"نعيش وجع الضفة".. جدارية ثورية في غزة ترسم بطولات أبطال كتيبة جنين

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


عاضَد ثائر الطويل، رئيس منتدى الفن التشكيلي الفلسطيني، زملائه الأربعة من الفنانين التشكيليين، في رسم جدارية ثورية لنصرةً قضية الأسرى الستة الذين كسروا قيَّد حُريتهم من سجن جلبوع، قبل نحو أسبوعين، على مفترق العباس بقطاع غزة، تجسُّد صمود الأسير من أجل حريته، وإيصال رسالة للعالم بأن هَيمنة المُحتل تبدَّدت، كما انصب اهتمام الرسامين على إعادة إنتاج صورة "المعلقة"- أداة حفر نفق العبور-، مدونًا عليها "أبطال كتيبة جنين"، ليضعوا بصمتهم البصرية بان الحرية إحدى الثوابت الوطنية "أي إشي يحدث بالبلد نرسمها على الجداران.. كي نوصل رسالتنا خارج حدود الوطن والعلم يعرف قديش تعبنا وراح نتعب ونحن ندافع عن حريتنا وأراضينا".






أَنْجز رئيس منتدى الفن التشكيلي في قطاع غزة، الجدارية- التي يبلغ طولها 40 مترًا ويصل عرضها إلى 3 أمتار وتعد الأولى والأضخم- في أناةٍ، بعد الرسم الافكارعلى الاسكتش النهائي لها، والذي اعتمد على بلورة الأخبار بعدما نجحوا الأسرى الستة في انتزاع حريتهم فجر السادس من سبتمبر الجاري، من سجن "جلبوع"-الذي يُعتبر من أكثر السجون الإسرائيلية تحصيناً، عبر نفق حفروه أسفل مغسلة- "رسمنا بانوراما الهدف منها تسليط الضوء على قضية الأسرى ومعانتهم داخل سجون الاحتلال.. وكيف انعكس خمسة أيام تحرير الأسرى على القضية لتكون على سلم الأولويات من القضية الفلسطينية.. كل هاد في أكتر من تسع ساعات رسم"-والتي نفذها منتدى الفن التشكيلي الفلسطيني، والذي يكون حاضرًا دائمًا بكافة المناسبات والاحداث الوطنية وحاضنًا للقضية-.






بين الفينَة وَالأخرى يرنُو "الطويل"، إلى زملائه الذين يُنشِدون الأغاني الوطنية الفلسطينية، حاك صداها في صدره حتى أوْحَى في عمله مرة أخرى "كان هناك مزيج من الفرح والانتصار.. خاصة أننا انجزنا اللوحة بوقت بسيط"، انْتتق الأطفال بالشارع بوجوه الأسرى لاسيما محمود العارضة- أقدم المعتقلين الستة الذي أمضى 26 عاماً في السجن وقائد عملية التحرير- وزكريا الزبيدي "ضلوا يحضروا معنا ويشاركوا بالأغاني ويطلبون منا المساعدة بأي اشي.. الكل بفلسطين مقدر جهد وتعب الأسرى .. ونحن بغزة بدنا نعيش وجع الضفة ونتوج الملحمة التاريخية هادي على الجدار لتكون ذكرى للأسرى عندما يخرجوا للنور مرة تانية".






فطِن الفنانين التشكيليين، لتصريحات محمود عبدالله العارضة، بعد تمكن الشرطة الإسرائيلية في بادئ الأمر باعتقاله، على لسان محامي هيئة الأسرى رسلان محاجنة، عندما عبر عن فرحته بتناول "الصبار" من بساتين سهل مرج بن عامر بعد 22 عامًا على الأسر، وتلك معاناة الفلسطيني طويل الأَناةِ منذ عام 1948، لذا اهتموا بأن تحوي اللوحة على رسم شجر الصبار "تشير للصبر على المحتل وعلى الحصار والقصف.. ورسمنا قبضة اليد التي بها معلقة مدون عليها الابطال الستة وعملية جنين كرمز لتمجيد الأدوات التي قام بها الأسرى بحفر النفق.. وأيضا كان داخل جدار السجن هناك عملية تصدع دلالة على ان الأمن الإسرائيلي بدأ يتساقط أمام صلابة الاسرى وأمام عشقهم للحياة وانتزاع الحرية رغم عن أنف السجان".





أَقهَم الجميع عن الطعام والشراب، طيلة فترة الرسم، التي تضمنت أيضًا هيئة أسيرين خلفهم جدار السجن، يمدان أيديهم نحو حفرة تخرج منها يد، إيماءة لعبور الأسرى ومساندتهم لبعضهم للخروج من النفق- الذي حفر في شهر ديسمبر من العام المنصرم-. لبِث "الطويل" بالمكان  يتأمل ألوان اللوحة المائية التي اختيرت بعناية لتجذب الأنظار بالشارع المكتظ بالمارة "اخترنا هذا المكان تحديدا ليكون البداية وهناك لوحات أخرى في العديد من الاماكن خلال أسبوع.. بدنا تضل ذاكرة الشعب تتذكر معاناة الأسرى وعملية الانتصار التي هزت إسرائيل وأجهزتها المتطورة".