طارق الشناوي يكتب: تأليف أهلي لحن زمالك

الفجر الفني

بوابة الفجر






وقفت صباح في الستينيات على الحياد بين الأهلى الزمالك، وأعلنت ذلك مباشرة في أغنية (بين الأهلى والزمالك محتارة والله)، وهو ما كررته أيضًا مها صبرى فى أغنية (فيها جون) وما تابعناه فى (إسكتش) الكرة الساخر الذى قدمه (ثلاثى أضواء المسرح) جورج وسمير والضيف. كان هناك حرص زائد لإخفاء الهوية الكروية، إلى درجة أن هناك مقطعًا في أغنية صباح (تأليف أهلى لحن زمالك) جاء التفسير المباشر أن شاعر الأغنية حسين السيد أهلاوى، وملحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب زملكاوى، وهو ما نفاه لى شخصيًا الشاعر الكبير الذي قال لا أنا ولا عبدالوهاب لدينا أساسًا اهتمامات كروية، ولكن في هذا البيت الشعري القافية لابد وأن تحكم، المعنى أن الكلمة واللحن شىء واحد، ظاهره أهلاوى وباطنه زملكاوى أو العكس، وهذا هو ما قصدته فقط لا غير.

من الواضح أن الستينيات كانت أكثر هدوءًا مما يجرى الآن، أتابع الشاشات وما تثيره من غضب هنا وهناك، خاصة بين جماهير الأهلى الذين شعروا أن الزمالك لا يحتفل باقتناصه الدورى للمرة 13 ولكن بخسارة الأهلى للدوري هذا العام، رغم أن الخسارة هي الحافز الوحيد للشعور بطعم الانتصار.

كانت الفرصة مهيأة مجددًا للسؤال عن حكاية توارثناها جيلًا بعد آخر، وهو أن الإنسان فى مصر يولد أهلاويًا إلا فيما ندر، وهو ما دفع الأثرى الكبير زاهى حواس إلى أن يداعب جمهور الزمالك قائلًا إن الفراعنة كانوا أهلاوية، ولم يسلم قطعًا من ضربات تحت الحزام بحجة أنه يزوّر التاريخ، جمهور الزمالك يمثلون الأقلية، هل هي حقيقة أم إشاعة رددتها الأجيال دون أن يتأكد أحد من صدقها؟ في فيلم (غريب فى بيتى) مطلع الثمانينيات، تأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف، كان التوجه أولًا إلى عادل إمام لأداء الشخصية ويرتدي فانلة الأهلي الحمراء، وبعد اعتذار عادل، رشحوا على الفور الكابتن محمود الخطيب، وكان رهانهم الجارف على شعبية الأهلي ونجومية الخطيب، اسمه على (الأفيش) مع سعاد حسنى سيضمن النجاح الطاغى، الخطيب اعتذر لأنه لا يرى نفسه ممثلًا، رغم أن العقد ترك له تحديد الأجر، ملحوظة ستكتشف أن أغلب من مارسوا التمثيل أهلاوية بداية من صالح سليم وعادل هيكل وإكرامي وشريف عبدالمنعم وطاهر الشيخ وغيرهم، على الجانب الآخر مشاركات محدودة جدًا للاعبى الزمالك مثل الكابتن (يكن) الأب. أنا هنا لا أتحدث عن إجادة التمثيل، فكل الأسماء السابقة لا تمتلك فن الأداء، رغم تباين حظوظهم فى النجاح، ولكن الاستعانة بلاعب الأهلى لأنه الأكثر جذبا للجمهور. كان هناك إصرار من واصف فايز، منتج فيلم (غريب فى بيتى)، بعد اعتذار الخطيب، أن يتم التصوير فى النادى الأهلى، رغم أن نور الشريف كان فى فريق الناشئين بالزمالك، نور وافق أمام رغبة الإنتاج الذى استند إلى أن الأغلبية من الجماهير أهلاوية ويجب إرضاؤهم، إدارة النادى الأهلى غالت جدًا فى الرقم الذى حددته للموافقة على التصوير وارتداء الفانلة الحمراء، فاضطر المنتج للتصوير فى نادى الزمالك، وارتدى الكابتن شحاتة أبوكف (نور الشريف) الفانلة البيضاء بخطين حُمر، ونجح الفيلم جماهيريًا، رغم كل التحذيرات.

 التنافس هو رحيق الحياة، وطوال التاريخ وفي كل المجالات، احتكار الأهلى للبطولات، سواء في الدورى أو الكأس، ضد الحياة وضد الأهلي، لو لم يجد الأهلي الزمالك لاخترعه.

[email protected]
المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).