"بلبل المنصورة".. تعرف على بدايات ومشوار رياض السنباطي

الفجر الفني

بوابة الفجر



تحل اليوم ذكرى وفاة الموسيقار الكبير رياض السنباطي، الذي يعد واحدًا من ألمع الموسيقيين في مصر والعالم العربي، وكانت ألحانه لكوكب الشرق أم كلثوم علامات بارزة في تاريخ الموسيقى.

كان والده مقرئًا تعود الغناء فى الموالد والأفراح والأعياد الدينية فى القرى والبلدات الريفية المجاورة، لم يتفوق فى الدراسة صغيرًا وشغف بالموسيقى والغناء منذ سن مبكرة.

ضبطه والده هاربًا من المدرسة في سن التاسعة عند جارهم النجّار، وهو يضرب على العود ويغني أغنية "الصهبجية" لسيد درويش، فقرر أن يأخذه معه في الأفراح والموالد.

أصيب منذ صغره بمرض في عينيه، حال بينه وبين استكمال دراسته، مما جعله يُعلم نفسه العود بالاستماع إلى عزف والده، تعرف والده الشيخ محمد على الموهبة المبكرة فى ولده فشجعه واصطحبه معه فى فرقته الموسيقية.

ترك مدينة فارسكور وانتقل إلى المنصورة، وهو ما دفع والده إلى التركيز على تعليمه قواعد الموسيقي وإيقاعاتها، أظهر رياض السنباطي استجابة سريعة وبراعة ملحوظة، فأدّى بنفسه وصلات غنائية كاملة.

أصبح نجم الفرقة ومطربها الأول وعرف باسم "بلبل المنصورة"، تتلمذ على يد عبدالحي حلمي ويوسف المنيلاوي وسيد الصفطي وأبو العلا محمد، دون أن يراهم، ولكن باستماعه لهم على إسطوانة الفونوجراف.

استمع الشيخ سيد درويش لرياض فأعجب به، وأراد أن يصطحبه إلى الإسكندرية، ولكن والده رفض ذلك العرض بسبب اعتماده عليه بدرجة كبيرة في فرقته، قرر الشيخ السنباطي الانتقال إلى القاهرة بصحبة ابنه عام 1928، حتى يساعده على إثبات ذاته في الحياة الفنية، مثله مثل أم كلثوم التي كان والدها صديقًا له، قبل ذهابهم إلى القاهرة.

تقدم بطلب لمعهد الموسيقى العربية، ليدرس به فاختبرته لجنة من جهابذة الموسيقى العربية فى ذلك الوقت، إلا أن أعضاءها أصيبوا بنوع من الذهول، حيث كانت قدراته أكبر من أن يكون طالبًا لذا أصدروا قرارهم بتعيينه فى المعهد أستاذا لآلة العود والأداء، بدأت شهرته واسمه في البروز في ندوات وحفلات معهد الموسيقي العربية.

قدم استقالته من العمل بالمعهد بعد ثلاث سنوات، حيث كان قد اتخذ قراره بدخول عالم التلحين، عن طريق شركة أوديون للأسطوانات التى قدمته كملحن لكبار مطربى ومطربات الشركة ومنهم صالح عبدالحى، نجاة على، عبدالغنى السيد ورجاء عبده، تأثر السنباطي في بداية تلحينه للقصيدة بالمدرسة التقليدية، كما تأثر بأسلوب زكريا أحمد، وأخذ عن عبدالوهاب الطريقة الحديثة التي أدخلها على المقدمة الموسيقية.

كان من أوائل الموسيقيين الذين أدخلوا آلة العود مع الأوركسترا، واستبدل المقدمة القصيرة بأخرى طويلة، تعرف على كوكب الشرق أم كلثوم، لتبدأ بينهما رحلة طويلة تعد أعظم شراكة موسيقية عربية حدثت على الإطلاق.

قدم مع أم كلثوم أعمالًا خُلدت فى تاريخ الموسيقى والغناء العربي، ويعد النقاد أغنيتهما "الأطلال" أفضل أغنية عربية فى القرن العشرين على الإطلاق