من "أكتوبر" إلى "يناير" بطولات ومواقف وطنية خالدة للمشير طنطاوي

أخبار مصر

المشير طنطاوي
المشير طنطاوي


توفى المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء الماضي بعد رحلة طويلة من العطاء والوطنية بعد أن كان له دور كبير في كثير من الأحداث التي شهدتها مصر في الحقبة الأخيرة بداية من حرب أكتوبر المجيدة وحتى ثورة يناير ٢٠١١.

لمع أسم المشير طنطاوي منذ حرب أكتوبر حينما كتب العدو الصهيوني في توثيقهم لحرب ١٩٧٣ "على بعد بضعه كليومترات من القناة كانت لا تزال المعركة دائرة حول المزرعة الصينية وهي موقع شرق الإسماعيلية، وعندما حل 16 أكتوبر كانت المعركة لا تزال مستمرة وتعثرت القوات الإسرائيلية داخل الموقع ومنيت بخسائر فادحة، ودفعت عناصر المشاة والمظليين للقضاء على التحصينات المضادة للدبابات للجيش المصري ".

قيادة الكتيبة 16
تلك المعركة الفاصلة كانت تخوضها الكتيبة ١٦ بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي، حينما قال جملته الشهيرة لمركز عمليات القوات المسلحة" لن تعبر دبابة من خلفي إلا على جثتي وجثة 100 واحد معايا " فظفر بنصر عظيم لقن فيه العدو درسا في الفداء والدهاء.

ومن بعد حرب أكتوبر عمل المشير على تحقيق الاكتفاء الذاتي للمؤسسة العسكرية فساهم بشكل كبير وفعال في تأسيس العديد من الشركات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية حتى لا يتحقق للقوات المسلحة المصرية الاعتماد على مواردها في وقت الحروب دون الحاجة لموارد البلاد وساهم المشروع في بناء العديد من الطرق والكباري في ذلك الوقت.

حرب الخليج
ومن حرب أكتوبر لحرب الخليج كان للمشير خطة اقتصادية في زيادة موارد القوات المسلحة فادخر في أموال الحرب التي دخلتها مصر في البنوك لزيادة موارد المؤسسة العسكرية ومن ارباحعا كافأ الضباط وصف الضباط المشاركين في حرب تحرير الكويت.

لم يكن مكتب المشير موصدا امام ابناءه من القوات المسلحة بل كان مفتوحا للضباط والصف والجنود، وكان مقدرا للحالات الإنسانية ودائم الدعم لابناءه والنصيحة والارشاد لقادة القوات المسلحة فى العديد من المناسبات.

مواقف وطنية في عهد مبارك
كان للمشير مواقف وطنية في حقبة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك وكان معارضا لفكرة بيع القطاع العام وساهم في بناء مصانع للاسمنت والحديد والعديد من المشروعات التي تخدم الصالح العام.

وكانت فكرة التوريث تؤرق المشير طنطاوي وكان يرى أن الشعب لا يستسيغ توراث السلطة ورجال الحزب الوطنى، وعارض بشدة تولي جمال مبارك للحكم، مما دفع الرئيس مبارك للاعتماد علي وزير الداخلية في ذلك الوقت حبيب العدلي ليرجحوا كفة وريثه بعد اعتراض المؤسسة العسكرية علي تولي جمال مبارك للحكم.

أحداث 25 يناير
وعندما اندلعت ثورة ٢٥ يناير في ٢٠١١ وبعد خطاب الرئيس مبارك، أعلن موقفه صراحه، فنزل فور الخطاب للشارع وداعب جندي أمام مبنى ماسبيرو قائلًا: "متخافش البلد مش هتقع احنا في ضهر البلد"، كرسالة مؤكدة أن القوات المسلحة تنحاز دائما وأبدًا للشعب المصري.

وبدهاء سياسي وعسكري استطاع المشير ان سحمي البلاد من فوضى كانت ستفتعلها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية فلم يتيح لهم الفرصة وسمح لهم أن يشنقوا أنفسهم بأيديهم خلال عام كان الشعب المصري فيه شاهدا على جرائمهم ومعتقداتهم التي تقوم على اللادولة.

المشير طنطاوي كان يرى في الرئيس السيسي في ذلك الوقت منذ كان مديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع انه شخص شريف ووطني من الدرجة الأولى لذلك دعمه بكل قوة جيناك تولي حقيبة وزارة الدفاع في ذلك الوقت وكان دائم المشورة للرئيس السيسي في العديد من المواقف في تلك الفترة.

القوات المسلحة فى تلك الفترة العصيبة التي مرت بها مصر منذ ٢٠١١ كانت تحصد نتاج ما زرعه المشير طنطاوي من وطنية واكتفاء ذاتي مما مكنها من القيام بواجباتها على أكمل وجه ممكن في فترة صعبة سقطت فيها جيوش وبلاد كثيرة في المنطقة منذ ثورات الربيع العربي.