حكاية فيلم.. "أريد حلًا" تسبب في تغيير قانون الأحوال الشخصية.. ووصف بأنه مؤامرة ضد الشريعة

الفجر الفني

أريد حلًا
أريد حلًا


حكاية فيلم اليوم مع واحد من أهم أفلام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وهو "أريد حلًا".

بدأت الحكاية بقصة كتبتها الصحفية حُسن شاه، بالاتفاق مع فاتن حمامة، التي بدورها رشحت سعيد مرزوق لإخراجها، وبعد مشاورات طويلة مع المخرج وافق بشرط إعادة الصياغة عند كتابة للسيناريو، وقد اعتمد في ذلك على ملفات وكتب قانونية، وزيارات متكررة، قام بها طوال ثلاثة أشهر لقاعات المحاكم، كان خلالها يحضر الجلسات ليدرس ويراقب ما يدور فيها.

كل هذا بالطبع يحسب لصالح سعيد مرزوق، كمخرج ملتزم وواع بدور السينما الاجتماعي وتأثيرها الجماهيري وساعده هذا على نجاح الفيلم تجاريًا بسبب قوة الموضوع وجرأته، فقد وضع هذا الفيلم "مرزوق" في تحد كبير ومباشر.

اختار أن يقدم الفيلم الجماهيري، متخليًا عن الكثير من نمطه السينمائي، هذا الفيلم قد ناقش بشكل جاد مشاكل المرأة العربية وحقوقها، مع محاولته إبراز الظروف القمعية التي تعيشها في ظل القوانين الوضعية.

وقد أثار الفيلم جدلًا واسعًا، وتعرض لحملة دعائية من الإخوان المسلمين عبر مجلتهم "الدعوة"، وتم تصوير الأمر وكأنه مؤامرة ضد الشريعة، والصحيح هو أن الفيلم انتصار لصحيح الدين قبل أن يخضع للمؤثرات الاجتماعية والتقاليد الموروثة.

كان للفيلم تأثير قوى على الجمهور بصفة عامة والنساء بصفة خاصة لدرجة تاثر به الدكتورة زينب السبكي، وكانت أمينة المرأة، فأقامت احتفـالا كبيـرا جـدًا، وطبعت تذاكر ووزعتها على السيدات، تحت عنوان "أمينة المرأة زينب السبكي تدعوكم لحضور عـرض فـيلم أريد حلًا".

تحدثت عنه السيدة جيهان السادات، عندما يسألها أحد عن أحسن فيلم فتقول "أريد حلًا" كما أن الرئيس أنور السادات، تحدث في أحد المؤتمرات عن رغبته في إصدار قرار بتغيير قانون الأحوال الشخصية، الأمر إلى استساغه المجتمع بعد رؤية الفيلم، وبالفعل كانت تلك القضايا من المسكوت عنها في المجتمع المصري.

بدأ الرئيس السادات وزوجته يفكران في تغييـر قانون الأحوال الشخصية سنة 87 بعد إجراء عدة تعديلات وأطلقوا عليه اسم قانون "جيهـان".

ويعتبر فيلم "أريد حلًا" أول فيلم في مصـر عـن الخلع، وذلك من خلال المشهد الذي دار بين فاتن حمامة ووزير العدل، عندما اشتكت للوزير، وقالت له إن الرسول جاءت له زوجة ثابت بن قيس، وقالت لا أعترض عليه في خلق أو ديـن، وإنما لا أطيقه بغضًا، فأمر الرسول بتطليقها.

وجسدت فاتن خلال "أريد حلًا" دور درية التي تطلب الطلاق من زوجها الدبلوماسي مدحت ولكنه يرفض فترفع دعوى طلاق في المحكمة، وتدخل في العديد من المشكلات والعقبات للحصول على حقها، ويحضر الزوج شهود زور يشهدون ضدها في جلسة سرية، وتخسر قضيتها بعد مرور أكثر من أربع سنوات.

كان الفيلم يمثل عودة للتعاون بين فاتن حمامة، ورشدي أباظة، بعد 12 عامًا من تعاونهما في فيلم " لا وقت للحب" عام 1963، وشكل أيضًا اللقاء الأخير بين النجمين الكبيرين حيث لم يلتقيا بعد ذلك في أفلام حتى رحل "رشدي" عن عالمنا في 1980.

كان صناع الفيلم قد اتفقوا على أن يطلقوا على الفيلم اسم "الجلسة سرية" نظرًا لأن محامي "درية" التي جسدتها فاتن حمامة، طالب بأن تكون الجلسة سرية ليتسنى لموكلته أن تجهر بما تخفيه عن زوجها، والذي نال منها وطعنها في أعز ما تملك الست وهي أنوثتهاز

بعد جلسات بين صناع الفيلم اقترحت فاتن حمامة، بسبب نهايته أن يطلق عليه اسم "أريد حلًا" ليكون العنوان صرخة تطالب بها كل نساء مصر الذين يريدون الطلاق من زوج فاسد أو منحرف أو عاطل ولا يتمكن من الحصول على هذا الطلاق، ورحب الجميع باقتراحها.

فيلم "أريد حلًا" قصة حٌسن شاه، سيناريو وحوار سعد الدين وهبة، إخراج سعيد مرزوق وبطولة رشدي أباظة، أمينة رزق، ليلى طاهر، وسيد زيان.

حقق فيلم "أريد حلً" إيرادات بلغت 40185 جنيها في 15 أسبوع عرض بسينما ريفولي بالقاهرة، ويحتل المركز رقم 21 في قائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية.