كيف علق المجلس السيادي الحكومة السودانية على محاولة الانقلاب الفاشلة

تقارير وحوارات

عناصر الجيش السوداني
عناصر الجيش السوداني


بعدما أعلنت وسائل الإعلام السودانية، أمس الثلاثاء، عن محاولة انقلاب فاشلة قام بها عسكريين ومدنيين من أنصار الرئيس السابق عمر البشير، ودعت الشعب إلى التصدي لها، قبل أن يصدر الجيش بعدها بساعات بيانا أكد عبره إحباطه المحاولة الإنقلابية والسيطرة على الأوضاع تمامًا.

ومن هنا تتابع " الفجر" وتيرة الأحداث المتصاعدة في السودان وتبين في السطور القادمة بيان المجلس السيادي السوداني وما كشفه عن المتورطين.

وقال عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني بعض القوى السياسية تتجاهل معاناه المواطن وتركز على الإساءة للقوات المسلحة، فالإساءة للعسكريين أصبحت وسيله للحصول على المناصب والكراسي وشعارات الثورة ضاعت في الصراع على الكراسي والسلطة.

وأضاف رئيس المجلس السيادي في حديث له مع الشعب السوداني، " لن اقبل بأن تتسلط علي الشعب السوداني قوى سياسية تحمل له الإساءة".

وانتقد برهان رئيس الحكومة السودانية عبدالله حمدوك قائلا، تم اقصاؤنا من مبادرة رئيس الوزراء ولا يمكن لأي جهة أن تقود البلاد وحدها لذا علينا العمل على بناء السودان مع القوي الوطنية المؤمنة بالانتقال الديمقراطي.

كما حمل محمد دقلو حميدتي، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني تكرار محاولات الانقلاب على السياسيين حيث قال، السياسيين هم بسبب تعدد المحاولات الإنقلابية لانشغالهم بالصراع على الكراسي وتقسيم السلطة بدلًا من البحث عن حاجات المواطنين الأساسية وتلبيتها

وتابع، "هناك من مارس الإقصاء مع الموقعين على الوثيقة الدستورية وكل طرف يحفر للآخر من أجل المناصب".

وأردف حميدتي، محاولة أمس الإنقلابية ليست الأولى، فلقد تصدت القوات المسلحة لمحاولات انقلابية عديدة على مدى الفترة الإنتقالية كما تصدت لمحاولة أمس وقبضت على مدبريها دون خسائر.

من جانبها أعلنت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأربعاء، توقيف جميع المشتركين في محاولة الإنقلاب التي كان من ورائها الإستيلاء على السلطة مؤكدةً أنهم سيمثلون أمام العدالة.

وقالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق، في بيان قدمته اليوم للسلك الدبلوماسي الأجنبي المعتمد بالخرطوم، تعقيبًا على محاولة الإنقلاب، وزارة الخارجية السودانية تخطر سيادتكم عن قيامها أمس بإحباط عملية إنقلابية قام بها بعض الضباط من الرتب المتوسطة والصغرى بالإضافة إلى بعض المدنيين ذوي الصلة بالنظام البائد وتمت السيطرة الكاملة على الوضع، كما تم إلقاء القبض على قادة تلك المحاولة الانقلابية الفاشلة من العسكريين والمدنيين ويجري التحري معهم حاليًا.

المتورطين:

فيما كشف وزير الدفاع الفريق ركن ياسين إبراهيم، المتورطين في المحاولة قائلًا، إن قائد المحاولة الانقلابية هو اللواء ركن عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي وكان برفقته 22 ضابطا آخرين برتب مختلفة وعدد من ضباطالصف والجنود بمساعدة فصائل مدنية تنتمي للإسلامين وفلول حزب النظام المعزول.

وأضاف، ما فعلوه هو امتداد لمحاولات الفلول منذ سقوط النظام البائد لإجهاض الانتقال المدني الديمقراطي، وسبقت المحاولة تحضيرات واسعة تمثلت في إذكاء الانفلات الأمني في المدن واستغلال الأوضاع في الشرق من قطع الطرق القومية وإغلاق الموانئ ضد الحكومة المدنية.

وبدوره دعا نصر الدين مفرح أحمد، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، إلى تطهير المؤسسات الرسمية في البلاد وقال في بيان، "آن الأوان لأن تكنس مؤسساتنا السياسية والعسكرية الكثير من المتأسلمين".

وعزلت قيادة الجيش في الحادي عشر من أبريل عام 2019، عمر البشير بعد فترة رئاسية امتدت من 1989 حتى 2019 أي حوالي ثلاثون عامًا، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر 2018، تنديدًا بتردي الأوضاع الإقتصادية.

ومنذ 21 أغسطس 2019 والسودان يعيش فترة انتقالية يتقاسم من خلالها السلطة كل من الجيش والحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية السلام وقوى مدنية،ومن المقرر أن تستمر هذه الفترة 53 شهرًا حيث تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024.