرعى)، ومن لا يلتزم من الرجال يقام عليه الحد.

تلك العقول التى ترفع فى وجهك دائما كتاب الله، تُصبح الحياة بالنسبة لهم (كادرا) ثابتا لا يتغير مهما تعاقبت القرون.

أتابع الفرحة تزغرد بين سطور ما يكتبه البعض، سعداء بهؤلاء الذين غادروا قبل لحظات كهوفهم استعدادا لحكم العالم، بحجة أن لديهم دستورهم الإلهى، الذى يجب كل الدساتير الأرضية، من الذى قال لكم إن هذا هو شرع الله؟.

أتذكر عددا من هؤلاء فى العام الكبيس (الكابوسى) الذى حكمنا فيه الإخوان وكيف أنهم كانوا يبررون كل شىء، ويدخلونه تحت عباءة الإسلام، حتى رقص الباليه، قالوا لن نمنعه لكننا سوف نؤسلمه.

بعض الفنانين كانوا قد التقوا المرشد، وقالوا إنه عندما سلم عليهم ابتسم وانفرجت أساريره، هل كان المطلوب أن يصفعهم على وجوههم، بعضهم أكد أن مرسى يتابع بشغف السينما الأمريكية، كان هناك حرص لتمرير الحكم البغيض بحجة (إديهم فرصتهم).

كل إنسان من حقه أن يأخذ فرصة، ولكن مصير الوطن ليس رهنا بتلك الفرص، يبدون أولا قدرا من المرونة فى مخاطبة الآخرين، وبعدها يفرضون سطوتهم، حكى أنور وجدى أنه التقى منتصف الأربعينيات حسن البنا، مؤسس الجماعة، وقال له (حسن بك) وليس فضيلة الشيخ أو المرشد، ورد عليه البنا السلام، أظهر البنا وجها آخر فى التعامل مع الفن، مرددا نفس المقولة التى تبناها من بعده كل المتشددين عندما تسألهم عن الفن يحللونه، وفى نفس الوقت يقيدونه بالحلال والحرام، ولن يختلف ما يردده متولى الشعراوى ومحمد الغزالى وخالد الجندى وسعاد صالح وغيرهم عن هذا الإطار، الذى يريد للفن أن يتحول إلى خنجر يستخدمونه عند اللزوم، تغلغل الإخوان حتى قبل أن يمتلكوا السلطة وقدموا مسرحية (الشفرة) بمواصفات الفن الإسلامى، والرقابة وافقت على عرضها عام 2008، فقط تحفظت على مشهد واحد وهو أداء الصلاة لكل فريق العمل، مرددين: الإسلام هو الحل، كل التفاصيل كانت مدروسة بدقة من أول اختيار المسرح، (مسرح فيصل ندا) لأنه كان يقدم مسرحية تشارك فى بطولتها راقصة، بينما هم منعوا النساء من المشاركة فى البطولة.

ووجدنا من بدأ الإشادة بالفكر فى مسرحية (الشفرة)، شىء من هذا نجده أيضا من بدء الثناء على مواقف (طالبان)، رغم أن كل ما نتابعه يؤكد أنهم يترقبون اللحظة التى تسمح لهم بفرض دمويتهم بمجرد الإمساك بالسلطة المطلقة.

(ويا مستنى السمنة من ورك النملة) مشيها (ورك)!!.

[email protected]
المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).