أول حوار لمفتي الجمهورية بعد التجديد: خرجنا عشرات المفتين تولوا مناصب رسمية في بلادهم

أخبار مصر

مفتي الجمهورية في
مفتي الجمهورية في حواره مع الفجر


سلام لدراسات التطرف.. مركز بحثي وعلمي يعالج مشكلات التشدد والتطرف
إطلاق التَّطْبِيقِ ِّ العَالَـمِيِّ لِلْفَتَاوَى FatwaPro لخدمة المجتمعات المسلمة 
أنشانا وحدة للفتاوى الصوتية القصيرة المصحوبة بالرسوم المتحركة "موشن جرافيك"
إنشاء حساب على التيك توك لنشر الفتاوى الصحيحة بالفيديو

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن مركز سلام لمواجهة التطرف الذي أسسته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء العالمية يسعى إلى العمل على عدة أصعدة وبآليات متنوعة يأتي في مقدمتها إعداد الدراسات والبحوث وتقديرات الموقف، حيث سيقوم المركز بإعداد وتقديم عدد من الدراسات والتقارير العلمية المعدة وفق الأسس العلمية والمنهجية السليمة والمعترف بها في المحافل الدولية والأكاديمية، إيمانًا من الأمانة بأن مواجهة التشدد والتطرف والقضاء عليه لا يكون بمعزل عن مواجهة الأفكار والأطروحات التي يستند إليها الفكر المتشدد والداعون له، وهو ما يتطلب إعداد الدراسات العلمية والبحثية في مختلف القضايا والموضوعات الهامة والمتعلقة بتجفيف منابع التطرف والقضاء عليها. 

وأضاف مفتي الجمهورية، في أول حوار  له مع الفجر بعد قرار رئيس الجمهورية باعتبار دار الإفتاء مؤسسة ذات طبيعة خاصة والتجديد للدكتور شوقي علام لمدة عام، أن قرار التجديد في فكر الرئيس السيسي كما هو في فكر أكابر علماء الإسلام مشروع قومي شامل يشترك فيه جميع أبناء الوطن كل من موقعه وبما يملكه من موهبة وعمل وإتقان، فالعالم والفنان والمهندس والطبيب والصحفي والمعلم والعامل...إلخ شركاء في هذه المشروع الوطني الشامل. 

وإلى نص الحوار... 
بعد قرار التجديد لفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية.. ما الخطة المستقبلية للدار من مشروعات؟ 
دار الإفتاء المصرية لديها الكثير من المشروعات التي لا تنضب سعيًا لإثراء الحقل الإفتائي في الداخل والخارج، وتستشرف بها الدار والأمانة  العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ما هو منتظر منها في المستقبل من خطط طَموحه ومشروعات واعدة وفعاليات دولية وإصدارات علمية، وكل ما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، ويمنع نشر الأفكار الإرهابية المتطرفة، ويعزز مسيرة العمل الوطني، فقد شهد العالم خلال العامين المنصرمين تحولاتٍ جذريةً في المفاهيم والسياسات والإجراءات نتيجةَ اجتياح فيروس كورونا المستجد، وتلك الأزمة أجبرت الجميع على ابتكار حلول جديدة لمواكبتها، وكان من أهمها التوسع في استعمال التكنولوجيا الرقمية بوسائلها المختلفة وهو الأمر الذى نعمل عليه على نطاق واسع، ومن أجل دعم التعاون والتكامل فيما بين المؤسسات الإفتائية على مستوى العالم أصدرنا وثيقة التعاون والتكامل الإفتائي التي وقع عليها عدد من الدول الأعضاء لدى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، كما أطلقنا مركز سلام لدراسات التطرف وهو مركز بحثي وعلمي لإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، يرتكز على مناهج وسطية إسلامية ويعالج مشكلات التشدد والتطرف الخاصة بالمسلمين حول العالم، ويقدم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة الآخذة في الزيادة، ومحاربتها والقضاء عليها، آخذًا بعين الاعتبار الخصوصيات المرتبطة بتنوع الحالات وتعددها، واختلاف المناطق والبلدان، كذلك نستعد لإطلاق التَّطْبِيقِ الإِلِكْتُرُونِـيِّ العَالَـمِيِّ لِلْفَتَاوَى FatwaPro وهو تطبيق إفتائي يخدم المجتمعات المسلمة ويظهر صحيح الدين ووسطيته، حيث يواجه المسلم في المجتمعات المسلمة في الخارج عددًا غير محدود من المشكلات والضغوط في كل جوانب حياته اليومية. 

