منال لاشين تكتب: رجال لكن خونة.. واحدة بواحدة

مقالات الرأي



لو زوجك خوفك من كل صديقاتك وأهلك وكل الناس اعرفى إنك وقعتى فى زوج خاين وندل.

هذه خلاصة تجربتى المريرة ونصيحتى لك، رددت ضاحكة: شكرا على النصيحة بس أنا مش متزوجة، قالت: أحسن حاجة عملتيها، قلت: شكل حضرتك أخذتى مقلب جامد من زوجك، ولا أقول طليقك.. ردت بسرعة: لأ لسة متزوجة بس اتعلمت الدرس.

اسمها سها، وهى ست تقابل مثلها كثيرا، امرأة متوسطة الجمال ولديها مؤهل شعبى تجارة ومحددة النسل عندها بنت وولد وشقة متوسطة الاتساع والفخامة، وصفتها (شقة لوكس بس مش سوبر لوكس)، باختصار كل ما فيها عادى، ولا ينبئ بالقصة غير العادية التى عاشتها أو بالأحرى عانتها من هذا الزوج.

زوجة جدعة

عاشت سها فى عزلة تامة بأمر زوجها، لا علاقة لها بالجيران وقطعت علاقتها بكل صاحباتها وصديقاتها وأقاربها، يا دوب أسرتها وأسرته فى زيارات متباعدة، حياتهم سر حربى لا يجب أن يتسرب إلى أى حد حتى أسرتها، أقنعها أن الأقارب عقارب، والأصحاب بيفسدوا على الست حياتها، وبالطبع الجيران ناس غريبة لا نعرف أصلهم، تضحك قائلة: ده باعتبار إنه عنده أصل.

كانت تعمل من منزلها، ليس بشهادتها الجامعية، ولكنها موهوبة فى التفصيل والموضة، حاولت أن تفتح أتيليه ولكنه رفض، اتفقت مع بيت أزياء كان يرسل لها الأقمشة والمقاسات، وتحصل على نسبة من سعر بيع الفستان، ولكنه يظل تحت اسم بيت الأزياء.

توسعت فى عملها، كانت تذهب إلى وكالة البلح وتشترى الأقمشة وتفنن فى موديلات فساتين السهرة، ما بين أولادها وشغل البيت وشغلها وزوجها تسربت سنوات العمر.

طوال عشر سنوات لم تتوقف عند أشياء كثيرة وعلامات قلقة فى تصرفات زوجها.

يدعى دوما الفقر ويؤكد لها أن الشركة الكبرى التى يعمل بها خفضت مرتباتهم وأوقفت الأرباح، تقترح عليه مشفقة: طيب شوف شغل تانى، يرد: بدور ومش لاقى، والحمد الله مستورة، تضحك: طبعا ستر ربنا كان يأتى من عملى، كنت أنفق كل الفلوس اللى بتيجى من شغلى، مدارس الأولاد الأجنبية ومعظم مصروفات البيت، وتضيف: تصورى عشر سنوات لم أحوش مليمًا ولم اشترِ قطعة ذهب واحدة، كله كان للبيت والأولاد.

تتذكر: رغم كل ما يقوله عن الشركة والمرتب القليل، كان يتأخر فى عمله حتى السابعة وأحيانا العاشرة، بل كان يسافر عدة أيام فى مهام عمل، وأنا من عبطى كنت أديله فلوس وهو مسافر، أصله كان بيقولى إن بدل السفر لا يكفى.

زوج ندل

كان يمكن أن تستمر سها مخدوعة عشر سنوات أو أكثر لولا رحمة الله مرض الزوج، أزمة قلبية أقعدته فى المنزل عدة أسابيع، وجاء الزوار ومن بينهم زملاؤه فى الشغل يحملون شيكولاتة فاخرة، أصدقاؤه الرجال يغمزون له (أصلك مش بترحم نفسك)، صديق له أعطانى مظروفًا وقال لى إنه من الزملاء، شكرته فرد: إحنا تحت أمر حضرتك فى أى حاجة، وما تقلقيش مرتبه ماشى وأنا هاجيبه بنفسى والعلاج كله تكفلت به الشركة.

وضعت الظرف فى الدرج ونسيته، فسألنى زوجى بقلق: هم الجماعة ماسبوش حاجة، قلت له آه ظرف، وأعطيته له، فقال: دا ورق مهم للشركة.

وضعه فى الدرج اللى جنبه وأعطيته الدواء، انتظرت حتى راح فى النوم، وأخذت الظرف وفتحته، فوجدت فيه مبلغ ١٠ آلاف جنيه وورقة بأسماء زملائه وما دفعه كل منهم، رجعت الظرف ونمت ولكن النوم طار زى ما طار كام برج من دماغى.

لماذا يكذب علَّى ويقول إنه ورق للشركة، وإذا كانت الشركة لا تعطى مرتبات كبيرة فكيف جمع زملاؤه هذا المبلغ؟، أكيد فى حاجة غلط، ويقصد إيه زميله بأن زوجى لا يرحم نفسه؟.

تذكرت أن زملاء له أعطونى أرقامهم.

اتصلت بالزميل وشكرته وقلت له: لما المرتب ينزل ابقى اتصل بى عشان الدكتور قال لنا ألا نوقظ زوجى لو نايم، رد «طبعا يا سها هانم».

انتظرت أيامًا على نار حتى اتصل زميله وطلب موعدا ليعطى لى المرتب، لم أبلغ زوجى، وعندما أتى زميله أعطانى ظرفًا، وقال لى: الحاجات التانية بتنزل لوحدها، شكرته وأعتذرت له بأن زوجى نايم، فغادر قائلا: خليه يرتاح.

