"سحلها وداس عليها 3 مرات".. أول حوار مع طالبة العمرانية ضحية سرقة هاتفها على يد سائق توك توك (فيديو وصور)

حوادث

الفجر تحاور الطالبة
الفجر تحاور الطالبة



"شوهلي رجليا ومش عارفة همشي تاني ولا لا".. كعادتها تذهب الطالبة بكلية الطب "أنغام طارق" البالغة من العمر 19 عامًا لكورس الرسم لتنمية موهبتها منذ الطفولة، بأحد شوارع العمرانية، ولكن كانت لا تعلم الفتاة أنها باستقلالها مع أحد السائقين لمركبة التوك توك، ستكون بداية لرحلة عذاب مأساوية، عندما قرر السائق تغيير مسار مركبته لسرقة الهاتف المحمول الخاص بها، ولكن لم يتوقف عند ذلك، بل تملك الشيطان قلبه، ليسحل الفتاة في الشارع ويدوس بمركبته عليها 3 مرات، ويصيبها بجروح عميقة، كانت تصل لقطع شريان الساق، ولكن كُتب لها عمرًا جديدًا.

"كنت بسمع صوت الشاكوش"، كانت النتيجة مأساوية لسحلها بالشوارع، حتى نُزفت من كل مكان في جسدها النحيل، وقامت بعمل عملية تركيب مسمار نخاعي من بداية الركبة حتى نهاية القدم، و4  خياطات طبية تشمل ساقيها الأثنتان، بالإضافة لكدمات وسحجات متفرقة بجسدها.

انتقلت محررة "الفجر" لمنزل الطالبة بعد سحلها بشوارع فيصل بالعمرانية على يد سائق توك توك، لسرقة هاتفها المحمول، وإصابتها بكسر عظمة الساق اليمنى وجرح قطعي بالساق اليسرى، لتكشف كواليس الواقعة.

في البداية، قالت "أنغام طارق"  البالغة من العمر 19 عام، طالبة بكلية العلاج الطبيعي الفرقة الثانية، إنها في صباح يوم الخميس الماضي، كعادتها تذهب لأخذ كورس في الرسم، بأحد شوارع فيصل، وعندما نزلت من المترو لأخذ "توك توك" لتوصيلها، مشيرة إلى أن الطريق لم يأخذ غير وقت قليل من محطة المترو (10 دقائق)، على حد تعبيرها.

المجني عليها: غير الطريق فصدقته

بدموع تنهمر من أعينها، تابعت "أنغام" حديثها، أنه في حدود الساعة العاشرة  ونصف من صباح يوم الواقعة، استقلت مركبة التوك توك، وفي منتصف الطريق، بدأ السائق يأخذ طريقًا آخر للمكان، قائلة،"بدأت أحس بخوف وقلق لأنه طريقًا لم أعلمه، لأنني لم أقطن بذات المكان"، فسألت السائق،"لماذا تأخذ هذا الطريق الغريب"، وكان إجابته،" قدام في عربيات سرفيس بتلم التكاتك مش هقدر أدخل من الشارع دا"، وبعد وصولة عند الكوبري كان هناك 3 من المرور، فأكدوا على السائق أن بالفعل هناك سرفيس يأخذ التكاتك فصدقته.

وأضافت "أنغام" في حديثها إلى "الفجر"، أنه بعد مالسائق بدأ يغير مسار الطريق كان القلق يزداد، فسألته "هتمشي ازاي"، ليرد،"متقلقيش هوصلك المكان اللي عايزاه هدخل من جانب الكوبري"، فأكملت الطريق معه، ولكن كان الشك يزداد لأنه بدلًا من أن يأخذ طريق الكوبري، أخذ طريقًا من جانب المترو "عكس ماقاله"، مضيفة أن الشوارع كانت غريبة عبارة عن حارات مغلقة، وخالية من المواطنين.

الطالبة: السائق بدأ يفتعل حركات غريبة

"كانت حركاته غريبة"..لتستكمل الطالبة "أنغام"، بعد لحظات بدأ سائق التوك توك يفعل حركات غريبة مثل يأخذ خطوة ويرجعها، وأيضًا كان لم يعلم يدخل الحارة هذه أم هذه، وكان يتلفت كثيرًا حوله، ثم بدأ ينظر إلى، مضيفة لاحظت أنه كان ينظر لجسدي "بدأت اقلق من كل هذا"، ومن هذه اللحظة دخل الشارع الذي به حارة مغلقة، فقولت له،" أنت داخل حارة سد ليه، وبصيت مالقتش حد ولقيت عماير قديمة مفهاش ناس، ومالقتش ناس ماشية في الشارع، فقلقت أكثر"، ليرد،" كان وشه قلقان ومتوتر، وقالي لا لا مش حارة سد".

