حكاية أغنية.. "يا سيدي أمرك" هؤلاء هم الـ4 مطربين الذي غنى عبد الحليم حافظ بنفس أسلوبهم

الفجر الفني

عبدالحليم حافظ
عبدالحليم حافظ



حكاية أغنية اليوم مع واحدة من أغنيات العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وهي "يا سيدي أمرك".

كتب الشاعر فتحي قورة، للمطرب الصاعد وقتها، عبدالحليم حافظ، ذو الستة وعشرين ربيعًا مونولوجًا غنائيًا ليغنيه في هذا المشهد الشهير من فيلم "ليالي الحب" الذي يغني فيه "حليم" طوال الطريق إلى القسم أغاني "دقة قديمة" محاولًا إرضاء الرجُل المُغرم بالطرب القديم وقتئذ ليس لأن عبدالحليم مُغرمًا بالغناء القديم، وإنما لأنه لا يستطيع مخالفة أمر ورغبات الرجل الذي يستطيع أن يضع الحديد في يديه.

أما عن الأربعة مطربين الذين غنى حليم بنفس أسلوبهم فـا هم على النحو التالي:

سيد الصفتي
غنى "عبدالحليم" هذا المقطع من الأغنية بأسلوب الموشحات الأندلسية، مع تغيير في كلمات هذا الغصن من الموشح ليصبح ذا طابع ساخر، فبدلًا من "بالذي أسكر من عرف اللمى، كُل كأس تحتسيه وحبب. والذي أجرى دموعي عندما، عندما أعرضت من غير سبب".

في الموشح الأصلي، غنى حليم "بالذي أسكر من عرف اللمى، كان في حاله وجاتله بلوة من السما،والذي أجرى دموعي عندما، كان هيبعتني لأقرب محكمة"، ويُنسب هذا الموشح للشيخ سيد الصفتي، الذي عاش في مصر في الفترة بين 1867 و1939، وابتدأ حياته قارئًا للقرآن، ثم مدّاحًا للنبي، ثم انضم لبطانة موسيقيّ شهير وقتها هو الشيخ إبراهيم المغربي، الذي كان له الفضل في اكتشافه وذيوع صيته عندما لحن له العديد من الموشحات.

أم كلثوم
في المقطع التالي، كتب فتحي قورة معارضة متناهية القصر لقصيدة "وحقك أنت المُني والطلب"، للشاعر عبدالله الشبراوي، الذي كتب في قصيدته "وحقك أنت المُنى والطلب، وأنت المراد وأنت الإرب. ولي فيك يا هاجري صبوةٌ، تحيّر في وصفها كلُ صب".

بينما كتب قورة: "وحقك أنت المُنى والطلب، والله يجازي اللي كان السبب. ولي فيك يا والدي قصةٌ، تُغير مجرى حياة الطرب".

وتُعد هذه القصيدة التي لُحنت عام 1926 ثاني تعاون بين أم كلثوم والشيخ أبو العلا محمد، مُكتشفها وصاحب الفضل في تعريف الجمهور بها، بعد تعاونهما الأول في قصيدة "الصب تفضحه عيونه" للشاعر أحمد رامي قبلها بعامين.

منيرة المهدية
في المقطع الثالث من الأغنية، غنى "عبدالحليم" بأسلوب الطقطوقة الغنائية، وهي قالب غنائي خفيف لاهو موال ولا موشح، ويعتمد على تكرار لازمة غنائية بواسطة البطانة بعد كُل مقطع انتشر هذا القالب في النصف الأول من القرن العشرين.

ذكر مشاهدي الفيلم بالسلطانة منيرة المهدية، التي كانت قد اعتزلت الغناء في ذلك الحين بعد أن ظهرت أم كلثوم على الساحة الفنية واستحوذت على الأضواء، وتفرغت هي لرعاية حيواناتها المنزلية الأليفة.

وهي أول امرأة مصرية تقف على خشبة المسرح ضمن فرقة عزيز عيد، وغنت هذه الطقطوقة من ألحان محمد حلمي: "حبك يا سيدى غطى ع الكل، ارحم فؤادى يكفانى، والنبى ترحم".

بينما عارضها عبدالحليم في "ياسيدي أمرك" قائلًا: "حبك يا سيدي غطى ع الكُل، الكل يا روحي. يجعل نهارك زي الفُل، والورد ياروحي. خايف أقول على قد الشوق، لتطلع روحي" في إشارة لأغنيته "علي قد الشوق" التي غناها في نفس العام.

عبده الحامولي
وفي المقطع الأخير يُغني عبدالحليم بأسلوب "الدور الموسيقي"، ويتميز هذه القالب الموسيقي القديم بتكرار بيت بعينه بألحان مختلفة مشتقة من مقام موسيقي واحد، والعودة إلى اللحن الأول أخيرًا.

يُنسب هذا الدور الذي أحياه حليم في "ياسيدي أمرك" إلى الموسيقار المُجدد عبده الحامولي، الذي ولد في النصف الأول من القرن التاسع عشر وتوفي في العام الأول من القرن العشرين، غير أن أثره امتد لأكثر مطربي القرن العشرين حيث أدخل مقامات جديدة للموسيقى العربية، وكان أول من لحن القصيدة التقليدية مثل "أراك عصي الدمع".

تبارى في غنّاء دور "أنا قلبي عليك عليك قلبي" بأكثر من لحن، وعاد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ليغني "أنا قلبي عليك، عليك قلبي. كان فين دة يا ناس، ومتخبي، وبغني قديم وأنا إيه ذنبي أعمل إيه يانا يا غُلبي".

شارك في المقطع الغنائي بالمشهد الفنان محمد عبد القدوس، وهو هو والد الأديب إحسان عبد القدوس من زوجته فاطمة اليوسف، كما شارك فيه الفنان عبد السلام النابلسي.