التليفون والإدمان السر.. "الفجر" تحاور جيران ضحية ابنه بأوسيم: عشنا في رعب (فيديو)

حوادث

محررة الفجر تحاور
محررة الفجر تحاور جيران الضحية


"إلحقوني، ابن أخويا دبح أبوه".. بهذه الصرخة بدأ سكان منطقة بشتيل في أوسيم بمحافظة الجيزة يعيشون حالة من الرعب، تشبه الأفلام الأجنبي، حيث فوجئوا بالشاب "حازم"، البالغ من العمر حوالي 19 عامًا، يفتك بوالده المُسن الذي لا يقوى على الحركة، نظرًا لتعرضه للإصابة منذ سنوات، وكل هذا بسبب الحصول على هاتف محمول لكي يبيعه ويشتري بثمنه المخدرات.

هذا المشهد لم يكن أول مشاهد القصة، فالخلافات بين الشاب ووالده مستمرة منذ سنوات، وكان مشهد اعتداء الابن على أبيه معتادًا لدى الجيران، ولكنهم لا يتوقعوا أن تصل الخلافات بينهما ليقدم الإبن على قتل أبيه، وهو يعلم جيدًا أن عقوق الوالدين دائمًا يسبب الفقر والخسارة في الدنيا، والآخرة، وسوء الخاتمة.

انتقلت محررة "الفجر" إلى منطقة بشتيل في أوسيم بمحافظة الجيزة، للقاء جيران الضحية، الذين كشفوا تفاصيل المأساة التي اختتم بها هذا المُسن حياته.

اسم على مسمى

"ناس في منتهى الذوق والاحترام"، تستهل إحدى جارات الضحية حديثها إلى "الفجر" بالإشادة بالرجل الذي عاش في المنطقة أكثر من 20 عامًا، وكان اسم على مسمى فهو "محسن"، وسيرته بين الناس كانت حسنة وجيدة، إلا أن نهايته كانت مأساوية على يد ابنه، موضحة: لم نرى منه أي شيء سيء، ولم نرى أيضًا من أهله أي شيء سلبي، وكان جميع أهله يتعاونون لكي يساعدونه ويقدمون له الدعم المالي ويزورونه باستمرار، ما عدا هذا الابن المتهم الذي كان يعامله بقسوة.

الابن اعتاد ضرب أبيه

تضيف الجارة: "أخت الضحية (منى) مكانتش بتسيبه وكانت دائمًا تزوره، وكان أهله شايلينه، ومش عارفين الواد ده (المتهم) طالع لمين، أهله كلهم محترمين"، لافتة إلى أن "محسن" لم يكن لديه أبناء سوى هذا الابن الذي قتله، معقبة: "الله يرحمه مكانش يستاهل الموتة دي"، موضحة أنه في أوقات سابقة رأت الابن ضرب أبيه أكثر من مرة، واعتاد على أن يضربه كلما كان معه أموال، وأخت الأب كانت بتجيب له أجهزة زي الموبايل أو المروحة أو غيرها، يروح الواد ياخدها ويبيعها، وأخته تجيبله بدالها شفقة على أخيها، ومش عارفين هو بيشرب مخدرات إية".

سرق فلوس العلاج

وكشفت الجارة أن أشقاء الضحية كانوا دائمًا يعطونه أموال ثم يأتي هذا الشاب ويضربه ويأخذها منه، وفي أحد المرات كان الضحية يحاول الخروج من المنزل والابن يرفض، وكان "محسن" يصرخ ويقول: "ده خد مني فلوس العلاج"، مرة أخرى أغلق الباب على أصابع والده.

"إلحقوني أخويا اتدبح"

"طلب أكل قبل ما يموت".. تروي الجارة تفاصيل يوم الحادث المشؤوم، وتقول: "في يوم الحادثة جات أخته وكان معاها أكل، لأنه طلب منها أكل، وبعد ما دخلت بقليل خرجت وبدأت في الصراخ وقالت: (أخويا مات، محسن مات، إلحقوني ده قتله وأخويا اتدبح) وقالت إن نجله هو من قتله لأنه تشاجر معه بسبب المصاريف وإنه كان عايز فلوس يشتري بيها مخدرات"، لافتة إلى أن بعض الناس يقولون إن الابن ذبح والده، والبعض يقول إنه ضربه بزجاجة على رأسه، والبعض يقول إنه ضربه بسكين أو ضربه بالعكاز الخاص بوالده.

