حوار| السفير المغربي بالقاهرة: سنظل مخلصين للأشقاء الجزائريين.. فبلادي محبة للسلام

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بعد إعلان الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، حاور موقع الفجر الإلكتروني، السفير أحمد التازي، السفير المغربي في القاهرة، وذلك للوقوف على ملابسات الأزمة، والذي عبر عن أسفه لصدور القرار الجزائري ذاك، مؤكدًا أن المغرب يحرص على أن تبقى يده ممدودة إلى الأشقاء في الجزائر.

وإلى نص القرار...
-  بداية، كيف تابعتم قرار الجزائر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب؟
أريد أولًا أن أعبر عن الأسف لهذا القرار، ثانيًا نعتبره قرارًا أحادي الجانب، وليست له مبررات، فأي متتبع يستطيع أن يرى أن هذا القرار ليس له مبرر، وأن كل ما قيل لا يقبله المنطق ولا العقل ولا كذلك الفضيلة.

المغرب يحرص على أن تبقى يده ممدودة إلى الأشقاء في الجزائر، وسنظل دائمًا مخلصين وأوفياء لإخواننا الجزائريين، حينما نبسط يدنا فذلك لفائدة الشعبين والمنطقة ونموها واستقرارها وأمنها، هذه هي العناصر الأساسية التي نرد بها على هذا القرار أحادي الجانب، الذي نعتبره غير مبرر ونأسف له، وموقف المغرب متزن، وينظر إلى المستقبل.

-  المغرب والجزائر بلدان رئيسيان في منظومة العمل العربي، هل يمكن أن تلعب الجامعة العربية في التقريب بينهما؟ وكيف؟
الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أصدر بيانًا صحفيًا في هذا الشأن، وأعتقد أنه كان يعكس رغبته، وهو بنفسه عبر عن أسفه لهذا القرار أحادي الجانب.

- هل لعب الإعلام الجزائري دورًا في الأزمة؟
هذا شأن داخلي، فنحن لا نتدخل أبدًا في الشؤون الداخلية للشقيقة الجزائر، وما يهمنا هو أن نبني مستقبلنا جميعًا في إطار اتحاد المغرب العربي، الذي يضم خمس دول: المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، وموريتانيا.
 
- وماذا عن العلاقات الطبيعية بين الشعبين المغربي والجزائري؟
نؤكد أننا سنظل مخلصين للشعب الجزائري، وسنواصل العمل بكل حكمة ومسؤولية من أجل تنمية علاقات مغاربية سليمة ومثمرة، وإننا نقول ذلك على أساس الوعي، لأننا ندرك إدراكًا تامًا أن غياب المغربي العربي يترتب عنه خسائر كبيرة للبلدان الخمس، ولست أنا الوحيد الذي يقول ذلك، بل أثبتت ذلك عدة دراسات محايدة ودور خبرات في مختلف البلدان تؤكد أن غياب اتحاد المغرب العربي يضيع على الدول الخمس ما يناهز 500 ألف فرصة عمل في السنة لكل بلد.

وكما يفقد كل بلد ما يناهز 1.5 من نسبة التنمية في السنة، وذلك لأن اليوم التكتلات الإقليمية المنسجمة والمتعاونة والمندمجة هي التي تستطيع أن تؤمن نسبة نمو منتظمة لأعضائها، فهذا أمر يفرض نفسه، لأنه لا أحد يستطيع أن ينمو بمفرده، ولا أحد يستطيع أن يواجه التحديات الماثلة أمامه لوحده، ما دامت تلك التحديات مشتركة ومتقاسمة بين دول المنطقة الواحدة.

- كيف ترون أهمية التعاون بين دول الاتحاد المغاربي لمواجهة التحديات؟
يجب أن يكون هناك استعداد وتنسيق وتعاون لمواجهة التحديات، هذا هو منطق المغرب، والكل يعلم أن المغرب على مدى عقود بل قرون من الزمن كان دائمًا دولة ومجتمعًا محبًا للسلام، ولم تتسم السياسة الخارجية للمغرب في أي لحظة بالعدوانية أو التدخل في شؤون الغير، وسنظل مخلصين للأشقاء الجزائريين، وسننظر دائمًا إلى المستقبل.

- هل تستطيع الأزمة الحالية التأثير على شعبي البلدين؟ 
أستطيع القول إن الأزمة في جانب، والعلاقة بين الشعبين المغربي والجزائري في جانب آخر، فالحمد لله هناك تقارب كبير جدًا بين المغربي والجزائر والكل واعٍ بذلك.

- رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني قال إن عودة العلاقات بين البلدين قدر محتوم، هل هذا صحيح؟
يصعب عليّ أن أتصور ألا يكون هناك تفهم، وأدعو إلى العودة للرشد والحكمة، والنظر إلى البناء المشترك، كيف نستطيع أن نمضي قدمًا إذا لم تكن يدنا في يدي الآخر؟، وذلك من أجل مواجهة التحديات المشتركة، ولكي نبني مستقبلنا جميعًا في تلك المنطقة المغاربية.