كذلك أطلقنا موسوعة المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية وهى موسوعة تدعم التطبيق الأمثل للإفتاء على المستويين المهارى والمؤسسي؛ وتستهدف الأمانة العامة من ذلك أن يكون «علم الإفتاء» قسمًا مستقلًّا من علوم الشريعة فى الكليات المعنية بدراساتها؛ جامعًا بين التنظير والتطبيق؛ يخرِّج للأمة الإسلامية النماذج المشرفة من علماء الإفتاء ومن المفتين؛ علماء ومفتين يفيدون ممن قبلهم ويسايرون حركة التطور المعرفي والعملي للبشرية؛ لتظل الصلاحية لكل زمان ومكان سمة مميزة للدين الإسلامي؛ ولتكون هذه المعلمة نقطة انطلاق لمعالجة ما يعتور الفتوى من إشكالات في الكثير من بلدان العالم الإسلامي. 

الأطفال من هم في أعمار صغيرة والمراهقون ممن هم في أعمار الـ18 عاما وأقل.. هل لهم نصيب من المشروعات المستقبلية للدار لتوعيتهم؟ 
بالتأكيد لا نغفل تلك الفئات، ومن أجل ذلك قمنا بإنشاء وحدة للفتاوى الصوتية القصيرة المصحوبة بالرسوم المتحركة "موشن جرافيك" واستخدامها في الرد على الأفكار المتطرفة بطريقة سهلة وجذابة، ويعد ذلك استمرارًا لمجهودات دار الإفتاء المصرية في حربها ضد الفكر المتطرف بكافة الوسائل الحديثة، واستجابة للدعوة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتصحيح مفاهيم الخطاب الديني. 

وتعمل الدار عبر الوحدة على عرض الأفكار المغلوطة التي ترددها جماعات الظلام ثم الرد عليها ودحضها بطريقة ميسرة عن طريق تقديم المعلومات والفهم الصحيح عبر تقنيات الرسوم المتحركة، بهدف ايصالها بشكل مبسط لكافة الأعمار، والوحدة متخصصة لإنتاج أفلام رسوم متحركة لبلورة ردود قصيرة على دعاة التطرف والإرهاب في قوالب تكنولوجية حديثة تمكنها من الوصول إلى الشرائح المتعددة داخل المجتمع، وترد على الدعاية المضادة والمضللة من جانب الجماعات المتطرفة التي تنشط في مجالات التكنولوجيا والتصوير. 

قضية الوعي وتجديد الخطاب الديني.. مرارًا وتكرارًا تحدث فيهم الرئيس..هل هناك خطة جديدة لهذه القضايا التي تشغل بال القيادة السياسية؟ 
قضية بناء الوعي هي القضية الأهم في مرحلتنا الراهنة، فعدم الوعي والغفلة ثغرة كبيرة تنفذ منها الجماعات الظلامية بترويج الشائعات الكاذبة والأفكار المغرضة المغلفة بغلاف رقيق من التدين المفتعل الزائف أو الأيدولوجيات المصطنعة، وبغير صناعة وعي صحيح وبناء عقول ناضجة ونفسيات متزنة لا يمكن أبدا أن تمضي مسيرة الوطن نحو التنمية الشاملة وبناء مصر الحضارة بلا معوقات، وأكبر معوق وأعظم عقبات التنمية الشاملة هو المواطن الذي سلم عقله وفكره بلا وعي لمروجي الأكاذيب والشائعات الذين لا هم لهم إلا وقف هذه المسيرة التاريخية الاستثنائية التي يقودها الرئيس السيسي مسابقا عقارب الساعة لوضع مصرنا العزيزة في مكانتها الحضارية والعمرانية والتكنولوجية التي تليق بها، ومتى زاد وعي المصريين بخطورة ما يجري حولهم وما يدبر لهم من مكائد بواسطة الإعلام الإخواني الإرهابي، استطاع أن يدرك أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي تسعى لبناء الإنسان المصري فكرا ووعيا وسلوكا وعلما وعملا وصحة وتعليما ومعيشة بناء صحيحا على أسس علمية وإنسانية وأخلاقية ودينية صحيحة. 