السائق للطالبة: "التوك توك عطل انزلي هنا"

بقلب يحتسره الآلم، تتابع الفتاة ماسأة واقعة سحلها، وفجأة نزل السائق من التوك توك ليرى الماتور الذي بالخلف، مشيرة إلى،" في هذا الوقت كان بيلف ويتلفت السائق حوله، وكان لا يرى الماتور، وجاء إلى ليبلغني التوك توك عطل انزلي هنا"، فأولةماابلغني بهذا نزلت فورًا، ولكن بنظره للشارع لم أشاهد أي شخص، وكانت العمارات قديمة وخالية من السكان، قائلة،"بقيت خايفة اديله ظهري من شدة الخوف".

الطالبة: السائق أخذ الهاتف وسحلني

واستكملت الطالبة "أنغام"، أنه عقب نزولها، قالت للسائق، " مش دا المكان اللي عايزاه، أنا مش من هنا وصلني للمكان اللي عايزاه"، أثناء تلك الكلمات، ودون أن تدري، أخذ السائق المتهم الهاتف المحمول، واثناء ذلك امسكت بالهاتف لانه كان مازال واقفًا بالتوك توك،وفي لحظة بدأ يشغل التوك توك بعد ماقال أنه عطل، ومن شدة مسكته للهاتف كانت رأسي بداخل التوك توك.

وتستطرد الطالبة كلامها، أنه أثناء ذلك، كنت ماسكة بهاتفي وبدأ السائق يشغل ماتور التوك توك، قائلة،"مالقتش قدامي غير ماسورة التوك توك ومسكت فيها وكان وقتها التوك توك بدأ يحركه وبيحاول يميله عشان أقع على أي جنب من الشارع"، مضيفة، أنه أثناء ذلك، بدأ يضربها بإيديه ورجليه لكي تترك التوك توك وتسقط في الشارع.

الفتاة: "كنت تحت العجل وداس عليا 3مرات"

ووصفت "أنغام" لحظات سحلها على يد المتهم، "كان ماسك التوك توك بإيد والأيد الآخري كان بيضربني بيها، وبدأ يضربني في بطني، كان قاصد يوقعني، وفجأة وأنا ماسكة في التوك توك، أخرج مطواه من جيبه، وبدأ يضربني بيها على أيدي عشان يفك صوابعي، كنت شايفة تحتي الاسفلت، وجسمي كله بره التوك توك، وكنت خايفة انط، من خوفي أقع، وكنت بصرخ بشدة، وفجأة طلع رجله من التوك توك، وضربني في بطني"، ومن هنا وقعت تحت التوك توك، وداس على رجلي وعليا 3مرات، فنزلت تحت العجل بالضبط"

وتابعت الفتاة، في لحظة كنت لم أشعر بشئ، كأن الوقت وقف،  ورأيت مواطنين بيحاولوا ينقذوني ولكن لم يعرفوا، فوصلوا إلي بعد سقوطي تحت العجل، وهروب السائق، فكنت أنزف من كل مكان في جسمي،" كانت بركة دماء"، على الفور حاولوا إنقاذي وحاولت اتصل بأهلي لأن وقتها السائق سرق هاتفي، وحاولت اتذكر  هاتف شقيقتي، فذهبت للمستشفى ولم أشعر بشئ.

الفتاة: عملت عملية وخياطة بـ4 أماكن بجسدي

عملية وخياطة في4أماكن بجسمي..تواصل الفتاة تفاصيل سحلها، " عملت عمليه في رجلي اليمنى من أول الركبة حتى القدم، وركبت مسمار نخاعي تشابكي، وجرح قطعي بالرجل اليسرى، بالاضافة لجرح من أول الفقرات حتى منطقة البطن، وأيضا جروح بذراعيها الأثنين، وكدمات وسحجات متفرقة بالجسد

الفتاة: "نفسي تتعذب زي مابتعذب دلوقتي"

"عملتلك إيه كل دا عشان تسرق التليفون"..بصوت مبحوح، تطالب الفتاة بالعقاب الرادع للمتهم، قائلة،"نفسي يحصله زي ماحصلي، مفيش جزء في جسمي سليم، بتوجع من كل مكان، ورجليا الأثنين متخيطة ب4خياطات، ورجليا اتشوهت، معملتلوش حاجة، ليه يحصل كل دا أنا رايحة الكورس بتاعي ليه يحصل كل دا، مش عارفة همشي تاني ولا لا، نفسي يتعذب زي مابتعذب دلوقتي، عايشة على المسكنات، نفسي يحس بالآلم اللي حساه، عملتلك إيه لكل دا عشان موبايل".

التحقيقات والقبض على المتهم

تباشر النيابة العامة، بجنوب الجيزة، التحقيق في واقعة سحل طالبة جامعية بالشارع على يد سائق توك توك لسرقة هاتفها المحمول بالعمرانية.

كان تلقى قسم شرطة العمرانية بلاغًا يفيد تعرض طالبة جامعية لسرقة هاتفها المحمول على يد سائق توك توك، والتسبب في إصابتها بعدة جروح وكدمات نتيجة سقوطها أرضًا خلال محاولتها مطاردته في العمرانية.

تمكن رجال المباحث بإشراف المقدم إسلام السيد رئيس مباحث قسم شرطة العمرانية من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاهه وأخطرت النيابة للتحقيق.