"بناتك يا مصر".. معلمة لغة فرنسية تحدت ظروف كورونا بمشروع تقديم القهوة (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


في كل أزمة تغيم على المجتمع تنبثق من بين سحاباتها قطرات مياه عزبة تبعث بالأمل لكل ظمآن، وينفذ شعاع ضوء يهدي من تخبط في ظلام ضيق الحال وقلة الحيلة.. "ريم" كانت مثالا حيا ونموذجا يحتذى تقف جنبا إلى كل بطلات مصر في مختلف المجالات، متحديات للصعوبات وقادرات على مواجهة التحدي بهامة مرفوعة وخطوات ثابتة.

جمعت بين "مهنتين" ولم تبتعد عن حلمها في أن تكون "معلمة للغة الفرنسية"، بل وأصبحت أيضًا تصنع القهوة والشاي وغيرهم على عربتها الصغيرة كمشروع لها، تجد نفسها من خلاله، أمام النيران لتصبح معلمة تحضر القهوة على الفحم بمذاق مختلف وجذاب.

وعلى عربة صغيرة بشارع أحمد حسنين بالإسكندرية، تقف "ريم محمد'' أمام نيران الفحم، لتصنع القهوة والمشروبات الساخنة، في البراد والكنكة، وتقوم بتهوية الكنك بهواية الشواء، ويقف الزبائن لانتظار قهوتهم في سعادة.

وتقول "ريم محمد"، معلمة لغة فرنسية وصاحبة فكرة "عربة القهوة على الفحم" 'للفجر': عمري ٢٧ عاما وأعمل معلمة للغة الفرنسية، والفكرة بدأت عندما وجدت وقت فراغ كبير أمامي قبل عام من الآن، ووجدت أن الكورونا كانت سببًا في أن تقل الحركة، فأردت أن أقوم بمشروع مختلف وعرضت الفكرة على أمي وأبي.

وتابعت: "لم أتوقع أن يوافق والداي على فكرة أن أبيع الشاي والقهوة في الشارع، وخاصة أنها مهنة صعبة للبنات، ولكن وجدت أنهم قد قدموا لي الدعم الكافي وكانوا يساعدوني في تحضير كل شئ، وبدونهم لم أكن أستطيع القيام بأي شئ، كما أن والدي ينهي عمله في نادي الاتحاد ويأتي مع المدربين ويجلس معي في مكان عملي حتى يطمئن عليّ.

وقالت 'ريم': "والدتي تعمل مديرة مدرسة وكانت تنزل معي بعد انتهاء اليوم الدراسي، ونأتي من الساعة السادسة مساء حتى الثانية عشر صباحًا، وأيضًا في فصل الشتاء أساعد الطلاب بعد المدرسة ببعض الدروس، ثم آتي إلى هنا".

وأضافت: "كانت العربة مجرد شواية صغيرة، ومع الوقت أردت أن يصبح المشروع أكبر لذلك قمت بتنفيذ العربة، وتزويد عدد المشروبات المقدمة للزبائن".

وتابعت: "في البداية شعرت بصعوبة ولكني مع الوقت اعتدت على الأمر، ولم يكن الموضوع مرهق بالنسبة لي، كما أنني قمت بعمل تراخيص العربة في هيئة الاستثمار بالقاهرة".

وأضافت: "لم أكن أقصد أن أختار المكان في الشارع الذي كانت ستخصصه المحافظة من أجل المشروعات الصغيرة وهو شارع ٣٠٦، ولكني عرفت بعد ذلك أنه مخصص للشباب".

وأكدت على أن أي فتاة تحب أن يكون لها مشروعها الخاص أن تسعى في ما تريده، ولكن يجب أن يوافق والديها وأن تنتبه على نفسها من المخاطر لأنها تقف في شارع.

وأكلمت الحديث "والدة ريم'' السيدة فاطمة وقالت ''للفجر'': "أنا أعمل مديرة مدرسة، ولكني منذ أسبوع أصبحت وكيلة، وفي البداية عندما عرضت علي ريم الأمر لم أعترض ولكني كنت قلقة من موافقة والدها، ولكني عندما أخبرته بفكرتها وجدت أنه وافق عليها، ودعمها كثيرًا".

وتابعت: "كنت قلقة عليها من الشارع والناس، ولكن عندما نزلنا للوقوف بجانبها شعرنا بأن هذا أفضل لها لحمايتها، لأنها في النهاية تقف في شارع، واخترنا المكان أن يكون بجوار النادي لأن والدها يعمل فيه، وذلك لزيادة الأمان بالنسبة لها".

وأضافت: "في البداية واجهنا الكثير من الإنتقادات خاصة أن ريم معلمة للغة الفرنسية، ولكننا لم نلتفت لها قائلة "الشغل مش عيب ولا حرام"، وكل من انتقدنا أصبح يأتي لشرب الشاي والقهوة عندنا، وكسبنا ثقة الناس واحترام الجميع".