التسول| حرفة مربحة يدعمها الاستجداء العاطفي وهروب من البطالة في سوهاج

محافظات

بوابة الفجر


لا ينكر أحد أن ظاهرة التسول باتت عادة في الشوارع الرئيسية والفرعية، المدن والقرى، الأماكن الخاصة والعامة، ويقوم أصحابها بجمع المال بحيل كثيرة يقع لها الناس فريسة لهم من باب الشفقة والرحمة وجبر الخواطر، وهذا طبع أصيل وأحد أبرز سمات الشعب المصري، وخاصة في صعيد مصر.

ولكن في الآونة الأخيرة، انتشرت ظاهرة التسول بين الناس بصورة غير متوقعة، مما دعا الكثير من الناس بعدم السماع لهم والاستجابة لمطالبهم، لأنهم أصبحوا جزءا من حياة المواطنين، وانكشفت ألاعيبهم التي يقومون بها للحصول على المال واستجداء الناس بحيل وطرق مختلفة.

يؤكد كرم محمد، موظف، في إحدى قرى محافظة سوهاج أنه يلتقي يوميا مالا يقل عن 5 أشخاص يطلبون منه المساعدة، فمنهم من يستحق ومنهم من اتخذها مهنة لكسب قوت يومه.

_ طرق التسول واستجداء الناس
وأضاف أن هؤلاء المتسولون يقومون باستجداء الناس بكثير من الطرق التي تلامس القلب ومنها استغلال المرض والإعاقة أو تصنعها إن لم تكن موجودة، بمصاحبة بعض التقارير المزيفة والإشعات والأدوية وخلافه، لدرجة أن البعض منهم يجلس على كرسي متحرك ويسير بالطريق، ومنهم من يقوم بتعليق محاليل ويسير بالطرقات أيضا.

ويتابع كرم، أن استخدام أسلوب الملابس الرثة والقديمة أحد أشهر أنواع التسول لدى أصحاب تلك الظاهرة في الشوارع، وادعاء الجوع والعطش واستغلال الأطفال الصغار، والدعاء للمارة بأدعية تلامس القلب مما يجعل المواطن يحن إليهم ويعطيهم من فيض الله.

وأكد أن أشهر أساليب التسول الآن، التنكر في زي سوري وادعاء أنه من سوريا وفر هاربا من الاضطهاد والحروب، ويحتاج بعض الجنيهات لمساعدته والتذكير بموقف سوريا الشقيقة مع مصر في حرب أكتوبر.

_ أماكن انتشار المتسولين
وقال محمود، حاصل على دبلوم، إن المتسولين ينتشرون في الأماكن العامة المكتظة بالناس، ووسائل النقل العامة ومواقف السيارات وأمام المستشفيات، وإشارات المرور، والمساجد والأسواق، والكنائس، وأمام المحلات التجارية، ومحطات القطار، والمترو، والأماكن السياحية، حتى داخل المصالح الحكومية أو على أبوابها وغيرها.

وأضاف أنه يجب التصدي لتلك الظاهرة التي تسيء للدولة ويقوم أصحابها بوضع الناس في مواقف محرجة، ومنهم من يستغل وجود الرجل وزوجته وإحراجه ليدفع له مبلغ من المال، وبعض السيدات يحملن صورة باسبور مزورة ويؤكدن أنهن من سوريا ويرغبن في المساعدة.

ويقول: ذات يوم كنت في إحدى المدن ومر من أمامنا متسول فقال لي أحد جيرانه إن هذا المتسول يمتلك عمارة من 5 أدوار، واعتاد على التسول وتمكن من شراء تلك العمارة، وأن أحفاده وأزواجهم يمتهنون تلك المهنة التي لا يخجلون منها، ففي الصباح بهدوم رثة ممزقة يتسول وفى آخر النهار يجلس أمام العمارة في أبهى صورة.

_ بعض حلول ظاهرة التسول.
وأكد أسامة محمد، أخصائي اجتماعي بمديرية التربية والتعليم بسوهاج، لموقع "لفجر"، انه يجب حل تلك المشكلة التى ظهرت بانتشار واسع والتي لها العديد من الطرق منها، محاولة ايجاد فرص عمل لقضاء على البطالة التى تنتشر بين الشباب، وتوفير وظائف مناسبة للمتسولين، والقبض على المتسولين في الشوارع، وترغيب الناس في العمل، والتبرع للجمعيات الموثوقة التي تقوم بإيصال تلك التبرعات للمحتاجين.

وأضاف أنه يجب التوعية بمخاطر ظاهرة التسول، وتوعية الوالدين بعدم تشجيع أبنائهم على تلك التسول، وحثهم على العمل لو كانوا يطيقون والاعتماد على النفس.

_ التسول من منظور ديني
قال الشيخ خالد أبورية، إمام بأوقاف سوهاج، إن التسول يأتي لحب الراحة والكسل، وأن الدين الإسلامي حث على العمل والاجتهاد، وأن أفضل ما يأكل الرجل من عمل يده، وقد حذر الإسلام من التسول والاعتماد على الغير، وحث على العمل والاجتهاد، ويجب أن يربي الآباء أبنائهم على الاعتماد على النفس والعمل حتى يكون فردا نافعا في المجتمع، وعلى قدر المسئولية.

وأضاف لـ "الفجر" أنه يجب على الآباء تربية الأبناء على العزة والكرامة والتعفف، وفى حال كان الرجل محتاج وبه ضيق وكرب لا حرج أن يسال أهل الخير أو بعض الجهات المختصة مثل بيت الزكاة والجمعيات الخيرية وما شابه.