حكاية فيلم.. "لا أنام" فشل تجاريًا.. وأول فيلم مصري للكبار فقط.. وهذه أجور الأبطال

الفجر الفني

هند رستم وفاتن حمامة
هند رستم وفاتن حمامة



حكاية فيلم عن واحدة من أفلام سيدة الشاة العربية فاتن حمامة، التي سببت للجمهور صدمة كبيرة وهو "لا أنام".

فيلم "لا أنام"، والذي قام ببطولته نخبة من ألمع نجوم السينما في فترة الستينيات، منهم يحيى شاهين وهند رستم ورشدي أباظة وعمر الشريف ومريم فخر الدين، مع النجوم الأوائل فاتن حمامة وعماد حمدي، والذى كان عن قصة الكاتب إحسان عبد القدوس، تخلى فيها الفنان عماد حمدي عن شخصية الفتى الأول الذي يعيش مع البطلة قصة حب، ويسعى للزواج منها ليصبح هذا الرجل العابث الذي انجرف وراء نزوة عاطفية مع فتاة تصغره بسنوات كثيرة ليتزوج في نهاية مطافه العابث من امرأة ناضجة تفوقها خبرة ونضجًا وأنوثة، والتي جسدت دورها الفنانة مريم فخر الدين.

والقبلة التي جمعت عماد حمدي، بالفنانة فاتن حمامة، كانت محل جدل ونقاش كبير، وأثارت تحفظا شديدًا من قبل المجلس الأعلى لمصلحة الفنون "الرقابة على المصنفات الفنية حاليًا"، فقد كان له رأى آخر، حيث تم تصنيفها ضمن القبلات الممنوعة، ما جعل القائمين على الرقابة آنذاك يضعون لافتة "للكبار فقط" على أفيشات الفيلم المنتشرة في شوارع القاهرة، ولم يسمح بمشاهدته لمن هم دون الـ16 عامًا.

ووقف رجال الشرطة على أبواب دور العرض يرقبون المشاهدين لمنع من يرونه دون السن القانونية من دخول الفيلم.

بسبب هذا الفيلم أخرج المسؤولين عن السينما فاتن حمامة، في عرض الجمهور من الباب الخلفي لأنه كان أن يعتدي عليها، الذي لم يصدق أنها فاتن حمامة.

وقامت "حمامة" في هذا الفيلم بدور فتاة شريرة مصابة بعقدة تجاه والدها فلا تحتمل فكرة أن تستمر معه زوجة حيث كانت تسارع إلى تدبير المكائد لزوجات أبيها. واحتشد الفيلم بأكبر عدد من النجوم الذين لم يتح لفيلم آخر أن يجمع بينهم في تاريخ السينما المصرية ومنهم عمر الشريف ويحيى شاهين ورشدي أباظة وعماد حمدي وهند رستم ومريم فخر الدين، الذي أخرجه صلاح أبو سيف عام 1957 فشل الفيلم تجاريًا.

وأرجع نقاد فشل فيلم "لا أنام" إلى دهشة المشاهدين أو صدمتهم في نجمتهم المفضلة التي عودتهم على نمط محدد لا يخلو من براءة.

حصلت سيدة الشاشة العربية على أعلى أجر بين الفنانين "5 آلاف جنيه"، وذكر اسمها بعبارة فاتن هانم حمامة المقيمة في الزمالك في القاهرة. وجاء ترتيب المبلغ على أربع دفعات كل منها 500 جنيه، الأخيرة مع الانتهاء من التصوير تمامًا.

أما بقية المبلغ وهو 3000 جنيه فيدفع لها بواقع 10% من إيراد الفيلم بموجب خطاب منفصل. أما أجر عمر الشريف عن الفيلم فكان 300 جنيه، وهو ما تقاضاه أيضًا رشدي أباظة وحصل كل من الفنان عماد حمدي ويحيى شاهين على المبلغ نفسه، فيما حصلت كل من هند رستم ومريم فخر الدين على 700 جنيه لكل منهما.

وجاء في عقد مريم فخر الدين مع الشركة المنتجة في نهاية العقد وبخط اليد ترتيب اسمها بعد اسم فاتن حمامة في الدعاية والملصقات بالطريقة نفسها.

كان الفيلم السبب الرئيسي في حالة العداء بين الفنانة القديرة مريم فخر الدين وفاتن حمامة، بسبب ترتيب الأسماء على ملصق الفيلم وقتها والشارة. يؤكد هذا الأمر الخطاب الذي وجهته مريم فخر الدين، ويحمل توقيعها، إلى عبده نصر صاحب شركة "اتحاد الفنيين" ومديرها، وقد عثرت عليه أيضًا ويعود تاريخه إلى 18 سبتمبر 1956.

جاء في الخطاب: "ساءني جدًا الإعلان المنشور في العدد الأخير من مجلة الفن عن فيلم لا أنام، من إنتاجكم، وفيه لاحظت أنكم خالفتم نص العقد بخصوص وضع اسمي في المكان والحجم المتفق عليه في العقد، أرجو مراعاة هذا مستقبلًا ضمانًا لعدم وجود سوء تفاهم مما يؤثر في صلاتنا الودية التي أعتز بها".

المفارقة أن بعدها بنحو عام، في 1 أكتوبر 1957 وجه المنتج المعروف آنذاك عدلي المولد نيابة عن موكلته مريم فخر الدين إنذارًا إلى الشركة المنتجة يطالبها فيها بتعديل نسخة الفيلم المعروضة في سينما ميامي، والإعلانات أيضًا خلال ثلاثة أيام، وإلا سيلجأ إلى القضاء المستعجل لوقف عرض الفيلم والمطالبة بتعويض مبدئي قدره 20 ألف جنيه.

وحدث خلاف آخر، ولكن هذه المرة بين فاتن حمامة، وهند رستم، لعبت "هند" في الفيلم دور المرأة اللعوب التي تتزوج والد فاتن حمامة، كان هناك مشهد يجمع بين الثنائي، حيث كان المشهد يدور حول أن "فاتن" تهدد "هند" بفضح خيانتها لزوجها، ومن خلال المشهد من المقرر أن ترفع فيه "هند" الحذاء أمام وجه "فاتن".

هذا ما أغضب فاتن حمامة، وذهبت لتتحدث مع مخرج الفيلم بأن "هند" لم ترفع الحذاء في هذا المشهد، وبعدما طلب المخرج هذا من "هند" علمت أن "فاتن" تدخلت ورفضت، وصورت المشهد وهي ممسكة بالحذاء وتحركه في وجه "فاتن" أثناء حديثها، وبعد ذلك طلب المخرج صلاح أبو سيف إعادة المشهد مرة أخرى، لتستبدل بعدها "هند" الحذاء بالسيجارة لتصوير المشهد، ونفخت دخانها في وجه "فاتن"، وبعد انتهاء التصوير طلبت من المخرج أن يختار المشهد المناسب له بالحذاء أو بالسيجارة.

كما شعرت هند رستم، بالغضب الشديد عندما علمت أن أجر فاتن حمامة، في الفيلم يزيد عن أجرها بحوالي 3 أضعاف ما حصلت عليه في الفيلم.

ويبدو أن هذه الخلافات جعلت هند رستم، لم تكرر تجربتها بمشاركة فاتن حمامة، أي عمل فني مرة أخرى.

فيلم "لا أنام" عام 1957 من إخراج صلاح أبو سيف، عن رواية تحمل نفس الاسم للأديب إحسان عبد القدوس، بالرغم من فشله تجاريًا إلا أنه مصنف ضمن قائمة أفضل الأفلام المصرية.