تعرف على "متلازمة هافانا" التي تستهدف السفارات الأمريكية في العالم

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


تعرض الموظفون والدبلوماسيون الأمريكيون خلال 6 سنين الماضية، إلى حالة من الغموض بسبب "متلازمة هافانا" والتي استهدفت عدد كبير من السفارات الأمريكية في العالم خلال  الفترة الماضية، هافانا هي اسم المدينة التي تمثل عاصمة كوبا، ولكن كيف لعاصمة دولة أن تصبح اسما لمتلازمة تصيب البشر.. ظهرت المتلازمة لأول مرة في سفارة الولايات المتحدة في هافانا عام 2016.

عرفت هذه الأعراض بمتلازمة هافانا وذلك نسبة للعاصمة الكوبية هافانا، والتي كانت مسرحا لإصابة الدبلوماسيين بهذا المرض، ثم توالت بؤر الانتشار لاحقا لتشمل بلدان من بينها الصين وفيتنام وألمانيا، كما طالت مسؤولين كنديين، لتبدو بذلك ظاهرة أكثر عالمية.

من المعتقد أن هذا المرض كان أكثر استهدافا للأمريكيين، حيث شهد عدد متزايد من الدبلوماسيين وغيرهم من الموظفين الحكوميين، ومعظمهم من المقيمين في الخارج، مجموعة من الأعراض الغريبة عليهم.

بداية لغز متلازمة هافانا

كانت البداية حين تم الإبلاغ عن المتلازمه لأول مرة في عام 2016 عندما عانى موظف في السفارة الأمريكية في كوبا من الصداع وفقدان السمع ومشاكل في الذاكرة وأعراض أخرى.

سبق أن أفادت السلطات الأمريكية بأن حوالي 40 من دبلوماسييها في هافانا تعرضوا منذ نوفمبر 2016 لتأثير خارجي مجهول وصفته وسائل الإعلام بالهجمات الصوتية.

وفي سبتمبر 2017 خفضت واشنطن عدد موظفي سفارتها في هافانا بنسبة 60%، لكن لاحقا تم تسجيل مثل هذه الحوادث في كل من الصين وروسيا وحتى داخل الولايات المتحدة.

أعراض المتلازمة

أبلغ المصابون عن مجموعة من الأعراض التي شملت الدوخة والصداع والتعب والغثيان والقلق والصعوبات المعرفية وفقدان الذاكرة بدرجات متفاوتة الشدة، وفي بعض الحالات، اضطر الدبلوماسيون وضباط المخابرات لترك الخدمة الفعلية بسبب مضاعفات الحالة.

ويقول أحد المتضررون من المتلازمة إنهم يسمعون أصوات طنين قادمة من اتجاه واحد، ويشعرون بالضغط في رؤوسهم، واشتكى آخرون من الغثيان والدوار والتعب من بين أعراض أخرى.

ووجدت دراسة علمية أجريت على المتضررين في كوبا، نُشرت في عام 2018، أن الدبلوماسيين عانوا من شكل من أشكال إصابات الدماغ.

توصلت لجنة تابعة للأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم، في العام الماضي لتفسير أكثر منطقية كان "طاقة ترددات لاسلكية نابضة وموجهة".

أبلغوا كل الضحايا عن أصوات مزعجة وضغط عالي شعروا به في رؤوسهم، كانت التوقعات تدور حول هجوم بنوع غير معروف من الأسلحة الصوتية أو التي تستخدم الترددات المايكروية.

قدم كلا من البروفيسور ألون فريدمان المختص في دراسة أمراض الصرع في جامعة دالهوزي في كندا والدكتورة هيلينا بوتزمان المختصة بدراسة الأعصاب في جامعة بن غوريون إعداد دراسة دولية لمعرفة سبب هذه المتلازمه.

وأشارت نتيجة الدراسة أنه من المرجح أن متلازمة هافانا قد نشأت بسبب أزمة فيروس زيكا التي حدثت عام 2016 the Zika virus crisis ويعلق البروفيسور فريدمان "لقد أصبنا بالدهشة عندما وجدنا تضرر منطقةً معينةً من دماغ الضحايا وأن السبب قد يرتبط بفيروس زيكا".

اتهامات سخيفة

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن هناك "احتمالًا قويا جدًا" أن تكون المتلازمة قد نتجت عن عمل متعمد، وأشار إلى أن روسيا قد تكون وراءها، وهو ادعاء نفته موسكو.

وكان رد المخابرات الروسية على الاتهامات الموجهة إليهم بالانكار، حيث نفى رئيس المخابرات الروسية "سيرجي ناريشكين"، أن تكون أعراض متلازمة هافانا التي أصابت عناصر المخابرات الأمريكية CIA ظهرت في الخارج لدى موظفي ووكلاء المخابرات الروسية العاملين تحت إمرته، وفق ما ذكرت شبكة آر تي.

وقال رئيس المخابرات الروسية ناريشكين، خلال رده على سؤال بهذا الخصوص: "فيما يتعلق بسؤالكم، هل لدينا أي حالات من هذا القبيل، وهل تعرض عناصر الاستخبارات الخارجية الروسية لمثل هذا التأثير في أي بلد كان - لا لم يحدث ذلك".