والتجديد في فكر الرئيس السيسي كما هو في فكر أكابر علماء الإسلام مشروع قومي شامل يشترك فيه جميع أبناء الوطن كل من موقعه وبما يملكه من موهبة وعمل وإتقان، فالعالم والفنان والمهندس والطبيب والصحفي والمعلم والعامل...إلخ شركاء في هذه المشروع الوطني الشامل. 

دخول دار الإفتاء على تطبيق التيك توك لقي جدلا كبيرا على السوشيال ميديا.. كيف واجهتم ذلك؟ 
جاء سبب إنشائنا هذا الحساب، من أجل مزيد من الوعي والتواصل الفعّال ونشر المفاهيم الدينية الصحيحة، فالوعى الصحيح يطرد الأفكار المزيفة، ونحن نهدف من خلال الحساب إلى نشر الفتاوى الصحيحة بالفيديو، بهدف الوصول لعدد أكبر من الجمهور لنشر المفاهيم الدينية الصحيحة، وبصفة عامة فإن مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير للغاية وخاصة مع انتشار الهواتف الذكية، ولها تأثير على عقلية وثقافة الناس، ولن يكون من الإحسان الإحجام عن المشاركة في تلك المواقع بشكل عام، حيث لاحظنا وجود فتاوى صوتية يتم بثها عبر هذا التطبيق وأصبح من الضرورة بمكان العمل على مواجهتها بشكل عملي. 

دار الإفتاء تصدر مجلة "Insight" باللغة الإنجليزية.. ما رسائل وأهداف هذه المجلة؟ 
نهدف من خلال مجلة "Insight" الرد على مجلة "دابق" ورومية التي يصدرها تنظيم "داعش" الإرهابي باللغة الإنجليزية، فمن خلال هذه المجلة الإلكترونية نقوم برصد مجلة "داعش" والرد على ما تقوم ببثه من أفكار متطرفة، وفَهَمٍ منحرف للنصوص الدينية، وتقوم بتفكيكه والرد عليه بمنهجية وأسس علمية منضبطة حتى لا نترك الساحة أمام هؤلاء المتطرفين لبثِّ سمومهم الفكرية. 

ونهدف أيضًا من خلال المجلة إلى تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة حول الإسلام وقضاياه، وتناولنا من خلال العدد الأخير تصحيح الفهم وبناء الوعي حول القضايا المتعلقة بحقوق المرأة في الإسلام، وتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة والصور النمطية المشوهة حول المرأة في الإسلام، من أجل إحداث حالة من اليقظة عن قضايا حقوق المرأة في المجتمع، وإعطاء القراء فهمًا مبسطًا حول حقوق المرأة التي أقرها الإسلام قبل أكثر من 1400 سنة، ولدعم الضحايا والناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي. 

الكثير من اللغط يحدث بسبب تواريخ وبدايات الشهور الهجرية... وقعتم مذكرة تعاون مع المعهد القومي للبحوث الفلكية، ما أوجه التعاون معه؟ 
جاء توقيع مذكرة تعاون بين دار الإفتاء والمعهد لتنسيق التعاون العلمي فيما يخص رؤية الأهلة ورصدها بما يحقق إحياء السنة النبوية على ضوء الاتجاهات والاهتمامات البحثية المشتركة لكل من الطرفين، وضمت مذكرة التفاهم الاتفاق على تقديم الاستشارات في مجال الحسابات الفلكية اللازمة لتحديد إمكانية رؤية الهلال الجديد بعد غروب شمس يوم 29 من كل شهر هجري (يوم الرؤية) وذلك في العديد من محافظات الجمهورية وبلدان العالم العربي والإسلامي. 

