الدكتور خالد صلاح يكتب: الفنكوش سم قاتل...

مقالات الرأي

بوابة الفجر


من أشهر العبارات لتي انتشرت قديماً وحديثاً عبارة الدواء فيه سم قاتل التي وردت في فيلم حياة أو موت للمخرج كمال الشيخ وسناريو وحوار على الزرقاني وتمثيل الأساتذة العظام عماد حمدي ويوسف وهبى ومديحة يسري والذي عرض عام 1954.

وبعيداً عن تقييم الفيلم وأحداثه الذي يعرفها الكبير والصغير وخاصة جيل هذا الفيلم والأجيال التالية وخاصة جيل الفيلم الواحد فقط كل يوم؛ الذين حفظوا الفيلم عن ظهر قلب حتى أصبحت عبارته متلازمة تُفال جملة واحدة أو يتم تركيب عليها متلازمات أخرى تعبيراً عن أحداث لاحقة لا تقل خطورة عن سمُية الدواء لابطاله في الجسد أو الفكر إن كانت أخطرها على الفكر؛ فالمعدة أذكى من العقل؛ حيث تتقيء المعدة الشئ الملوث بينما يقبل العقل  كل شئ ولا يتقيأه إلا بعد جهد وتمحيص وتفكير من صاحبه.

وهذا ما قامت وما تقوم عليه وما ستقوم به إلى آخر الزمان كل من يريد أن يريد ان ينشر فكرة أو قرار أو عمل ذو حيثية على البشر ولا يحقق منفعة إلا من يروجه سواء كانت حكومات أو دول!!!!!

فحرب أفغانستان واحتلالها بزعم الحرب على الارهاب ما هي إلا فنكوش استمرت الفكرة لمدة عشرين عاماً، وبعد هذه المدة لا ندري لماذا دخلت أمريكا افغانستان ولماذا خرجت منها وتركت عتادها وأسلحتها هدية لحركة طالبان كخدمة ديلفري من كنتاكي الكبير وماكدونلز, والحديث عن تلك الحرب كالفنكوش سم قاتل نؤمن به ونصدقه ولكن لا نخوض في الحديث عنه وعن أسرار هذه الحرب الكامنة في بطن الشاعر وإن كانت معدته فضحته وتبين أن الحرب على أفغانستان ما هي إلا صفقة لترويج ودعاية واعلان لشركات ومصانع سلاح كدعاية مدفوعة الأجر بجانب أهداف استعمارية أخري.

وحرب العراق واحتلالها بزعم امتلاك العراق لأسلحة نووية ماهي إلا فنكوش سم قاتل وما زال أهالينا في العراق يتجرعون مرارته إلى الآن سواء من المحتل الابيض أو من أذنابهم من الفرس ومن عوانهم.

والربيع العربي وما تلاه من أحداث ما هو إلا فنكوش سم قاتل تم استغلال فيه مطالب شبابية مشروعة تطمح لحياة كريمة وعيش وحرية وعدالة اجتماعية إلى استغلالها في تحقيق أطماع استعمارية كبرى هدفت في تفتيت كيانات  وقوى كبيرة  في الشرق الاوسط, وللاسف نجحت في تحقيق ذلك في بعض الدول والبعض تم حمايتها من رب العباد ونحن منهم.

والحديث يطول عن الفنكوش الذي يتم تصديره من ذوى الاطماع في كل مكان وعلى مر العصور وأن الفنكوش وتصدير الافكار وترويجها لن يتوقف، وأن تصدينا للفنكوش ومن يروجه لن يتحقق إلا بأن نتوقف عن أن نكون أداة لترويجه سواء كنا أفراد أو مؤسسات.

وحمايتنا من الفنكوش وحماية أوطاننا داخليا وخارجياً يبدأ من ذات وشخص كل فرد فينا بأن لا يكون حضانة لأي فكرة أو إشاعة تهدف إلى تدمير الوطن الأصغر أسرته أو الوطن الأكبر بلده وأرضه.

فالفنكوش لا ينتهي ترويجه ولكن من الضرورى أن ندرك خطورته ولا نمرره لغيرنا أو نصدقه.

فالفنكوش سم قاتل علينا وعلى أولادنا وبلادنا.