فتحت الظرف فوجدت أكثر من ١٦ ألف جنيه، أغلقت الظرف مرة أخرى، ودخلت غرفتنا، فوجدت زوجى مستيقظًا يتابع ماتش، فأعطيته الظرف وقلت له إننى افتكرته نايم، أخذ الظرف ولم يفتحه أمامى ووضعه فى الدرج.

فى صباح اليوم التالى أعطانى زوجى ٤ آلاف جنيه مصروفات البيت، فقلت له خليهم معاك هتحتاج أدوية وكشف دكاترة، شكرنى وأعاد المبلغ للظرف.

بدأت أفكر فى زميلته باين عليها بنت ناس، قلت لزوجى إننى سأتصل بها، فسألنى بفزع: ليه، قلت لأشكرها طول ما أنت عيان كانت بتتصل بى تطمئن علَّى وعلى الأولاد، قال بسرعة: الست دى سمعتها وحشة وأنا مش عايز يكون ليكِ أى علاقة بها.

تأكدت أنه خائف من أن تفضحه أمامى، اتصلت بها فى السر وطلبت مقابلتها، وحكيت لها الموال كله، قالت: بصى يا مدام سها إحنا عارفين كل ده وأن زوجك مش بيصرف لا على البيت ولا الأولاد، وأنا فكرت أكثر من مرة أقولك بس خفت أخرب البيت.

عرفت منها تفاصيل دخل زوجى والمكافأة السنوية الضخمة التى يتقاضاها، وأن لديه شقة تمليك، لاحظت ترددها، فأيقنت أن هناك ما هو أسوأ، قلت لها: أرجوك أنا انقطعت عن ناسى وأصحابى وبعت الدنيا عشانه، وعايزة أعرف كل حاجة عنه، قالت ببطء: بصى هو متزوج واحدة تانية، سألتها: وقاعدين طبعا فى الشقة الجديدة، قالت: لا فى شقتها هى أرملة، الشقة الجديدة بيأجرها.

استأذنت وبقيت أنا فى الكافيتريا أكثر من ساعتين أقلب الحكاية من كل الوجوه، لم أحزن لأنه تزوج علَّى، ولا على الفلوس اللى ضيعتها، ولكن كنت هموت من الغيظ أنه استغفلنى، ذهبت إلى صاحبة دار الأزياء التى اعتبرها صديقتى الوحيدة، وحكيت لها كل شىء وطلبت مساعدتها.

الانتقام

كان تنفيذ الخطة سهلًا، عدت إلى بيتى وأنا فى قمة الغيظ والغضب مما اكتشفته عن ندالة زوجى، حين سألنى: مالك، قلت له: الست الحيوانة صاحبة الأتيليه مش راضية تخلينى شريكة، رد بسرعة: ولا يهمك أنت كدة ملكة زمانك، قلت له: أنت مش عارف حاجة، لما أبقى شريكة دخلى ممكن يوصل لمليون جنيه فى السنة، صرخ: مليون جنيه معقولة، هززت رأسى: طبعا دى عندها عملاء من كل دول الخليج، وأميرات، بدا عليه الاهتمام، سألنى ورافضة ليه، قلت له: هى بتشترط على كل واحدة تشاركها يكون عندها شقة تمليك فى مكان كويس، وأكملت ببراءة: إيه رأيك تقابلها أنت وتتفاهم معها، وافق على الفور، فى المقابلة المنشودة نفذت صاحبة دار الأزياء الجزء الثانى من الخطة، شرحت له سبب هذا الشرط: يا بيه أنا لما بدخل واحدة شريكة بتبقى ليها فى الدار نسبة بكام مليون، أفرض إنها أخلت بالعقد بعد ما نسجل الشراكة أعمل إيه، اكتبها شيك وأدخلها السجن استفدت إيه، لكن الشقة التمليك أقدر أحجز عليها لو حدث أى حاجة لا سمح الله، نظرت لى: معلش يا مدام سها المثل بيقول حرص ولا تخون.

ما أن وصلنا للبيت حتى ابتلع زوجى الطعم كاملا، الطماع دائما يقع فى فخ النصاب، واقترح زوجى أن يبيع لى شقتنا ونسجلها باسمى حتى لا نضيع الفرصة، سألته: أنت شايف كدة، رد: طبعا مش معقول نضيع الفرصة وبعدين بعد شوية نرجع الشقة باسمى تانى، أجبت باستسلام: اللى تشوفه.

بعد ٣ أسابيع كان العقد الأزرق فى يدى، وبدأت فى نقل عداد الكهرباء والمياه والغاز باسمى سرا.

وعندما أنهيت كل شىء قلت له عايزين نعزم والدتك وأمى وأبى من زمان ماعزمناهمش، وأنا هانشغل جامد، قال: طيب شوفى اليوم وقولى قبلها بيومين.

بعد العشاء حكيت لهم القصة من أولها ثم نظرت لزوجى وقلت له: أنا كتبت الشقة بعد وفاتى لأولادنا وأنت عندك شقتك التانية، صرخ يعنى إيه سرقت الشقة، قلت له: أظن والدتك وأمى وأبى عرفوا مين اللى بيسرق، عايز نتطلق أوك، عايز تعيش معانا بما يرضى الله مفيش مانع عشان الأولاد.

سألنى ساخرا: وإيه بقى اللى يرضى الله يا شيخة سها، قلت له: كل مصروفات البيت والمدارس والمصيف بالنص بينى وبينك، وخذ بالك أنا عرفت كل مليم عن دخلك قلت إيه؟ ردت أمه: يا ولاد وحدوا الله، حقك يا بنتى ووصلك خلاص افتحوا صفحة جديدة، نظرت إلى ابنها عاتبة: ليه يا بنى الطمع دا، إحنا ربناك كويس، اعقل وخلى المركب تمشى.