السفير الفلسطيني بالقاهرة لـ"الفجر": السيسي وعد فأوفى تجاه القضية الفلسطينية.. ونُريد حل سياسي يُنهي الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا (حوار)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

العدوان الغاشم الأخير على غزة خلق دعم دولي للقضية الفلسطينية

 

نريد حل سياسي شامل وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية

 

عملية سجن جلبوع انتصار لفلسطين وانتكاسة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية

 

ترامب أهدى القدس لإسرائيل.. وإدارة بايدن ترسل إشارات إيجابية للسلطة الفلسطينية

قال السفير الفلسطيني بالقاهرة دياب اللوح، إن القضية الفلسطينية كانت شبه متجمدة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، مؤكدًا أن حرب إسرائيل الأخيرة على قطاع تسببت في إيجاد دعم وظهير دولي للقضية الفلسطينية.

وأكد "اللوح"، خلال حوار خاص لـ" الفجر"، أن القيادة الفلسطينية أجلت الإنتخابات بسبب تأمين وضمان العملية الإنتخابية في القدس وإعطاء الفرصة لأبناء القدس للتصويت في الانتخابات، مشيرًا إلى أن ذلك السبب الرئيسي في تأخر الانتخابات لأن قيام ماراثون الانتخابات دون ذلك الشرط يعني الاعتراف بأن القدس أصبحت عاصمة لإسرائيل.

وإلي نص الحوار..

◄ كيف تري مستقبل القضية الفلسطينية خلال الفترة القادمة؟

- لا شك أننا نمر في مرحلة جمود سياسي عقب ما قامت به الإدارة الأمريكية السابقة من مخططات مع الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة نتنياهو هذه المرحلة تتطلب وضع قواعد ومفاهيم ضبط التحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني في هذه المرحلة التي أصيبت بالجمود وإحداث انفراجة جدية في المفاوضات مع إسرائيل تحت رعاية الرباعية الدولية من أجل بناء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن تكون هذه المفاوضات علي أساس المرجعيات والقرارات الدولية  ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والصراع العربي الإسرائيلي بصفة عامة وأيضًا علي أساس تجنب الضرر وبناءً السلام و رؤية حل الدولتين وأن الدولة الفلسطينية تتمسك بالمبادرة العربية للسلام ورؤية السيد محمود عباس للسلام في منطقة الشرق الأوسط، ونحن نعمل في هذه المرحلة علي أن تظل القضية الفلسطينية حية وناهضة وموجودة علي الأرض وأمام المجتمع الدولي، ولكن مع غياب الحل لهذه القضية، نحن نريد حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية وهو إنهاء الإحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة علي  خطوط 4 يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية و إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينية.

◄ هل ترى وجود تأييد دولي لفلسطين وبخاصة بعد أحداث غزة الأخيرة؟

- العدوان الغاشم التدميري الممنهج علي قطاع غزة وعلى أنحاء الضفة الغربية، خلق مناخ دولي  إيجابي مختلف عن سابقه  حيث أن قضية القدس وما حدث من عدوان في قطاع غزة كون جبهة دولية عريضة تدعم القضية الفلسطينية و حقوق الشعب الفلسطيني، وجدت أن هناك مطالبات عدة تطالب بحل الدولتين وذلك ظهر أثناء العديد مظاهرات في الدول العربية والأوروبية والأمريكية.

◄ كيف تري الدور المصري في القضية الفلسطينية خصوصاً في عهد الرئيس السيسي وجهود مصر في وقف حرب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟

- نحن نتقدم بالتهنئة إلي الحكومة المصرية والجيش المصري والشعب المصري بمناسبة اقتراب ذكرى حرب أكتوبر المجيدة ومما حققته مصر من نصر كبير ليس لمصر فقط ولكن للأمة العربية، نحن نقدر الدور المصري التاريخية في الكفاح الوطني الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، ونقدر دعم  الرئيس عبد الفتاح السيسي مشكورًا تجاه هذه القضية التاريخية وأيضًا كل الشكر والتقدير لسيادة الرئيس علي ما خصصه من منحة مالية تقدر 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة وتوجيهاته المباشرة لوقف العدوان على قطاع غزة و حفظ دماء الشعب الفلسطيني وكذلك توجيهاته لضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية واستعادة الوحدة الفلسطينية و وضع أقدامهم علي مرحلة جديدة.

◄ ما تقييمك لأزمة أسرى جلبوع منذ بداية هروبهم حتى القبض عليهم مرة أخرى.. وهل هذا يعني ضعف المنظومة الأمنية الإسرائيلية؟

- عملية الهروب من سجن جلبوع بكل المقاييس تعتبر انتصار إلي الحركة الوطنية الفلسطينية للأسري ويعتبر هزيمة وانتكاسة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية لذلك لقد شاهدنا كيف تم انتشر القوات الأمن المتعددة في إسرائيل، التي قد جن جنونها، وقامت بالبحث عن الأسرى 6 في منطقة جغرافية محددة حتي تم القبض عليهم، و العبرة في ذلك  ليس أن العملية لم تستكمل ولكن العبرة أن هذه العملية هي اختراق كبير وانتصار لفلسطين.

◄ ما رأيك في الدور المصري لفلسطين على مستوى إعادة الإعمار والمبادرات الاجتماعية السياسية خلال الآونة الأخيرة؟

- أتقدم بإسم الشعب الفلسطيني حكومةُ وشعبًا و باسم القوى السياسية الفلسطينية كافة  بالشكر إلي مصر الشقيقة الكبرى علي ما قدمته من تيسير إرسال قوافل الإغاثة العاجلة الطبية والإنسانية لإغاثة أهالينا و لأبناء شعبنا في قطاع غزة عقب هذا العدوان الممنهج التدميري علي قطاع غزة الذي دمر العديد من الأبراج و أيضا تدمير البنية التحتية و شل حركة قطاع غزة، لذلك نشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي علي مبادرته حيث كان أول من خصص 500 مليون دولار من أجل إعادة الإعمار في قطاع غزة وبالفعل تم ترجمة الأقوال إلي أفعال بشكل فوري وعاجل من خلال الفرق الهندسية التي ذهبت إلى قطاع غزة التي أزالت حطام المنازل المدمرة و قامت بعمل مسح هندسي لإعادة بناء تلك العمارات والأبراج السكنية التي دمرت علي أيدي العدوان الإسرائيلي وأيضا بناء مدن مصرية فيها كافة المرافق الحياتية الحيوية لتعويض المواطنين الفلسطينيين علي ما فقده من تدمير منازلهم في هذه الحرب وتأهيل الشباب الفلسطيني وهناك مشاريع يتم الإعداد إليها من قبل المهندسين المصريين لإنعاش الوضع الاقتصادي في قطاع غزة.

أما من الناحية السياسية فنحن نتحدث عن شراكة كاملة بين مصر و فلسطين والأردن وتم عقد القمة الثلاثية خلال الفترة الماضية في القاهرة وذلك بمشاركة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيد الرئيس محمود عباس وجلالة الملك عبدالله الثاني وجاءت هذه القمة تتويجاً لسلسلة من القاءات والمشاورات السياسية والتعاون  الإستراتيجي في كافة المجالات بين الدول الثلاثة؛ و لذلك نحن في غاية الشكر والتقدير لمصر علي ما قدمته إلي فلسطين.

◄ ما مصير الانتخابات في فلسطين.. هل ستظل مؤجلة أم تتوقع عودتها مرة أخرى؟

- الانتخابات العامة في فلسطين تم إصدار مرسوم رئاسي من السيد محمود عباس لإجراءها علي التوالي علي المستويات التالية وهي "المجلس التشريعية، و الرئاسة، و المجلس الوطني الفلسطيني" وتم تأجيل هذه الإنتخابات من أجل تأمين وضمان مشاركة مدينة القدس وأبناءها في هذه الانتخابات.

 وكما أكد السيد الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية اننا جاهزون لإجراء الإنتخابات العامة في فلسطين حال مشاركة أبناء مدينة القدس الشرقية فيها ترشيحا وتصويتا ودعاية انتخابية، وعدم الذهاب إلى الإنتخابات بدون القدس، وفي حالة الذهاب إلى الإنتخابات بدون القدس ذلك يعني تنفيذ صفقة القرن التي قام بها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب والتي أخرجت القدس من طاولة المفاوضات، وأعطت القدس هدية لإسرائيل  تم الاعتراف بها كعاصمة لدولة إسرائيل، وأكد الرئيس محمود عباس أنه سوف يقوم بإصدار مرسوم من أجل إجراء الإنتخابات ولكن بعد الحصول علي موافقة من إسرائيل لإجراءها و فتح باب الترشيح والتصويت والدعاية داخل القدس الشرقية.

◄ تقييمك لأداء إدارة بايدن في القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل؟


 

- لا شك أن هناك اختلاف نوعي بين إدارة الرئيس بايدن الجديدة  الإدارة الأمريكية السابقة، حيث صدرت إشارات إيجابية من الرئيس "بايدن" و من وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" التي أكدت علي إعادة وترميم العلاقة مع السلطة الفلسطينية وإعادة دعم وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا" وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية المحتلة وتمسك الإدارة الأمريكية بطرق حل الدولتين وذلك من خلال عملية سياسية جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبناء السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، واعتقدت القيادة الفلسطينية أن هذه الإشارات الإيجابية سوف يتم استغلالها بتعاون مع مصر والأردن  من أجل تحويلها إلي مبادرة حقيقة فعليه تؤدي إلي إنطلاق مفاوضات سياسية جادة مع إسرائيل وتكون ذات سقف زمني محدد تحت رعاية الرباعية الدولية.

◄ ما هو الحل الأمثل للقضية الفلسطينية من وجهة نظر سيادتكم؟

- الحل الأمثل للقضية الفلسطينية هو الاعتراف من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن والمؤسسات الدولية كافة وإسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الثابت والتاريخي وإقامة دولة مستقلة علي خطوط 4 يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لما يقرب من 6.5 مليون لاجئ ونازح فلسطيني في جميع أنحاء العالم لتأمين عودتهم إلى منازلهم التي خرجوا منها في عام 1948، ولذلك نحن نريد إنهاء الإحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين المحتلة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية و بالشعب الفلسطيني، فنحن شعب ودولة جزء من الأمة العربية والعمق العربية والشرعية الدولية وكل ما نطالب به هو أن يكون لدينا دولة مستقلة ذات سيادة كاملة خالية من المستوطنات الإسرائيلية والاحتلال الإسرائيلي، مثل شعوب العالم وأن نعيش بحرية وكرامة على أراضينا ونستفيد من مواردنا الطبيعية ونبني مؤسساتنا ونصبح دولة في مصاف الدول المتقدمة.

ولأن  نقبل بوجود دولة لغزة علي أرض سيناء المصرية و كما نحترم سيادة مصر الوطنية علي حدودها و لا نقبل بإقامة دولة بدون غزة و نريد دولة على خطوط 4 يونيو 67 باعتبارها وحده جغرافية واحدة تمثل الدولة فلسطينية، و إقامة هذه الدولة علي الأرض الفلسطينية وفاءً منا إلي الشهداء و الأسري و الجرحي الذين ضحوا من أجل هذا الوطن العزيز.