كيف تصل الإمدادات إلى أفغانستان منذ استيلاء طالبان عليها؟

تقارير وحوارات

من أفغانستان
من أفغانستان


في ظل انهيار الاقتصاد والنظام الاجتماعي الذي تشهده أفغانستان وعقب إعلان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في منطقة آسيا والمحيط الهادي، سبتمبر الحالي، عن أن أفغانستان على شفا فقر شامل وأن ٧٢٪ من شعبها يعيشون تحت خط الفقر وما توقعته بشأن زيادة هذه النسبة حتى تصل إلى ٩٢٪ في منتصف العام المقبل، تبين "الفجر" كيف تصل المساعدات الإنسانية لأفغانستان في ظل حكم طالبان المستبد.

في البداية، أعلن منصور أحمد خان، السفير الباكستاني في كابول، أنه بعد مضي خمسة عشر يومًا من استيلاء طالبان على أفغانستان، عن تسلمه أول شحنة إمدادات لأفغانستان وصلت عبر مطار حامد كرزاي الدولي في كابول وسلمها إلى المسئولين الأفغانيين لوزارة الصحة العامة الأفغانية

وفي نفس اليوم أعلن عن وصول طائرات جوية تحمل إمدادات طبية من منظمة الصحة العالمية إلى مطار مزار الشريف الأفغاني.

وأعقب ذلك استجابة الولايات المتحدة الأمريكية للاحتياجات الناتجة عن الصراع والتي كانت تفاقمت بسبب الجفاف الشديد وجائحة كورونا حيث قدمت ما يقرب من ٦٤ مليون دولار كمساعدات إنسانية للشعب الأفغاني تمثلت في وصول شحنات غذائية طارئة وصحية للأشخاص ذوي الإعاقة وأفراد الأقليات العرقية والدينية وخدمات للمياه والصرف الصحي.

مساعدات للنازحين الأفغان:
وفي السادس والعشرين من أغسطس الماضي، بعدما استولت طالبان على أفغانستان في الخامس عشر من نفس الشهر وزاد الهلع بين المواطنين الأفغان مما دفع الكثيرين منهم إلى الخروج من أفغانستان، أطلقت المنظمة الدولية للهجرة في أفغانستان نداءات عاجلة جمعت خلالها ٢٤ مليون دولار لمساعدة مئات الآلاف من النازحين داخل البلاد.

وتشمل أولويات المنظمة حث الدول المجاورة لأفغانستان كأوزباكستان وإيران وباكستان على إبقاء حدودها مفتوحة للنازحين الأفغان حيث اضطر الآلاف منهم إلى الفرار من بلدهم.

وتشير الإحصاءات إلى أن المنظمة وفرت المأوى والمعونة ودعمت سبل الحماية للعيش في المناطق الحدودية في حالات الطوارئ لأكثر من مليون ونصف نازح أفغاني، وسنويًا والمنظمة الدولية تقدم المساعدات الإنسانية لألاف النازحين من الأفغان.

مقرر خاص في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة:
ومن جانبها أطلقت واشنطن قرارًا لتسهيل إيصال المساعدات لأفغانستان بما يتيح للحكومة الأمريكية والمنظمات غير الحكومية وبعض الكيانات الدولية تقديم مساعدات إنسانية للشعب الأفغاني ويتيح أيضًا التعاملات المرتبطة بتصدير المنتجات الزراعية والأدوية والمعدات الطبية.

ومن جهته، يعتزم الاتحاد الأوروبي أن يدفع خلال الدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة باتجاه تبني فكرة تعيين مقرر خاص معني بأفغانستان، وطالب الاتحاد الأوروبي ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن يطلق المجلس آلية لرصد انتهاكات حقوق الإنسان والأشخاص الأكثر تضررًا في على أرض أفغانستان.

كما نظمت المفوضية الدولية للأمم المتحدة، في الثالث عشر من سبتمبر الحالي، خطة للمساعدات عرضتها في مؤتمر جنيف الذي حضره رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووزير خارجية ألمانيا وعشرات من ممثلي الحكومات، لجمع أكثر من ٦٠٠ مليون دولار لأفغانستان.

مساعدات فردية:
وإلى جانب برنامج المانحين وفعاليات المفوضية الأوروبية في جمع المساعدات الإنسانية لأفغانستان تتوالى المساعدات الفردية من الدول العربية والغربية، فألمانيا بالإضافة إلى وصول مساعدتها في برنامج المانحين إلى ١٠٠ مليون يورو أعلن هايكو ماس، وزير خارجيتها، عن تخطيط ألمانيا لتوفير ٥٠٠ مليون يورو أخرى.

وقال ماس، لا بد من ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المعوزين الأفغان حتى لا تصبح البلد مكانًا يهدد العالم بالإرهاب.

وكما استضافت دولة الإمارات آلاف العائلات الأفغانية التي فرت منذ استيلاء طالبان على الحكم ووفرت لهم الرعاية، أرسلت الجمعة قبل الماضية، طائرة تحمل مساعدات طبية وغذائية إلى أفغانستان.

أيضًا سمحت الكويت بعبور أكثر من ١٥ ألف شخص من الأفغان ورعايا ٣٢ جنسية مختلفة من الدول الأخرى ممن تم إجلاؤهم مؤخرًا من أفغانستان وقدمت لهم المساعدات اللازمة.

وأعلنت الصين، الأسبوع قبل الماضي، عن اعتزامها إرسال مساعدات بأكثر من مليون دولار بما في ذلك ثلاثة ملايين جرعة من لقاحات كورونا وإمدادات غذائية.

وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعهدت كوريا الجنوبية، أول أمس، بالانضمام إلى الجهود الدولية لمساعدة أفغانستان في التغلب على الأزمة الاقتصادية.

وبحسب الإحصاءات، تكون الولايات المتحدة أكبر مانح إنساني منفرد لأفغانستان، حيث بلغت قيمة مساعداتها ما يقرب من ٣٣٠ مليون دولار خلال هذه السنة وحدها.