قصر السياسية والثروة والدم والأشباح.. "أندراوس باشا" بالأقصر

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال مجدي شاكر كبير أثريين بوزارة السياحة والآثار، وأنت تزور مدنية الأقصر وتسير على الكورنيش وتحديدًا أمام متحف التحنيط وعلى الجانب الغربي من معبد الأقصر الذي يحيط بهذا المكان من جهاته الثلاثة ستجد هذه التحفة المعمارية الرائعة، والذي شُيد في عام ١٨٧٩م، وهو قصر توفيق باشا أندراوس المسجل ضمن القصور ذات القيمة التاريخية ويتكون من دورين وواجهته بها زخارف جصيه رائعة. 

وتابع شاكر، شهد  القصر الكثير من الأحداث الوطنية التاريخية السياسية بل والدرامية فهو بيت الأمة وبيت الأقصر الكبير كما أسمته الأديبة  فوزية أسعد في رواية  لها بهذا الاسم، وهو الذي شهد أشهر حدث سياسي في الأقصر عام عام ١٩٢١م، عندنا كان الزعيم سعد زغلول يجوب الصعيد في رحلته النيلية لحشد الشعب وراء حركته. 

ورغم تصدي الشرطة آنذاك لمركبه لمنع وقوفه بالمدنية إلا أن توفيق باشا أحد أقطاب الحركة الوفدية تمسك بموقفه واستقبل الزعيم سعد الذي هتف باسمه (يحيا توفيق باشا)، وهو أحد رموز الحركة الوطنية آنذاك وحاول رجال القصر أن يغيروا فكر توفيق باشا بأن عُرض عليه أن يتم تعيينه سفيرًا في لندن حيث تربى وتعلم في أكسفورد ولكنه رفض وظل مناصرًا للحركة الوطنية. 

وقال شاكر، ظل توفيق نائبًا في مجلس الأمة لمدة ثلاث دورات متتالية حتى عام ١٩٣٥وباع سبعمائة فدان لدعم حزب الوفد ماليًا ولم يكن ذلك غريبًا عن عائلته فوالده أندراوس بشارة الذي كان مثالًا للوحدة الوطنية وهو الذي بنى عدة مساجد وجمعية الشبان المسلمين وأوقف مائة فدان  للصرف على مساجد وكنائس الأقصر مناصفة، ومثلما كان توفيق باشا رائعا في حياته كان يوم مماته رائعا حيث توفي في يوم أجتمع فيه يوم عيد الفطر مع عيد الميلاد المجيد.  

وقيل عن هذا القصر الأساطير حيث ذُكر أن في داخله سيارة جميل بن توفيق باشا المطلية بالذهب وبه كنوز كثيرة وبداخله نفق يؤدى لكنوز داخل معبد الأقصر وشهد حدث درامي لم يُعرف سره حتى الآن حيث سكنته أشهر وأغنى  ثلاث عانسات في الأقصر وهم جميلة ولودى وصوفي بنات توفيق أندراوس التي قدرت ثرواتهن بمليار جنية وبلغن الثمانين من السن وانتهت حياتهن بموت جميلة ومقتل لودي وصوفي في حادثة هزت هذه المدنية السياحية الهادئة على يد مجهول. 

وسكنت القصر الأشباح وحاول أحد نواب مجلس الشعب السابقين والمعروف عنه ممارسة أعمال إخراج الجان ذلك ولكن القصر ظل مغلقًا على أسراره الأثرية السياسية والتاريخية  والدرامية وندعو لاستغلال هذا القصر الرائع الذي يحوي الكثير من المقتنيات الهامة وشهد أحداث أهم.