كما شملت كذلك التعاون في رؤية أهلة بدايات الشهور الهجرية على مدار العام بما يخدم الناحية الشرعية، وتدريب الكوادر من العاملين بدار الإفتاء المصرية على استخدام الأجهزة المستخدمة في رصد الأهلة وكيفية إجراء عملية الرصد، بالإضافة إلى عقد الورش واللقاءات العلمية لدراسة الحركة الديناميكية للقمر والعوامل التي تؤثر فيها ومقارنتها مع أطواره على مدى الشهر وتأثيره على الأرض. 

وتم الاتفاق على قيام المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بتوفير عدد من نسخ الدليل الفلكي الذي يقوم بإصداره في كل عام في بداية كل عام هجري باللغتين العربية والإنجليزية لدار الإفتاء المصرية، وكذلك تذليل العقبات التي قد تشكل عائقًا في أثناء رصد الأهلة، بالإضافة إلى تسهيل وتوفير أجهزة ووسائل الرصد وتدريب الكوادر. 

مركز سلام لمواجهة التطرف.. حدثنا عن هيكله التنظيمي وهل سيكون من أعماله أيضا تدريب الأجانب والعرب ليكون مركزا دوليًا؟
المركز يسعى إلى العمل على عدة أصعدة وبآليات متنوعة يأتي في مقدمتها إعداد الدراسات والبحوث وتقديرات الموقف، حيث سيقوم المركز بإعداد وتقديم عدد من الدراسات والتقارير العلمية المعدة وفق الأسس العلمية والمنهجية السليمة والمعترف بها في المحافل الدولية والأكاديمية، إيمانًا من الأمانة بأن مواجهة التشدد والتطرف والقضاء عليه لا يكون بمعزل عن مواجهة الأفكار والأطروحات التي يستند إليها الفكر المتشدد والداعون له، وهو ما يتطلب إعداد الدراسات العلمية والبحثية في مختلف القضايا والموضوعات الهامة والمتعلقة بتجفيف منابع التطرف والقضاء عليها. 

بالإضافة إلى إعداد الدراسات المستقبلية المتعلقة بتحديد بؤر التطرف المتوقعة، سواء في الواقع الفعلي أو الافتراضي، واقتراح الإجراءات والخطوات الواجب اتخاذها حيالها. 

كما سيعمل كذلك على عقد ندوات وورش عمل ومؤتمرات علمية للخبراء والباحثين في مجالات التشدد؛ وذلك بهدف تبادل الخبرات والمعارف اللازمة لمواجهة الظاهرة، والتواصل مع مختلف الخبراء والمتخصصين في هذا المجال لمواكبة التطورات والتغيرات الجارية في هذا المضمار. 

كذلك سيعمل على التشبيك مع مراكز الأبحاث والمنظمات العامة المهتمة بالتطرف حول العالم، وترسيخ هذا التعاون ليكون نواة لتكامل مؤسسي في مكافحة التشدد، وبداية فعلية لوضع مناهج وأدوات لمعالجة المشكلات المرتبطة بالتشدد والتطرف. 

والمركز سيقوم بإعداد نموذج عام لمواجهة التشدد والتطرف في مختلف المناطق، حيث تسعى دار الإفتاء من خلال مركز سلام لأن تقدم نماذج علمية واستراتيجية لعلاج ظاهرة التشدد وتحديد أنجع السبل للتعامل معها والتقليل من خطرها، وقد أعدت الأمانة حصرًا لكافة المؤسسات والمراكز البحثية العاملة في مجال مكافحة التشدد والمجالات القريبة والمشابهة، لتحديد نقاط التكامل وعناصر التفرد والتميز. 

