د.حماد عبدالله يكتب: رفض الهزيمة يوم السادس من أكتوبر 1973 !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


ذكرنى صديقى وأستاذى المهندس الإستشارى (محمد سمير شاهين) بيوم 6 أكتوبر ، معتقداً أننى ربما لن أتذكر الكتابة عنه اليوم ، وفى حديثنا معاً تكشف لى أنه من مواليد يوم 6 أكتوبر عام 1936 ، كما أنه بعد تخرجه من كلية الفنون التطبيقية قسم هندسة الغزل والنسيج عام 1961 ، عين مدرساً للمنسوجات والرسم الصناعى بمدرسة (شبرا الثانوية الصناعية للنسيج) وكان لقائى الأول به وأنا طالباً مجداً حائز على المركز الأول فى التعليم الإعدادى الصناعى ، وهو أستاذى خريج الكلية التى أحلم أن ألتحق بها ، فكان قدوتى طيلة ثلاث سنوات قضيتها فى هذه المرحلة طالباً وهو أستاذاً.
ثم إلتحق بالقوات المسلحة ضابطاً إحتياطى خاض حرب أكتوبر وعاد لمزاولة مهنته مدرساً ، ثم موجهاً ، ثم مديراً ، ثم مستشاراً ، وهو الان زميل وصديق فى اللجنة الإستشارية لشعبة هندسة الغزل والنسيج بنقابة المهندسين وأعود اليوم ليوم 6 أكتوبر يوم أن رفض شعب مصر الهزيمة منذ ثمانية واربعون عاماَ – عشتهم مثل أغلبية المصريين الذين يعيشون اليوم ( أطال الله أعمارهم ) فى الخير !! ولكن الأغلب الأخر – ومن هم فى سن الأربعون – لم يعوا ولم يدركوا أحداث هذا اليوم العظيم 6 أكتوبر 1973 – وما قبله بست سنوات 5 يونيو 1967 – إلا ما يعرض عليهم على شاشات التليفزيون والسينما – وما يكتبه المؤرخون – وأصحاب أعمدة الرأى فى صفحات جرائدنا – وقليل جداَ من هؤلاء الشباب الذين يتابعون أو يهتمون بتلك المنشورات أو حتى تلك الرؤى السينمائية – وجميعها فى رأيى لا تمثل جزء من مائة من الحقيقة أو الواقع الذى عشناه – للأسف الشديد – لذلك نجد أن كل من عاش هذه الأحداث – بتحليل موقفه وتصرفاته – وبنيته الإنسانية – نجدها جميعها – تشحن صاحبها بقدرة هائلة من الإنتماء لهذا الوطن – وقدرة هائلة من الحب ومن الخوف على البلاد – وعلى مستقبلها – ونتذكر الماضى بحزن شديد – كلما خاب تصرف معاصر – منافى لروح أكتوبر العظيم – أو غير مكترث بمصيبة مصر جميعها مساء يوم خمسة يونيو 1967 – حينما أصيب شعب مصر جميعه بالإكتئاب – وبالخوف وإحساسنا بفقدنا لكرامتنا – وفقدنا فى هذا اليوم إحساسنا بمصريتنا – فقط لمدة ثلاثة أيام – أصيب الشعب المصرى بعدم الإتزان – حتى خرج علينا " جمال عبد الناصر " ( رحمه الله ) ليتنحى معلنا الهزيمة – فرفض الشعب كله الهزيمة – وخرج عن بكرة أبيه مطالباَ جمال عبد الناصر – بالمكوث فى منصبه حتى نعيد الأرض – وننتصر – ولكن مع شىء أخر إختلفت فيه كل الظروف وتعقدت فيه كل النظريات – خرج شباب الجامعات يوم 18 يناير 1968 ضد أحكام صدرت للمسئولين عن الهزيمة ونادوا لأول مرة بسقوط مراكز القوى بل وصلت الهتافات تهتف بسقوط جمال عبد الناصر – الذى طالبناه منذ شهور قليلة يوم 9 يونيو 1967 بالإستمرار فى الحكم – خرجنا نهتف ضده – وضد أنور السادات – الذى كان يتولى رئاسة مجلس الأمة ( الشعب حالياَ ) !! ودخل مئات من الشباب إلى سجن القلعة وكنت أحدهم – وخرجنا جميعنا مع بيان 30 مارس 1968 – الذى صحح الأوضاع – ومات أو قتل أو إنتحر عبد الحكيم عامر ( رحمه الله ) – حتى يبدأ الجيش المصرى تحت قيادة جمال عبد الناصر شخصياَ ومحمد فوزى ( الله يرحمه ) بإعادة البناء – وبدأت فوراَ حرب الأستنزاف بضرب المدمرة إيلات فى عرض البحر الأبيض المتوسط – ( وموقعة رأس العش ) فى بور فؤاد – التى أعادت الكرامة والثقة لقواتنا المسلحة التى إستعدت إستعداداَ باهراً- وبرحيل جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 – والخطة الحربية"جراميت" جاهزة للتحرك وإسترداد الأرض والكرامة – جاء محمد أنور السادات ( رحمه الله ) وبجانبه المشير أحمد أسماعيل ( رحمه الله ) و اللواء عبد الغنى الجمسى ( رحمه الله ) "واللواء الماحى" رحمه الله وسعد الدين الشاذلى 
( رحمه الله ) والبطل محمد حسنى مبارك ذراع مصر الجوية "رحمه الله" لكى ترسم أبتسامه على وجة الوطن لأول مرة فى التاريخ المعاصر – إبتسامة ظلت على وجوه المصريين منذ الساعة الثانية ظهر 6 أكتوبر 1973 وحتى صدور هذه الكلمات فى جريدة الفجر – أدام الله علينا النصر – وأبقى لنا أعزائنا الأبطال وعلى رأسهم أبطال أكتوبر العظماء – ورحم الله شهدائنا وعلى رأسهم الرئيسين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات !! 
   Hammad [email protected]