كيف أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مأوى للتنظيمات المتطرفة؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قامت جماعة طالبان خلال حكمها في المرة الأولى بين عامي 1996 و2001، بحظر استخدام الإنترنت طوال الفترة التي سيطرت فيها على البلاد، أما في الوقت الراهن، قامت باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز قوتها وتحويلها لأداة لترويض المعارضة وبث رسائلها، وتهديد وتملق الشعب الأفغاني.

ظلت حركة طالبان الأفغانية تعتمد على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وحولتها في أفغانستان إلى أداة للسيطرة السريعة على البلاد من دون الاعتماد على قوة السلاح التقليدي، بل ستستخدم المنصات الإجتماعية لتغيير حركتها وتعزيزها.

ومع استمرار حظرهم على منصات التواصل الإجتماعي الرئيسية؛ الفيسبوك واليوتيوب، تمكنت طالبان من نشر الكثير مما تريده عبر الإنترنت بظهور عشرات الحسابات الجديدة "تويتر" بعضها رسمي وبعضها الآخر مجهول الهوية، وذلك لاسترضاء الحشود الحضرية المرعوبة ذات الحنكة المتزايدة بالتكنولوجيا في أفغانستان.

ويذكر أن أحد المتحدثين باسم طالبان، سهيل شاهين، لديه حساب نشط على "تويتر"، لكن دون خاصية التوثيق، مع ما يقرب من 350 ألف متابع.

كما نشر أحد أشهر مؤيدي طالبان، رسالة على تويتر قال فيها: "بكيت بشدة لرؤية وضعكم هذا، بكينا من أجلكم يا أصدقاء الاحتلال 20 عامًا، لقد قلنا إن الرئيس أشرف غني لن يكون مخلصًا لكم أبدًا.. لقد صفحنا عنكم.. من فضلكم عودوا إلى دياركم".

ولقد تمكنت حركة طالبان من نشر كثير مما تريده على شبكة الإنترنت، وحتى مع استمرار التكتلات على منصات الإعلام الاجتماعية الكبرى، مثل"فيسبوك" و"يوتيوب"، فقد ظهرت العشرات من الحسابات الجديدة. وتركزت جهود المتشددين على موقع «تويتر»، حيث لم يتم حظر الحركة بشكل مباشر.

وقد أصدر بعض معارضي "طالبان" صيحات الاستهجان، والبعض الآخر التزم الصمت، وأمسكوا برواياتهم عن المواد التي قد تعرضهم للخطر.

لم يتخذ المنتدى، الذي أطلقه "فيسبوك" و"يوتيوب" و"تويتر" و"مايكروسوفت"، موقفا بعد بشأن الحسابات الرسمية للحكومة الأفغانية التي استولت عليها حركة "طالبان" بعد سيطرتها على أفغانستان، فضلا عن حسابات قادة الحركة، وكيفية التعامل مع اتصالاتهم على المنصات المشفرة مثل "واتساب"، فيما يقول التحالف إنه من الأفضل ترك القرار للمنصات نفسها.

وتشير صحيفة "بولتيكو" الأميركية إلى أن التعامل مع المحتوى والحسابات الخاصة بـ"طالبان" لا يزال غير متسق عبر المواقع الرئيسة، ومطلع الأسبوع، أعلنت "فيسبوك" حظر الحركة، لكن ذلك لم يُطبق عبر منصات الشركة. وقالت منصة "يوتيوب" المملوكة لشركة "غوغل" إنها ستنهي أيضا حساباتها. لكن "تويتر" لم تتعهد بحظرها، واكتفت بالقول إنها ستتخذ إجراءات بشأن المشاركات التي تنتهك قواعد النظام الأساسي.