كم عدد الدول الإفريقية التي تحتاج لخبرة وجهود دار الإفتاء في تدريب أئمتها ومشايخها على الفتوى؟ 
إعداد جيل جديد من المفتين على قدر كبير من التأهيل والفهم للنصوص الشرعية والقدرة على إنزالها على الواقع يأتي على رأس أولويات دار الإفتاء المصرية منذ سنوات، إيمانًا منها بأن التأهيل والتدريب وربط العلوم الشرعية بالعلوم الحديثة وفهم الواقع فهمًا رشيدًا هو السبيل الأمثل لضبط الخطاب الإفتائي وتجديده بما يتماشى مع الواقع المعاصر؛ مما يدعم استقرار المجتمعات. 

والدار اهتمت منذ سنوات اهتمامًا كبيرًا بتدريب وتأهيل المفتين، سواء في مصر أو خارج مصر؛ وذلك لخلق جيل جديد من المفتين قادر على إدراك الواقع وفهم النصوص الشرعية فهمًا رشيدًا ومستنيرًا لإصدار الحكم الشرعي الصحيح، خاصة في النوازل والمستجدات التي نواجهها الآن، حيث تخرج عشرات المفتين بعضهم تولوا مناصب إفتائية رسمية في بلادهم. 

وتم خلال عام 2019 تخريج 17 إمامًا من دول إفريقية متنوعة بعد تدريبهم على مهارات الإفتاء ومواجهة الفكر المتطرف، وتم مراعاة تمثيلهم لجميع بلدان القارة السمراء، مثل: أوغندا وتنزانيا، وغانا، وأفريقيا الوسطى، وتشاد، وتوجو، والنيجر، وكوت ديفوار، وغينيا، وبوركينا فاسو، والسنغال، وجنوب إفريقيا، وكينيا، والكاميرون، وبنين، وأثيوبيا. 

ودار الإفتاء المصرية حريصة أشد الحرص على مد يد العون إلى الدول الإفريقية الشقيقة حيث تمثل إفريقيا أمنًا قوميًّا لمصر، عبر نشر المنهج الوسطي الإسلامي الذي يعد حصنًا منيعًا أمام الفكر المتطرف الذي بات يهدد الجميع، مؤكدًا أن الدار والأمانة ستعملان بكل إمكاناتهما من أجل تفعيل التواصل واستمراره مع الخريجين ومؤسساتهم. 

تدريب المفتين عن بعد.. ما هي آخر الدول التي تعاونتم معها في هذا الأمر؟ 
أعلنا في ختام المؤتمر العالمي السادس للإفتاء الذي عقدناه مؤخرًا  تحت عنوان: "مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي"، تخريج دفعة جديدة من أئمة وعلماء روسيا الاتحادية تحت عنوان "صناعة الفتوي"، وذلك من خلال برنامج شمل إعداد وتأهيل 21 إمامًا متدربًا من الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية لمدة 20 مجلسًا بمعدل 2 مجلس تدريبي يوميًا، حيث ترى الأمانة العامة أن كل محاولة للخروج من ظاهرة فوضى الفتاوى بعيدًا عن تأهيل الكوادر الإفتائية تعد نوعًا من أنواع إهدار الموارد وتشتيت جهود الدول عن الوجهة الصحيحة. 

ويعد هذا البرنامج التدريبي انطلاقة لعلاقة ممتدة بين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والمشاركين، كما تهدف إلى تنمية المهارات الإفتائية لدى المشاركين ليكونوا أكثر قدرة على خدمة بلادهم في هذا المجال، إلى جانب تزويد المتدربين بالمهارات اللازمة ليكونوا قادرين على ممارسة الفتوى مع الالتزام بالمنهج الوسطي، والاستفادة من خبرة دار الإفتاء المصرية في صناعة الإفتاء وإدارة شئونه. 

وجاء هذا البرنامج التدريبي في إطار التعاون المشترك بين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، حيث وقِّع الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- والشيخ: راوي عين الدين رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا- مذكرة تفاهم وتعاون بين الأمانة ومجلس شورى المفتين لروسيا، وهذا في إطار رغبة الطرفين في تفعيل العمل المشترك في جميع مناحي العمل الإسلامي الفقهي والثقافي والتعليمي والعلمي؛ بخاصة في ما يتعلق بتدريب المفتين ورفع مستوياتهم العلمية والمعرفية.