بعد وفاته.. من هو لارس فيلكس صاحب الرسوم المسيئة للرسول؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


ترتبط الديمقراطية بمعنى حرية تشكيل الرأي والتعبير عنه كما ترتبط بحقوق جميع البشر في أن يكون لديهم كرامة وأن يكونوا جميعاً متساوين أمام القانون، وبحسب المتخصصين فإنها تتطلب محادثات تتسم بالإحترام  سواء حينما تستمع إلى آراء الآخرين أو عندما تقوم أنت نفسك بالتعبير عن أرائك إلا أن البعض كأمثال الفنان السويدي الذي تكتب "الفجر" عن مصرعه اليوم كان لهم تعريف آخر بعد تماماً عن معنى الديمقراطية الحقيقي  

أعلنت الصحف السويدية أمس الأحد عن مصرع لارش فيلكس ،أشهر رسام سويدي أساء للنبي محمد، في حادث مروري على طريق اي فور ريكارد لوندكفيست بمقاطعة كرونوبرج السويدية

وبحسب ما تناقلته الصحف، لقي "لارش" مصرعه عن عمر ناهز الخمسة والسبعين عاماً في حادث تصادم بشاحنة على  الحادث مروع ومات فيلكس محروقاً إثر الإشتعال الناتج عن  تصادم سيارته بالشاحنة الأمر الذي أدى أيضاً بحياة ضابطي الشرطة اللذان كانا برفقته كجزء من مجموعة الحماية الشخصية المقررة لحمايته منذ ٢٠٠٧ 

من جهته صرح المتحدث باسم الشرطة في المنطقة لوندكفيست أنه لا تزال ملابسات الحادث غامضة وستعقد الشرطة مؤتمراً صحفياً عن الحادث في مالمو اليوم، الإثنين.

حياته 
لارش أندل روجر فيلكس، ولد في العشرين من يونيو لعام ١٩٤٦ بمدينة هلسنغبورج بالسويد وتلقى تعليمه حتى حصل على درجة الدكتوراة في الفنون من جامعة لوند عام ١٩٨٧ وفي فترة انتقالية عمل نحاتاً ولعل من أشهر أعماله في تلك الفترة تمثال الحصن وهيكل الحجر واللذان دمرتهما السلطات السويدية فيما بعد. ومنذ ١٩٨٨ وحتى ١٩٩٧ شغل منصب أستاذ جامعي في أكاديمية أوسلو للفنون وجامعة برغن. 

إساءته للرسول وتباعتها 
اشتهر "فيلكس" بتوجيه فنه الكاريكاتيري للإساءة إلى الرسول تحت ما يسميه بحرية التعبير وكانت أول أعماله المسيئة في الثامن عشر من أغسطس عام ٢٠٠٧ عندما نشر رسوماً مسيئة للنبي محمد في صحيفة نيركس اليهاندا السويدية اليومية وأرفقها مع مقال حرية التعبير

ليتلقى بعدها في الخامس من سبتمبر لنفس العام أول تهديد لإيقاف إساءته المؤذية لمشاعر المسلمين، حيث أرسل أمير دولة العراق أبو عمر البغدادي وقتها، رسالة صوتية يهدده بالتراجع أو القتل كما تضمنت أيضاً وقف التعاملات مع الشركات السويدية من نحو إريكسون، إسكانيا، إيكيا وفولفو.

وفي الواقع لم يكن الإعتراض على لارش من قبل المسلمين فقط فقد منع من إكمال محاضرة كان يلقيها في جامعة كارلستاد السويدية من قبل مسلمي كارلستاد و غيرهم من الحضور الغاضب الذين أعربوا عن غضبهم بقيامهم برميه بالبيض 

كما منع من المشاركه بمعرض جامتلاند في أغسطس ٢٠١٢، فبعد أن كانت إدارة متحف جامتلاند الواقع في مدينة إوسترسوند دعت ١٦ فناناً سويدياً لإظهار تعبيرهم عن الفن المعاصر وكان لارش واحداً منهم اعتذرت  الإدارة وامتنعت عن مشاركته في المعرض وقالت إسمه لم يعد مرغوباً فيه فهو يثير التوترات الطائفية في العالم الغربي، الأمر الذي أدى إلى توقف لارش قليلاً عن إصدار رسوم أو أعمال تهين النبي محمد.

وفي ٢٠١٣ أعلن لارش مجدداً عن عرض رسومات مسيئة جديدة تنال من النبي محمد في معرض بمدينة مالمو التي كانت تسكنها أعداد كبيرة من المسلمين المهاجرين

ونتيجة ذلك تمت إدانة أعماله من قبل مركز سواسية المنادي بحقوق الإنسان ومناهضة التمييز، ففي الرابع والعشرين من فبراير عام ٢٠١٣ أصدر المركز بياناً نص على أن أعمال لارش جريمة عنصرية ومحاولة استفزازية فاشلة لإثارة الفتن الطائفية في السويد كما أنها تمثل خروجاً فادحاً على حرية التعبير والرأي وتعدياً صارخاً على المقدسات الدينية للشعوب والأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان والتي تؤكد أن حرية التعبير عن الأديان ليست مطلقة بل مقيدة تقيداً يحقق المصالح العامة ويحفظ الحقوق 

وذكر البيان، شعوب العالم الحر تحترم حرية الأديان السماوية وترفض الإساءات المخلة التي تضر باستقرار وأمن المجتمعات وتسعى لتأجيج العنف دون وجه حق عن طريق خلق حالة من العداء غير المبرر بين طوائف الدولة الواحدة.