نهاية مؤسفة لتعاطي المخدرات

وأوضحت الجارة أن شقيقة الضحية كانت تصرخ في وجه الجاني وتقول له: "عملت لية كدة! أنت موت أبوك! لية تعمل كدة!"، فكان يرد عليها: "أنا قتلته زي ما قتلني"، ولم ينكر أنه قتل والده، وكان شكله غريبًا جدًا في هذا اليوم، وربما كان متعاطيًا المخدرات في هذا الوقت، وقالوا إنه كان يرغب في أخذ الهاتف منه، ويبيعه ليشتري المخدرت.

الجارة: المتهم مسح الدم بملابسه ورماها في الشارع

وأشارت إلى أنها سمعت الجاني يروي لرجال الأمن عند القبض عليه تفاصيل القصة، حيث قال لهم إنه قتله، ثم مسح الدم في ملابسه، وألقاها في الشارع، ثم أحضرها مرة أخرى من الشارع عندما حضرت أجهزة الأمن.

انهيار الأخت
ولفتت إلى أن الشاب يتعاطى المخدرات، موضحة: "هو فيه حد يضرب باباه بالطريقة دي إلا لو مكانش في وعيه! ولم نتوقع أبدًا أن يصل الخلاف بين الأب وابنه إلى القتل، ربما يكون هناك خلافات ولكن لا تصل إلى القتل، و(محسن) ده عمر صوته ما كان بيطلع ولا بيعمل مشاكل مع الناس ومتخيلناش يحصله كدة، وأهله ناس بتصلي يعرفوا ربنا، وأخته كانت في حالة هيستريا من الحزن والانهيار على شقيقها".

رسالة إلى المسؤولين وأخرى للقاتل

واختتمت حديثها قائلة: "إحنا عشنا في رعب، ومازلنا في رعب حتى الآن، وياريت تشوفولنا حل في العيال اللي بتشرب مخدرات.. يعني واحد يقتل أبوه عشان المخدرات! حرام كدة، إحنا عايشين متهددين، وممكن أي حد يطلع علينا يضربنا عشان يسرقنا وياخد مننا أي حاجة.. وأقول للواد اللي قتل أبوه: (الله يسامحك أبوك ميستاهلش يتعمل فيه كدة)".

تحقيقات النيابة

أمرت نيابة أوسيم، بشمال الجيزة، بحبس المتهم، 4أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل والده بسبب استيلائه على هاتفه المحمول لشراء المخدرات بأوسيم.

كشفت تحقيقات نيابة أوسيم، بشمال الجيزة، عن تفاصيل مقتل مُسن على يد نجله بمركز اوسيم، أن المتهم كان يريد بيع الهاتف المحمول الخاص بوالده لشراء المواد المخدرة

واضافت التحقيقات، أن المتهم مُدمن للمواد المخدرة، وسئ السمعة، وفي يوم الواقعة تشاجر المتهم مع والده للاستيلاء على الهاتف، ولكن المجني عليه رفض اعطاءه الهاتف فقام بتسديد طعنات له بزجاج المراية، حتى سقط قتيلا.

باشرت نيابة أوسيم، بشمال الجيزة، التحقيق في مقتل مُسن على يد نجله، بمركز أوسيم، بسبب خلافات بينهما.

وأفادت التحقيقات، أن المتهم تشاجر مع والده يوم الواقعة، حيث قام بتسديد طعنات بزجاج المراية، حتى سقط قتيلا في الحال.

وانتدبت النيابة، الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه، للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها.

وتلقت مديرية أمن الجيزة، بلاغا يفيد مقتل أحد الأشخاص داخل مسكنه فى أوسيم، انتقل رجال المباحث إلى مسرح الجريمة، وكشفت التحريات أن عاطل قتل والده نتيجة خلافات بينهما.

وتمكن رجال المباحث من ضبط المتهم، ونقل الجثة إلى المشرحة عقب الانتهاء من مناظرتها، ومعاينة مسرح الجريمة، وباشرت النيابة المختصة التحقيق.