"التسول".. استغلال عاطفي يهدد عروس البحر المتوسط (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر



تنتشر في محافظة الإسكندرية ظاهرة التسول بشوارعها، خاصة في موسم الصيف، وهو الموسم الذي يشهد إقبالا كبيرا من قبل المصطفين، مما يضعها هدفا للمتسولين من داخل وخارج المحافظة للتواجد فيها وتحقيق مكاسب طائلة من خلال العديد من حيل التسول، مما تسبب في ضرر كبير بشوارع وميادين العاصمة الثانية والتي تعتبر واجهة سياحية كبيرة لمصر.

تعتبر مواقف السيارات وإشارات المرور والميادين وكورنيش البحر، من أبرز الأماكن التي تنتشر فيها ظاهرة التسول، ويستخدم المتسولون حيل كثيرة لاستعطاف المواطنين، منها على سبيل المثال لا الحصر الجلوس على الأرصفة وحمل لافتات بها عبارات خادعة لاستجداء المارة، والتواجد في الإشارات ومسك "فوطة" لمسح زجاج السيارات عنوة عن أصحابها، أو قيامهم بادعاء المرض أو الإصابة لاستعطاف المواطنين.

ولم يكتف المتسولون بهذه الحيل لاستعطاف واستجداء المواطنين، بل يقومون في العديد من الأحيان باستخدام الأطفال وإستغلال برائتهم في تعاطف المواطنين معهم وتقديم المساعدة، حيث يتم توزيعهم على المقاهي وأمام المطاعم وإشارات المرور ومحطات الترام والقطارات، لنجد أن هؤلاء المتسولين من أصحاب الأموال والثروات الطائلة، وذلك نتيجة تعاطف المواطنين مع الحيل التي ينتجهوها لجمع الأموال.

الدكتور نرمين عبد المنعم مسؤول المتابعة والتقييم بالبرنامج المحلي لأطفال وكبار لا مأوى تحدثت أن ظاهرة التسول هي نتاج ظروف اقتصادية وإجتماعية أدت إلى وجود الطفل في الشارع من أجل التسول، وأن من هذه النقطة تم البدء في برنامج "أطفال وكبار بلا مأوى"، لمواجهة هذه الظاهرة بطرق عملية.

وأوضحت لـ"الفجر"، أن هناك برنامج"أطفال بلا مأوى" داخل محافظة الإسكندرية من خلال السيارات المتنقلة التي تحمل شعار وزارة التضامن الإجتماعي وتحيا مصر، وأن هذه السيارات هدفها ترغيب أطفال الشوارع ومخاطبتهم وحل مشاكلهم النفسية والأسرية، بحيث يمنع وجوده في الشارع، معلقة: "أسباب وجود الطفل في الشارع غالبًا التفكك الأسري والظروف الإقتصادية السيئة، قادة الشارع اللي بيستغلوا وجود الأطفال ويسخروهم لخدمتهم عن طريق التسول".

وأضافت أن التسول هو استغلال سلبي للطفل سواء بواسطة الأسرة التي تعاني اقتصاديًا واجتماعيًا وتربويًا غير سوية أو تأثير أحد الأشخاص الموجودين في الشارع، والأخير يتحكم به عن طريق الترهيب أو جعله مدمن، وهذا يجعل الطفل مستغل دائمًا بل يمتد الأمر لاستغلال الطفل جسديًا من خلال عاهة مستديمة.

وأوضحت أن برنامج أطفال بلا مأوى لديه ملف عن هؤلاء الأطفال التي تصل إليهم من خلال البلاغات أو البحث الميداني من خلال الوحدة المتنقلة، وتبدأ إدارة الحالة في البرنامج يبدأوا يجمعوا معلومات حوله إذا كان تفكك أسري وليس لديه وقت طويل في الشارع، فيكون هناك فرصة لإعادة دمجه مرة أخرى من خلال جمع بيانات عنه مثل عنوانه وأسباب تركه للمنزل، ويقوم البرنامج بمرعفة الأسباب ومعالجتها مثل الاحتياج إلى معاش أو مصدر دخل، بالإضافة إلى البرنامج النفسي لأسرة.

وكشفت عن أن عدد الحالات في الشوارع ليست في ازدياد مطرد، خاصة في الفترة الحالية عقب نزول السيارات المتنقلة البعض خاف وقلت الأعداد، لكن في نفس الوقت لم تحل كل المشاكل وتنتهي، لكن الظاهرة بدأت تقل في الأعداد.

أما كبار السن في الشوارع، يتم دراسة حالتهم الصحية والنفسية والعقلية، وهذا يظهر في العين المجردة، وإذا كانت الحالة الصحية متطورة يتم استدعاء سيارات الأسعاف، ويتم مساعدتهم في نقل المستشفى، ويتم الكشف على حالته الصحية ومعرفة حالته النفسية والعقلية، ثم رغبته في العيش على دور الإيواء سواء المجانية أو الإقتصادية حسب ظروف وحالته، ولا يحق للفريق المحلي اجبار أي مواطن لانتقال إلى دار إيواء دون رغبته، أما الأطفال فهم بحاجة دار إيواء عدا الذين يعملون تحت قادة شارع، لا يتم اجبارهم حتى لا يتسببون في حالات هروب وعنف.

أما البلاغات الخاصة بتسول بعض السيدات بالأطفال، فهي وصلت إلى مدير التضامن التي على أساسها يتم تحريك البلاغات والتي وجدت أنها بلاغات وهمية عقب التواصل مع المبلغ، والذي يشير إلى أنه وجد هذه الحالات من خلال الفيس بوك، معلقة"هذه دائرة مفرغة"، وفي حال إيجاد هذه الحالات يتم التعرف عليها من خلال فريق البرنامج الذي يرتدي زي موحد للبرنامج، ويتم التعرف على هذه الحالات ومعرفة مشاكلها، والتي تكون معظم هذه الحالات من الأقاليم.

أما التسول باستخدام العنف، أشارت إلى أن مديرية التضامن لا تتعامل مع هذه الحالات بشكل منفرد، بل هناك جهات أخرى يُوكل إليها التعامل مع هذه الحالات، وهذا يتم مع التنسيق الأمنى، كما أن الفريق المحلي يبحث وراء المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.