الميزانية السعودية في 91 عاماً.. رحلة التريليون بدأت بـ14 مليون ريال

السعودية

بوابة الفجر




شهدت المالية السعودية تطوراً ملحوظاً على مستوى ميزانية الدولة منذ توحيد البلاد على يد المؤسس حتى عام 2021؛ لتقفز خلال تلك الفترة من مجرد ملايين قليلة من الريالات إلى ميزانية تريليونية، في ضوء رؤية 2030 وتطلعات القيادة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء "مهندس الرؤية" الأمير محمد بن سلمان؛ لتوسيع الإنفاق على الصحة والتعليم بالإضافة إلى المشاريع الاستثمارية الكبرى.

تحتفل السعودية اليوم الخميس باليوم الوطني تحت شعار "هي لنا دار"؛ احتفالاً بمرور 91 عاماً على الإعلان التاريخي للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عن توحيد المملكة العربية السعودية، بعد نضال امتد 32 عاماً؛ حيث أصدر مرسوماً ملكياً يقضي بتحويل اسم الدولة من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) إلى المملكة العربية السعودية وذلك في 21 جمادى الأولى 1351هـ الموافق 23 سبتمبر/ أيلول لعام 1932.

وتطورت ميزانية المملكة من 14 مليون ريال فقط كأول ميزانية معلنة قبل 91 عاماً إلى أن قفزت آلاف المرات ووصلت بالسنوات الأخيرة إلى 1.075 تريليون ريال على مستوى الإنفاق في عام 2020، وقبله في عام 2019 بقيمة 1.059 تريليون ريال.

لمحة تاريخية..

وتُعد وزارة المالية من أعرق الوزارات في تاريخ المملكة العربية السعودية، فقد تأسست في عام 1344هـ باسم "مديرية للمالية العامة لإدارة الأمور المالية" في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود في منطقة مكة المكرمة.

ومع توسع أعمالها تم تحويلها إلى "وكالة المالية العامة" في العام 1347هـ، ثم تطورت أعمال الوكالة بشكل كبير فصدر الأمر الملكي بتحويل الوكالة إلى وزارة للمالية في العام 1351هـ والذي يوافق 1932م، بحيث تتولى مسؤولية تنظيم وحفظ أموال الدولة، وجبايتها، وتأمين طرق وارداتها ومصروفاتها، والمرجع العام لعموم الماليات في كل مناطق المملكة.

وفي العام 1374هـ تم دمج وزارة الاقتصاد بوزارة المالية، فصارت "وزارة المالية والاقتصاد الوطني"، كما تم نقل مقرها إلى الرياض، وبعد دمج نشاط الاقتصاد بوزارة التخطيط تم تعديل مسمى الوزارة إلى الاسم الحالي وهو: "وزارة المالية" منذ العام 1424هـ.

ونفذت العديد من المشاريع الوطنية والتنموية الكبرى، أبرزها التوسعات الملكية الضخمة للمسجد الحرام والمسجد النبوي، وجسر الملك فهد بين مملكتي السعودية والبحرين، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، ومراكز المؤتمرات، والمجمعات الحكومية بعدد من مدن المملكة، ومراكز الإيواء بالمملكة، والمنافذ الحدودية بمقارها ومدنها السكنية.

وكانت إيرادات المالية قبل إعلان الميزانية الرسمية في عام 1352هـ، تعتمد على الجمارك والجوازات وأموال الزكاة، وإيرادات الحج، وهي موارد ضعيفة ولا تحقق رؤية المؤسس في ذلك الوقت؛ وهو ما جعل النفط والتنقيب عنه حلماً حتى أوجد على أرض الحقيقة.

وقفز الإنفاق بميزانية المملكة العربية السعودية بنسبة 357.1% خلال أول 20 عاماً من القرن الـ21؛ إذ ارتفعت من 235.32 مليار ريال في نهاية القرن العشرين إلى 1.075 تريليون ريال في العام الماضي.

وبلغ إجمالي الإنفاق بالميزانية السعودية خلال أول 20 عاماً من القرن الحالي 13.859 تريليون ريال، فيما بلغت 4.972 تريليون ريال منذ عام إطلاق الرؤية في 2016 وحتى العام الماضي (5 أعوام).