حرية المعتقد وتمكين المرأة والشباب.. رسائل السيسي خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتي تتضمن المحاور الرئيسية للمفهوم الشامل لحقوق الإنسان في الدولة، وذلك بالتكامل مع المسار التنموي القومي لمصر، الذي يرسخ مبادئ تأسيس الجمهورية الجديدة، ويحقق أهداف رؤية مصر 2030.

وتعد الاستراتيجية الوطنية أول استراتيجية ذاتية متكاملة وطويلة الأمد في مجال حقوق الإنسان في مصر، حيث تتضمن تطوير سياسات وتوجهات الدولة في التعامل مع عدد من الملفات ذات الصلة، والبناء على التقدم الفعلي المحرز خلال السنوات الماضية في مجال تعظيم الحقوق والحريات، والتغلب على التحديات في هذا الاطار بهدف المزيد من تعزيز واحترام جميع الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وترسيخا لما تقوم به الدولة في مجالات دعم حقوق المرأة والطفل والشباب وكبار السن وأصحاب الهمم وجميع فئات المجتمع.

وتضمنت كلمة الرئيس، أثناء حضوره فعاليات إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، عددا من التصريحات والرسائل المهمة، التي ترصدها "الفجر" فيما يلي من سطور:


أحداث 2011 كانت إعلان شهادة وفاة للدولة المصرية

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الدولة المصرية واجهت تحديات كبيرة بعد 2011، وهي تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية ودينية وإعلامية، مضيفا: "في تقديري أن أحداث 2011 كانت إعلان شهادة وفاة للدولة المصرية".



تغيير فكرة احترام الآخر ليس سهلا

وأشار "السيسي"، خلال حلقة نقاشية بعنوان "حقوق الإنسان بين الحاضر والمستقبل" إلى أنه ليس سهلا تغيير فكرة احترام الآخر أو عدم الاعتقاد في الأديان، مضيفا: "نستطيع أن نقول كلاما جميلا ومترتبا، ولكن إزاي نحول كلامنا لممارسات فعلية".



حرية المعتقد

وقال السيسي: "هو أنا لما اتكلمت عن توثيق الطلاق نشفت دماغي مع المؤسسة الدينية اللي رفضت ده.. لا.. أنا سبت الموضوع يتفاعل في المجتمع ولم اصطدم مع المؤسسة"، مضيفا: "أنا أحترم حرية المعتقد.. لأن ربنا كفل حرية المعتقد لينا".

وأكد السيسي أنه يحترم حرية معتقد الآخر، معقبا: "لو حد قالي أنا مش مسلم.. أنت حر ومش معنى كده إني مش غيور على ديني، بل لأني غيور على ديني بحترم حرية معتقده".

وأشار السيسي إلى أنه ليس مختلفا مع أي أحد بشرط أن يحترم مساري، ولا يتقاطع معه، ولا يستهدفه، مضيفا: "هو فكره كده وأنا هقبله، ولكن لا يفرضه عليا ولا يحول مسار فكره على مصر والمجتمع".

وأوضح الرئيس أن الإشكاليات التي كانت موجودة في 2011 هى التي أدت إلى عدم احترام حقوق الإنسان في مصر.

وأضاف: "أنت زعلان ليه لما تشوف كنيسة أو معبد يهودي كمسلم، أو العكس"، مشيرا إلى أن الدولة المصرية اتخذت ممارسات تؤكد احترام جميع العقائد، والاحترام لعدم الاعتقاد.

وتابع السيسي: "اللي عايز يسلم يسلم واللي مش عايز ما يسلمش.. ده دين هو حر، اللي هيحاسبه هو واحد بس هو ربنا".



مسار سياسي

وتساءل السيسي: "هل الدولة استطاعت عمل مسار سياسي خلال الفترة من قبل 1952 وحتى 2011"، مضيفا: "ده اتغير 3 مرات"، مضيفا: "المؤسسات اللي بتنخر في المجتمع موجودة ومبتسكتش وشكلت ثقافة التشكك وعدم الثقة".



بنحب بلادنا وعايزينها قد الدنيا

وقال الرئيس إنه يتناقش مع أعضاء الحكومة لوقت طويل في مختلف الملفات، معلقا: "دي شغلنا ودي بلادنا وإحنا بنحب أهلها وعايزين نحطهم على دماغنا من فوق".

وأشار السيسي إلى أنه يعمل على رفع مستوى المعيشة في الريف.

ولفت إلى أن المجتمع به قضايا كثيرة ومتجذرة ولم يكن هناك سبيل لمواجهتها إلا عمل أساس عملاق في الثقة بقدرة الدولة المصرية وهذا ليس منفصلا عن بناء حقوق.

وأكد السيسي، أنه يريد أن تكون مصر "قد الدنيا" بكل المعايير والقيم، مضيفا: "والله يعلم ما في نفسي".

وأتابع السيسي: "أنتم عارفين مقدرات دولة لما توجه لدعم فكر ماذا يحدث.. ده خطير جدا"، مضيفا: "أنا صادق معاكم جدا في كل ما أطرحه".


تدابير الحماية الاجتماعية

وقال السيسي، إن الدولة المصرية اهتمت بتدابير الحماية الاجتماعية عند تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، لتخفيف آثاره على محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجًا، من خلال تبني العديد من السياسات والبرامج والمبادرات، أبرزها مبادرة "تكافل وكرامة" و"حياة كريمة" لتطوير الريف المصري.


