إثيوبيا تُهمش قرار مجلس الأمن بشأن سد النهضة.. ومصر ترحب

عربي ودولي

بوابة الفجر


تطور جديد وخطير في أزمة سد النهضة، فبعد أن كانت المياة راكدة لمدة من الوقت، باتت الأوضاع على أوجها، وذلك بعد التصريحات الخاصة من الجانب الإثيوبي بخصوص توليد الكهرباء من السد، وغير مبالية بالحقوق المائية للطرفين "المصري والسوداني".
فهناك العديد من الدول العربية والأوروبية والتي حاولت التدخل في ملف سد النهضة من أجل أن تحل الخلاف ومن ثم عودة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والتي تعتبر أساس استقرار العالم وكان آخرها دولة الكونغو الديمقراطية.
فيما كانت قد لجأت مصر إلى العديد من الجهات الدولية لتشهد العالم أجمع على التعنت الإثيوبي ومحاولة استيلائها على الحقوق المائية للشعب المصري وكان أبرزها مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي.
وبعد مرور عدة أشهر خرج مجلس الأمن اليوم، الأربعاء، من أجل أن يعلن عن موقفه بشأن هذه الأزمة الشرسة والتي كانت كالصدمة على الجانب الإثيوبي، ودفعة من الأمل تجاه مصر والتي رحبت بالبيان على لسان وزارة خارجيتها.
بيان مجلس الأمن
أما عن فحوى بيان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فكان قد دعا كلا من إثيوبيا ومصر والسودان إلى عودة المفاوضات بل وأيضا أن يتم التوصل إلى اتفاق ملزم ومرضي للأطراف الثلاثة، وذلك وفقا لما نقلته شبكة "سكاي نيوز" بالعربية.
 وشدد مجلس الأمن أيضا على كونه ليس طرفا مختص في النزاعات الفنية والإدارية حول مصادر المياه والأنهار، ولكن في الوقت ذاته كان قد حث مجلس الأمن أيضا على ضرورة استئناف المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي وذلك من أجل أن يتم التوصل إلى اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة خلال إطار زمني معقول.
بالإضافة إلى ما سبق، كان قد دعا مجلس الأمن يحث إلى انخراط أي مراقبين تدعوهم مصر والسودان وإثيوبيا لدعم مفاوضات السد وتسهيل حل المسائل الفنية والقانونية.
إثيوبيا ترضخ بواسطة الكونغو
فيما كانت قد خرجت إثيوبيا اليوم، الأربعاء، ببيان في غاية الأهمية، فعلى الرغم من إعلان بيان مجلس الأمن، إلا أنه كان قد خرج وزير خارجيتها ليعلن عن رغبة بلاده في عودة المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة في أسرع وقت ممكن.
وعبر تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، كان قد تحدث وزير الخارجية الاثيوبي دمقي ميكونن عن اللقاء الذي جمعه مع وزير خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية كريستوف لوتندولا في مكتبي.
وأكد وزير الخارجية الإثيوبي على أنه خلال اللقاء كرر كررت التزام بلاده الراسخ لاستئناف المحادثات التي يقودها الاتحاد الإفريقي حول سد النهضة في أسرع وقت ممكن لأنه في مصلحة الثلاثية.
وأضاف: "لا أزال ممتنا للجهود الدؤوبة التي تبذلها جمهورية الكونغو الديمقراطية للتوصل إلى حل ودي لهذه المسألة".
الري الإثيوبي وسد النهضة
وفي سياق متصل، كان قد خرج سيليشي بيكيلي وزير الري الإثيوبي ليعلن تقدير أديس أبابا 
جهود جمهورية الكونغو الديمقراطية، وليس هذا فقط ولكن أيضا إثيوبيا سوف تراجع الملفات وتستعد للمفاوضات.
مفاجأت من إثيوبيا 
وكشف وزير الخارجية الإثيوبي عن العديد من المفاجأت ومن بينها تقديم وزير خارجية الكونغو الديمقراطية، كريستوف لوتوندولا، اقتراحات جديدة بشأن عودة مفاوضات سد النهضة.
وكانت المفاجأة الثانية، هي أنه بالتزامن مع لقائه بوزير الخارجية الكونغولي كان تركيب الدوار الضخم والجزء الثابت من الوحدة العاشرة لمحطة توليد الكهربائي من سد النهضة، مضيفا أن هذه واحدة من وحدتي التوليد المبكر للكهرباء بسعة 375 ميجاوات لكل منهما.
السودان تهاجم إثيوبيا 
وفي هذا السياق وعلى الرغم من كل محاولات إثيوبيا للتودد للجانب السوداني، إلا أن الأمر كان قد خرج عن السيطرة، وذلك بعدما خرجت السودان على لسان وزارة خارجيتها لتعلن مهاجمتها المباشرة لأديس أبابا.
وأعلنت مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية السودانية اليوم، الأربعاء، بأن أي تحركات من قبل الجانب الإثيوبي بخصوص ملء سد النهضة دون اتفاق فيعتبر تعنتا لا يليق بدولة تحترم سيادة جيرانها وتحافظ على مصالحهم.
ولم تكتف وزارة الخارجية السودانية بهذا الأمر ولكن أيضا كانت قد أعلنت وزيرة الخارجية السودانية بأن استمرارية إثيوبيا في ملء السد تعتبر تهديدا مباشرا لمصالح السودان.
وكذلك كانت قد أشادت وزيرة الخارجية السودانية مريم صادق المهدي بالدور الذي يقوم به  رئيس جمهورية الكونغو به الرئيس فليكس تشسيكيدي  وذلك من أجل إيجاد حل للنزاع القائم حول سد النهضة.
مصر وبيان مجلس الأمن 
وفي السياق ذاته، وعلى الرغم من كافة المحاولات من دولتي المصب، كانت قد خرجت مصر لتعلن عن موقفها بخصوص البيان الرئاسي لمجلي الأمن، والتي أعربت فيه عن ترحيبها بالبيان واعتبرت البيان بكونه يمثل دفعة للجهود المبذولة من أجل إنجاح المسار الإفريقي التفاوضي.
وكانت قد أكدت مصر على لسان وزارة خارجيتها بأن صدور هذا البيان الرئاسي عن مجلس الأمن يأتي  من أجل أن يؤكد الأهمية الخاصة التي يوليها أعضاء مجلس الأمن لقضية سد النهضة، ومدي حرصهم على الأمن والسلم الدوليين.
والجدير بالذكر أن إثيوبيا حاولت في الفترة الماضية أن تتودد للسودان وأن تغازلها بكافة الطرق وأولها كانت عبر شتلات الزرع ونهية عبر تصديرها الكهرباء الذي سوف ينتجه السد بأسعار رمزية، في محاولة أن تتنازل دولة المصب "السودان" عن قرارها بشأن التوصل إلى اتفاق ملزم بخصوص الحقوق المائية.