بعد قتل زعيم اللاجئين الروهينجا.. أبرز مواقف التعدي على مسلمي ميانمار

تقارير وحوارات

مسلمو الروهينجا
مسلمو الروهينجا


أصبحت كل المواثيق الدولية التي تعهدت بحماية حقوق الإنسان حبرا على ورق، وظل العمل الجبري، والاتجار بالبشر، وعمالة الأطفال، مواقف شائعة في ميانمار، مما دفع مئات الآلاف منهم للهروب إلى تايلاند وبنغلاديش، وتقاعست القوى الدولية الكبرى بشأن أزماتها وجرائمها، وسترصد "الفجر" أبرز مواقف التعدي علي مسلمي ميانمار.

ميانمار
بلد يحيطها الصين وتايلاند شرقا والهند غربا، يبلغ عددهم نحو مليون نسمة ويعيشون في ولاية "راخين" الساحلية الغربية، المسلمون فيها حاليا هم أقلية لا تتجاوز نسبتهم 4% مقابل 90% للبوذيين، مع نحو 4% من المسيحيين و1% من الهندوس و2% من الديانات الأخرى.

محب الله زعيم اللاجئين الروهينجا
ذكر مسؤول في الشرطة البنغالية، أن مجهولين فتحوا النار على زعيم بارز للاجئي الروهينجا، ما أسفر عن مقتله بمخيم في بنجلاديش.

قُتل "محب الله" زعيم اللاجئين الروهينجا، وهو مدرس تحول إلى ناشط حقوقي، وظهر كزعيم للاجئين من الروهينجا ومتحدثًا باسم اللاجئين.

ذهب الرجل البالغ من العمر 50 عامًا إلى بنجلاديش عام 2017 عندما فر حوالي 700 ألف لاجئ من ميانمار وسط أعمال عنف ارتكبها الجيش.

وفي عام 2019، مثل محب الله اللاجئين في زيارة إلى البيت الأبيض لحضور اجتماع مع رئيس الولايات المتحدة آنذاك دونالد ترامب عن الحرية الدينية؛ حيث تحدَّث عن المعاناة والاضطهاد الذي يواجهه مسلمي الروهينجا في ميانمار لكنه تعرَّض لانتقادات شديدة من قِبل وسائل الإعلام البنغالية في نفس العام بعد أن قاد مسيرة حاشدة ضمت 200 ألف لاجئ لإحياء الذكرى السنوية الثانية لحملة القمع التي شنها جيش ميانمار.

مذابح المسلمين
كانت أول مذبحة عامة في ميانمار كان في عهد الملك باينتوانغ في القرن السادس عشر الميلادي، بعد أن استولى على ولاية باغو في عام 1559، وأجبرهم على تغيير دينهم بالقوة، ومنع عيد الأضحى وذبح الأضاحي من الماشية، كما حظر ممارسة الذبح الحلال للدجاج والمواشي بسبب التعصب الديني، وأجبر بعض الرعايا للاستماع إلى الخطب والمواعظ البوذية.

بين عامي 1782 و1819، في حكم الملك بوداوبايا، قبض على 14 من أئمة ميانمار المسلمين في ولاية مييدو وقتلهم في العاصمة أفا بعد رفضهم أكل لحم الخنزير.

بداية الاشتباكات
في عام 2012، منذ حوالي تسع سنوات ماضية، اندلعت الاشتباكات بسبب واقعة اغتصاب وقتل سيدة بوذية بإقليم راخين، كما جرى اعتقال ثلاثة مسلمين من طائفة الروهينجيا بعدما اتهموا بارتكاب تلك الجريمة، ودفع نشطاء بوذيين لحرق منازل مسلمين.

في عام 2018، هرب أكثر من 14.500 من الروهينجا إلى بنغلادش، فرارا من الاضطهاد والعنف المستمرين في ميانمار، لينضموا إلى نحو مليون آخرين فروا في2017 والسنوات السابقة في مخيمات مؤقتة ومكتظة، أشار فيها اللاجئون إلى استمرار انتهاكات قوات الأمن في ميانمار، من عمليات القتل وحرق المباني المتعمد والإخفاء القسري والابتزاز والقيود الشديدة على الحركة ونقص الغذاء والرعاية الصحية. كما أبلغوا عن عنف جنسي واختطاف نساء وفتيات في القرى ونقاط التفتيش على طول الطريق المؤدي إلى بنغلادش.


شاهد مسلمو الروهينجا طيلة 2018، انتهاكات خطيرة من قوات الأمن في ميانمار، مما عمق الكارثة الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان في ولاية راخين، وفر بسببها أكثر من 730 ألف من الروهينغا إلى بنغلادش المجاورة منذ أن بدأت الحملة العسكرية للتطهير العرقي في أغسطس 2017، وتعرضت النساء والفتيات النازحات داخليا بشكل خاص للاستغلال والاعتداء الجنسيين، فما زال الاتجار بالنساء والفتيات يمثل مشكلة خطيرة في ولايتي كاشين وشان الشمالية، حيث أصبحن بفعل الصراع واليأس الاقتصادي عرضة للاستدراج إلى الصين في ظل وعود زائفة وبيعهن كـ "عرائس"، ولم تتخذ حكومة ميانمار خطوات كافية لمنع الاتجار بالبشر أو استرداد الضحايا أو تقديم الجناة إلى العدالة.

في عام 2016 شهد تحول خطير، بقيام جماعة من المتمردين من الروهينغا بسلسلة هجمات في ولاية راخين نتج عنها مقتل 9 ضباط شرطة، ما دفع السلطات إلى الرد بعملية تطهير شاملة، فقطعت المساعدات الإنسانية ومنع وصول المؤسسات الإعلامية المستقلة إلى راخين.

أما في عام 2017، بلغ اضطهاد المسلمين ذروته، حيث دفعت الحملة العسكرية العنيفة التي شنتها السلطات ضدهم، أكثر من 720 ألفًا من الروهينغا إلى الفرار عبر الحدود إلى بنغلادش المجاورة، وشددت الأمم المتحدة على أن ما جرى ضد مسلمي الروهينجا ينطبق عليها وصف "الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب"، واعتبرت أنها "مثال نموذجي للتطهير العرقي"، ورغم فشل بعثتها في دخول البلاد وإحصاء حجم الخسائر، أكدت الأمم المتحدة أن قتلى الروهينجا تخطوا عدة آلاف.


تدمير البيوت
من يناير إلى مارس 2018، دُمرت 34 قرية على الأقل في ميانمار بشكل كامل أو جزئي، ليصل إجمالي عدد القرى التي تقطنها غالبية من الروهينجا والتي دمرت في الفترة ما بين أغسطس 2017 ومارس 2018 حوالي 392، معظمها حرقا، كما استولت الحكومة على عشرات قرى الروهينجا ودمرتها بالجرافات، ما أدى إلى تدمير الأدلة على ارتكاب جرائم، وبدأت السلطات أعمال بناء في القرى المدمرة، بما فيه قواعد جديدة لقوات الأمن.