جثث على الأسفلت.. "الفجر" تفتح ملف حوادث الطرق في المنيا والسبب: "السرعة الجنونية"

محافظات

حوادث طريق المنيا
حوادث طريق المنيا

"في التأني السلامة.. وفي العجلة الندامة".. ملصق دومًا تجده على خلفية سيارات الميكروباص والربع نقل، فكان يجب أن يدون في قلوب وعقول السائقين، فقد شهدت محافظة المنيا مؤخرًا العديد من حوادث الطرق التي تشيب لها الرأس خلفت العديد من المصابين والوفيات، فبين غمضة عين وانتباهتها يجد المواطن نفسه طريح الفراش أو داخل صندوق خشبي تُشيع جنازته.

وتسطر لكم «الفجر» في السطور التالية روايات من داخل النعوش الطائرة على طريق المنيا:

«سنموت غرقًا» 

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحًا، أستقليت ميكروباص من مدينة ملوي متجهًا إلى محافظة المنيا وبه 13 راكبا آخرين وبعد مرور دقائق بدأ ماتور السيارة يعمل ليوحي لك السائق إنه أوشك على الرحيل، وبدأ يتمتم بصوت خافق «توكلنا على الله»، هذا ما قاله «عيد عبد المالك»، صاحب السبع والستين عامًا.

واستكمل الرجل الستيني روايته قائلًا: "وبعد مرور دقيقتين فقط من تحرك الميكروباص، وكأننا في سباق مع الزمان، سرعة جنونية لا تتخيلها على الرغم من أنه كان وقت عودة المزارعين من أراضيهم.. لكنه لم يعر لهم أي أهمية واستمر في سرعته الجنونية".

وبالقرب من مدخل مدنية أبو قرقاص ذاك المركز التابع إداريًا لمحافظة المنيا اختلت عجلة القيادة بيد قائدها، وبدأ مستقلو الميكروباص في الصراخ بصوت عال «حاسب ياسطى.. هنموت.. حرام عليك هتموتنا» تلك العبارات التي كانت تخرج من أفواهنا جميعًا حين شعرنا بأن الموت قريب منا، ولولا العناية الإلهية لأصبحنا غرقى يُبحث على أجسادنا في مياه الإبراهيمية.. الغريب في الأمر أن السائق كان يتحدث باستهتار قائلا: «هو أنا أول مرة أسوق أنا عارف شغلي كويس أنا لو مشيت بالراحة كدة هوصل المنيا في ساعتين»، على حد تعبيره.

«آخرهم 9 وفيات»

وفى الثاني عشر من الشهر الجاري، لقي 9 أشخاص مصرعهم في حادث تصادم أعلى كوبري سمالوط على النيل بالمنيا، حيث تلقى اللواء محمد عبدالتواب، مدير أمن المنيا، إخطارا من عمليات النجدة، بحادث تصادم سيارة رقم 8273 ملاكي بآخري نقل «خلاط» رقم 3971، أعلى كوبري سمالوط على النيل.

وتسبب الحادث في وفاة 9 أشخاص بينهم طفلين، وهم جمال محمد كمال، 10 سنوات، ومكة هشام محمد إسماعيل، 4 سنوات، وشقيقها حازم 30 سنة، فايزة محمود زكي، 35 سنة، وشقيقها علاء، 40 سنة، وحشمت محمد إسماعيل، 75 سنة، وشقيقة طه، ووفائي حشمت مع إسماعيل، 52 سنه، ورجيه عبدالمطلب محمد، 41 سنة، مقيمون جميعا بقرية السرارية بمركز سمالوط، تم نقل الضحايا إلى مشرحة مستشفى سمالوط النموذجي تحت تصرف النيابة العامة.

«حادث طبيبات الكريمات» 

ومرت محافظة المنيا بالعديد من الحوادث التي لا تنسى والتي ترسخت في ذاكرة أبنائها ومن بينهم «حادث طبيبات الكُريمات» والتي كشفت التحقيقات فى واقعة وفاة 4 طبيبات وإصابة 12 أخريات من بينهم 5 عمال فى حادث تصادم سيارة ميكروباص كانت تقلهم من محافظة المنيا لحضور مؤتمر طبى بالقاهرة مع سيارة نقل بالقرب من مدينة الصف، وأكدت الطبيبات أن السائق الذى لقى مصرعه فى الحادث كان يسير بسرعة فائقة، مما أفقده القدرة على السيطرة على عجلة القيادة فاصطدم بالسيارة النقل من الخلف وبعدها انقلبت السيارة الميكروباص.

«احتكاكها بالطبقة الأسفلتية» 

وعلى "جانب آخر" بعد تحريات مباحث مركز أبو قرقاص وتشكيل لجنة فنية مشكلة من قطاعى المرور والأمن العام بالمنيا للمعاينة حول مصرع 4 أشخاص وإصابة 13، فى حادث انقلاب سيارة "ميكروباص" على الطريق الصحراوى الغربى، تبين من تقرير المعاينة انقلاب السيارة بشدة، بسبب السرعة الجنونية للسيارة وأن عجلة القيادة اختلت بيد السائق نتيجة السرعة الزائدة وانفجار الإطار الأمامى الأيمن، ما أدى إلى انقلابها على جانب الطريق، واشتعال النيران بها، نتيجة احتكاكها بالطبقة الأسفلتية. 

«12 ضحية» 

كما أوضحت مصادر أمنية في حادث آخر أن التحريات الأولية في حادث تصادم سيارة نقل ثقيل وميكروباص أجرة بالطريق الصحراوي الشرقي القديم في محافظة المنيا، والذي أسفر عن وفاة 12 شخصا، تشير إلى السرعة الزائدة من السائق ومحاولة التخطي الخاطئ لسيارة كانت تسير أمامه، خاصة وأن الطريق غير مزدوج.

"مناشدة" 

وناشد أهالي محافظة المنيا اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا والجهات المعنية بسرعة التدخل وفرض الرقابة والعقوبة على هؤلاء السائقين الذين يسرون بسرعة جنونية غير مبالين بأرواح المواطنين لأن السرعة الزائدة في طريق غير مزدوج سبب رئيسي لوقوع العشرات من الحوادث يوميا ويجب وضع حد لهؤلاء المستهترين.