بالذكاء الاصطناعي.. كيف تحد "السكة الحديد" من حوادث القطارات؟ (فيديو)

أخبار مصر

 الماكينة
الماكينة


بعد سنوات عانى فيها قطاع السكة الحديد من إهمال، خلف حوادث قطارات أزهقت الكثير من الأرواح، قررت الدولة اتخاذ خطوات جادة لتطوير هذا القطاع، لنشهد دخول عدد من الوحدات المتحركة على أحدث الطرازات، وتحديث نظم الإشارات الكهربائية الخاصة بتحويلات السكة، وأخرها شراء ماكينة فحص على أحدث النظم التكنولوجية.

مع وصول تلك الماكينة ودخولها الخدمة حظيت بأهمية كبيرة، لدورها في الارتقاء بالبنية التحتية وإنشاء خطوط سكة حديد تحقق معدلات الأمان والسلامة أثناء المسير، لقدرتها على فحص السكة وكشف عيوب القضبان وتقديم تحليلات لوضع برامج صيانة تحد من حوادث القطارات.

دوافع شراء ماكينة الفحص النمساوية

ويوضح المهندس إسماعيل عبدالعال البحيري، رئيس الإدارة المركزية لهندسة السكة قطاع البنية الأساسية، أن شراء تلك الماكينة يأتي ضمن خطة الهيئة لتزويد متخذ القرار ببيانات دقيقة عن خطوط السكة الحديد، لوضع برامج صيانة سليمة تحقق أعلى معدلات السلامة والاتزان للقطارات، وتحد من الحوادث.

ويستطرد إسماعيل البحيري المواصفات الفنية للماكينة، وهي القدرة على قياس عناصر السكة باستخدام خاصية الليزر دون الحاجة للتلامس مع القضبان على سرعة مسير 120 كم الساعة، وكذلك فحص القضبان باستخدام الموجات الصوتية على سرعة 50 كم الساعة.

ويضيف رئيس هندسة السكة أن تلك المواصفات الفنية تمكن الهيئة من فحص شبكة السكك الحديدية على مستوى الجمهورية كل 3 أشهر، لمتابعة الخطوط بشكل مستمر، وإصلاح مشاكلها أول بأول، ما يقلل من تكلفة الصيانة ويحد من تفاقم المشكلة.

استخدام الماكينة للذكاء الاصطناعي


ما يميز ماكينة فحص السكة الجديدة عن نظائرها الموجودة حاليا بالخدمة هي أنظمة الفحص والقياس الحديثة واستخدامها الذكاء الاصطناعي في قراءة وتحليل بيانات الفحص، ومقارنتها بقاعدة بيانات لمواصفات فنية عالمية مدرجة بها.

ويقول إسماعيل البحيري إن الماكينة تقسم الخطوط في قياسها وفقا لسرعة القطارات على الخط ودرجته "أولى أم ثانية أم ثالثة"، لتوفر تقريرا مفصلا عن المناطق التي تحتاج تدخلا سريعا وأخرى قابلة للتأجيل وثالثة لا تطلب صيانة.

ويشير إلى أن خاصية الذكاء الاصطناعي للماكينة جعل دور العنصر البشري في عملية الفحص مقتصرا على التشغيل وتحديد المواصفات الفنية للخط والمطلوب قياسها وتحليلها.

عيوب ماكينات الفحص القديمة

من مهام ماكينة الفحص الجديدة قياس عناصر السكة، وهي استقامة كل قضيب وربط بياناته بالآخر، وقياس فرق المنسوب بين القضيبين، ومعامل الاستواء، واتساع القضيب، وكذلك الفروقات بين القضيبين على مستوى الخطوط المستقيمة والمنحنيات.

ويقول رئيس هندسة السكة إن تلك العناصر يتم قياسها باستخدام الليزر، فيما تعمد خاصية الموجات الصوتية إلى فحص القضبان، للتأكد من سلامتها وعدم وجود أي عيوب "شروخ أو كسر" بداخلها.

ويضيف أن الماكينة تقوم على فحص السكة دون الحاجة للتلامس مع القضبان، ما يحقق معدلات قياس أسرع وأدق مقارنة بالماكينات الحالية التي تعتمد على التلامس مع القضبان عبر معدات "التروليات" ينتج عنها مشاكل أثناء الفحص.

ويوضح أن الماكينات السابقة كانت تقيس على سرعة مسير 35 كمالساعة، وتتطلب وقف حركة القطارات على الخط، ما ينتج عنه بطء عملية الفحص، إضافة إلى التحديات التي كانت تواجه المهندسين والفنيين خلال المرور على منطقة مفاتيح السكة.