المساواة وتمكين المرأة

وأضاف السيسي أن مصر خلال السنوات الماضية استطاعت أن تخطو خطوات كبرى نحو المساواة وتمكين المرأة، والتي حصلت على 128 مقعد من مقاعد مجلس النواب بانتخابات 2021، وأصبحت قاضية ووزيرة بنسبة 25% من الحكومة الحالية، مع مساواة المرأة في الأجر دون تمييز على أساس النوع.


رعاية وتمكين الشباب

وأكد الرئيس، أن الدولة أولت عناية واجبة بتعزيز حقوق الطفل وذوي القدرات الخاصة وأصحاب الهمم، مشددًا على أن هناك إرادة سياسية قوية داعمة لقضايا تلك الفئات الاولى بالرعاية، كما حرصت الدولة على رعاية الشباب وتنمية قدراتهم وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة وتوفير فرص العمل لهم، كما اهتمت الدولة بإعداد الكوادر الشابة القادرة على المساهمة في تحمل المسئوليات الوطنية من خلال إنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب عام 2017، وأصبح الشباب يشاركوا في صياغة خطط التنمية وتنفيذها وأصبح بعضهم نواب للوزارة والمحافظين وممثلين للشعب بالبرلمان.



زواج القاصرات


وانتقد الرئيس السيسي، زواج القاصرات، قائلا: "البنت بتتجوز سنة ولا اتنين ومعاها طفل.. أنتم بتعموا إيه في ولادكم".

واكد السيسي أنه لا بد من احترام التنوع والتعدد والاختلاف، مضيفا: "اعتقاد أحد أن لديه مزايا ثقافية ويحاول فرضها على المجتمع.. بقوله انتبه ده مسار ديكتاتوري، هو قمة لك ولكن قد لا يكون قمة لي أو لمجتمعي".




التحدي السكاني وحجم الإنفاق

وقال الرئيس السيسي إن ما نشهده من قضايا سببه التحدي السكاني، معلقا: "مين يقدر يوفر وظائف لمليون شخص سنويا.. مين يقدر يعمل نظام تعليمي جيد لنحو 23 مليون طالب".

وأضاف، أن دولة بحجم مصر تريد حجم إنفاق عام لا يقل عن تريليون دولار سنويا، معلقا: "لو الرقم ده حاسبوني وحاسبوا الحكومة على حقوق الناس".




العلاج حق لازم يتقدم لأي إنسان


وعقب الرئيس عبدالفتاح السيسي، على حالة الطفلة منة الله، ضحية حادث الدهس بأسيوط، قائلا: "لما ألاقي منة بتطلب علاج.. أمال هى كانت فين؟".

وقال السيسي: "كان في استغاثة ومطلوب نتدخل عشان البنت تتعالج.. ده كلام، العلاج لازم يتقدم لأي إنسان، ده حق، ممكن وزيرة الصحة تزعل".

وأشار إلى أنه استهدف من خلال إطلاق المبادرات الصحية حل قضايا معينة مثل فيروس سي، مضيفا: "أنا مش قادر أعمل كل حاجة فتدخلت بالمبادرات.. إحنا بننقد ذاتنا وأمناء مع نفسنا، كلامي كلام مخلص أمين واعي".




البنية التشريعية بها الضمانات اللازمة لتعزيز حقوق الإنسان

وقال السيسي إن الرؤية المصرية لحقوق الإنسان تستند إلى عدد من المبادىء الأساسية، أبرزها أن الحقوق والحريات مترابطة ومتكاملة، واهمية التوازن بين الحقوق والواجبات، ومكافحة الفساد لضمان التمتع بالحقوق والحريات.

وأشار السيسي إلى أن جهود الدولة تستند إلى المبادئ والالتزامات في اصدار التشريعات والقوانين، حيث حقق الدستور نقلة نوعية كبيرة إذ رسخ مبادىء العدالة والمواطنة والمساواة دون تمييز.

وأضاف السيسي، أن البنية التشريعية المصرية تذخر بالعديد من الضمانات اللازمة لتعزيز حقوق الإنسان فالجميع أمام القانون سواء، مؤكدا أن مصر ترحب دوما بتعدد الأراء بل واختلافها مادامت تراعي حقوق الأخرين.

وأكد أن هناك اقتناع راسخ بأهمية تعزيز جهود تحقيق العدالة الناجزة، وتبذل الدولة جهود حثيثة للتأكيد على قيم المواطنة والحوار.




2022 عام المجتمع المدني


وقال السيسي، إن إنشاء اللجنة العليا لحقوق الإنسان إضافة من شأنها دعم حماية حقوق الإنسان، مضيفا: "يعد المجتمع المدني شريكا مهما في عملية تعزيز حقوق الإنسان بمختلف أبعادها ونشر الوعي بحقوق الإنسان في المجتمع".

وأشار السيسي إلى أن إسهامات وإنجازات المجتمع المدني واضحة، وشراكته مع الدولة لا غنى عنها، لافتا إلى أنهم يولون اهتماما خاصا في تعزيز الحق في المشاركة في الحياة السياسية والعامة باعتباره مكون هام للنهوض بجميع مجالات حقوق الإنسان.

وأعلن الرئيس السيسي، أن 2022 سيكون عاما للمجتمع المدني، داعيا المجتمع المدني إلى مواصلة العمل بجد واجتهاد جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة.