طارق الشناوي يكتب: منة شلبى.. جائزة (إيمى) ليست أبدًا بعيدة!

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي





في فيلم (تراب الماس)، استوقفني هذا المشهد، بعد علاقة جنسية مع عشيقها رجل الإعلام المنافق إياد نصار، اكتشفت أنه يصور ضحاياه أثناء الممارسة، فدست له السم، توجيهات المخرج مروان حامد لها أن تتطهر من الدنس، ومن الإحساس بالجريمة، أخذت حمامًا وكانت نظرات عينيها هى الومضة التى باحت بكل ما هو ساكن فى القلب.

مفتاح منة هو نظرة العين، وأظن أن هذه القدرة التعبيرية المذهلة، كانت وراء ترشيحها لأول مرة من قبل الهيئة المنظمة لـ(إيمى) كأفضل ممثلة لعمل تليفزيونى أجنبى، غير ناطق بالإنجليزية، عن دورها فى مسلسل (فى كل أسبوع يوم جمعة).



لا تستطيع أن تعزل حالة الفنان عن حال الفن، لا تملك منة أن تكتب أجندتها الخاصة، لا يوجد فنان فى مصر، إلا فيما ندر، يحدد على وجه الدقة خطواته القادمة، ولا حتى فيلمه القادم، الكل يعمل على طريقة من الفرن إلى الفم، وكأنه رغيف عيش يلتهمه، وهو ساخن، قبل أن يبرد أو يستحوذ عليه آخر!!

منة فى قائمة الفنانات اللاتى استطعن أن يعقدن حالة من الترقب بينهن وبين الجمهور، لم تصبح بعد نجمة شباك بالمعنى الصحيح للكلمة، لم تصل إلى المكانة التى تقنع شركات الإنتاج بأن لها جمهورًا سيقطع من أجلها تذكرة السينما، باستثناء ياسمين عبدالعزيز، لا يزال الطريق مليئًا بالأشواك. الشاشة الصغيرة تمنح نجمات هذا الجيل مساحة أكبر، وهكذا تصدرت منة الأسماء فى مسلسلى (حارة اليهود) و(واحة الغروب) إلا أنها بذكاء رفضت أن تصبح ورقة تليفزيونية دائمة.



بداخلها مساحة من التحرر الداخلى، لا تضع على مشاعرها محاذير خانقة بما يعرف بقواعد السينما النظيفة، تتلون ببساطة من دور إلى دور، البداية فى فيلم (العاصفة) 2001 لخالد يوسف، ولم يشعر بها أحد، والفيلم نفسه لم يحقق أى قدر من التماس الجماهيرى، كنت بعدها شاهدًا على ولادتها الفنية الحقيقية فى مهرجان (دمشق) نهاية نفس العام فيلم (الساحر) للراحل رضوان الكاشف، وهو آخر أفلامه أيضًا، رشحها محمود عبدالعزيز، بطل الفيلم، كانت «منة» فى الثامنة عشرة من عمرها، ووجدت الصحافة المصرية وعدد لا بأس به من الصحف العربية، فى «منة» فرصة للإعلان عن بزوغ فتاة تعتبر نموذجًا للإغراء، ولم أر ذلك، هى فنانة موهوبة تبحث عن نغمتها الخاصة، ثم قدمت مسلسل (أين قلبى) إخراج «مجدى أبوعميرة»، وتحت المظلة الجماهيرية لـ«يسرا» ونجحت فى لفت الأنظار.

تقدم «منة» واحدًا من أحلى الأفلام، (أحلى الأوقات) إخراج هالة خليل، وكان معها هند صبرى وحنان ترك، وهو من الأفلام التى عالجت بجرأة قضايا نسائية، وتكرر هالة قبل أربع سنوات الرهان عليها فى (نوارة).

المخرج يسرى نصرالله يمنحها البطولة مرتين (بعد الموقعة) 2012 والذى شارك فى مسابقة مهرجان (كان)، ثم (الماء والخضرة والوجه الحسن).

عندما تتلامس موهبة منة مع دور تجد أن كل طاقاتها الكامنة وقد استنفرت للتوهج.

(منة) نغمة شجية مبكية ومبهجة قادرة على التلون، مؤهلة بقوة لكى تُصبح نجمة شباك، على شرط أن تمتلك أيضًا القدرة على أن تقول لا لتلك الأفلام التى تحيل النجمة إلى مجرد (وردة فى عروة جاكتة النجم).

حطمت حاجز الترشح للجائزة وليس بعيدًا أيضًا أن تقتنصها.

[email protected]

المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).