طارق الشناوي يكتب: كبرياء أسامة عباس

الفجر الفني

بوابة الفجر






أجمل ما فى تزوير حساب الفنان الكبير أسامة عباس أننا جميعاً شعرنا بالاطمئنان عليه، وكما ذكر هو فى تسجيل (لايف) اكتشف مساحة وعمق مشاعر الناس.

أنا شخصيا أفتقد حضوره على كل الشاشات، ولا أدرى السبب، صحيح أنه لم يكن يحتل مساحة درامية كبيرة، وغالبا لم تكن أيضا مؤثرة، إلا أنها كانت تستمد حضورها وتأثيرها من الحضور الطاغي واللافت لأسامة عباس.

عرفناه مع فرقة (ثلاثى أضواء المسرح) منتصف الستينيات، كانوا هم الأبطال جورج وسمير والضيف، إلا أنهم دائما ما يدفعون بأكثر من كوميديان فى مساحة محدودة، مثل زكريا موافى وكامل أنور وأحمد نبيل ونجاح الموجى وغيرهم، هؤلاء امتلكوا فيضا من الحب والشغف، إلا أنهم لم يعرفوا البطولة على مسرح الثلاثى.

مفتاحهم (استايل) وبصمة خاصة، تدخل القلب ولا تغادره، وتكتشف، مع مرور الزمن، أن هذا هو بالضبط ما يتبقى من الفنان، لا ترتيب اسمه ع (الأفيش) ولا (التترات)، يعنى أى شىء، الناس تنسى بعد نهاية العرض كل ذلك، أسامة عباس، لم يجمعنا من قبل أى لقاء مباشر ربما لقاءات عابرة.

الفنان نبض عروقه كبرياء ولا يستجدى العمل، وهذا هو أول رد فعل شعرت به وأنا أقرأ (البوست) المنسوب إليه وهو يستجدى العمل، أيقنت أن أسامة لا يمكن أن يفعل ذلك، وهو ما سبق أن فعلوه مع توفيق عبدالحميد، واضطر الفنان الكبير للتكذيب، للدفاع عن كرامته.

النقيب النشط أشرف زكى كعادته يتفاعل مع كل التفاصيل، وهكذا أصدر بيانا استنكاريا أكد فيه أنه سيلاحق كل من ينتحل صفة فنان ويزور صفحة إلكترونية، وهى معركة تتجاوز حدود النقابة، يجب أن تخوضها الدولة لحماية الجميع من الغش الذى يجرمه قطعا القانون بأغلظ العقوبات.

أعاد (البوست) المزور مجددا فتح الباب أما السؤال عن الكبار من المؤلفين والمخرجين والممثلين الذين صاروا خارج أجندة شركات الإنتاج.

جزء كبير من المشكلة عمقه الكسل، قال لى المخرج شريف عرفة إنه مثلا فى التسعينيات ظل يبحث عن الفنان محمد يوسف الذى اشتهر بشخصية (شكل) فى برنامج (ساعة لقلبك)، وهو ما فعله أيضا مع الممثل سامى سرحان، كثيرا ما كانت تأتى الإجابة أنهما رحلا عن الحياة، إلى أن عثر عليهما وظلت لهما مساحة فى أفلامه حتى رحيلهما الحقيقى عن الحياة.

أغلب المخرجين يأخذون فقط ما هو متوفر أمامهم ولايزال أمام أعينهم.

الكسل وغياب الخيال هو العامل الأساسى فيما نراه حولنا، ورغم ذلك فأنا ضد تقنين وجود الفنان بعدد من الأدوار، وهو ما يطالب به البعض بحجة إتاحة الفرصة لمن لا يعمل، على النقابات أن تذكر دائما شركات الإنتاج والمخرجين بأسماء الفنانين، الذين لا يعملون، بدون أن تفرضهم.

حكى لى الفنان إبراهيم نصر عن لقاء بينه وبين أحمد زكى، قال له أحمد: (على فكرة يا إبراهيم، أنت من أكثر الفنانين فى جيلنا موهبة، ولكن لما بنيجى نرشح الممثلين اسمك بيسقط مننا).

هل يسقط حاليا اسم أسامة عباس من قائمة الترشيحات، مثلما أيضا سقطت ولاتزال أسماء أخرى؟!.. هذا بالقطع وارد جدا، هؤلاء الكبار لا يستجدون العمل من أحد، لأن نبض عروقهم كبرياء!!.

[email protected]
المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).