مشكلة القوقاز ومخاوف إيران الجديدة

تقارير وحوارات

خريطية توضيحية
خريطية توضيحية



تتشارك إيران وجارتها الشمالية الغربية أذربيجان حدودًا بطول ٧٠٠ كم وتبادلا في الأيام القليلة الماضية انتقادات على خلفية المناورات القائمة بين أرمينيا وأذربيجان منذ يوليو الماضي في منطقة طوفوز وحتى اندلاع المعركة في ٢٧ سبتمر الماضي في منطقة كاراباخ والتي أسفرت بنتائج تدخلات تركية وإسرائيلية نالت من الدولة الإيرانية.

مشكلة القوقاز:
تنقسم منطقة القوقاز إلى القوقاز الشمالي والذي يضم جنوب غرب روسيا ومناطق شمال جورجيا وأذربيجان، والقوقاز الجنوبي الذي يحده من الشمال روسيا ومن الغرب البحر الأسود وتركيا ومن الشرق بحر قزوين ومن الجنوب إيران.

وتتمثل مشكلة القوقاز في شقين الأول متعلق بجمهورية كاراباخ التي أعلنت استقلالها عن أذربيجان في بداية عام ١٩٩٢ وهو استقلال لم يعترف به أحد وتراه أذربيجان انتهاكًا لوحدة الأراضي الأذرية، والشق الثاني مسألة الأراضي الأذرية التي بحوزة أذربيجان والتي تريدها أرمينيا ودخلت على إثرها في سبتمر الماضي ٢٠٢٠ في حرب مع أذربيجان انتهت بهزيمة أرمينيا واستعادة أذربيجان المناطق المتنازع عليها في محيط كاراباخ.

وذلك تم بعد أن تجاوز الصراع أطرافه المباشرين، كاراباخ وأرمينيا وباكو، وتدخل الجانب التركي المباشر في تفجير النزاع الآن. فالجيش الأذري لا قدرة له على الدخول في حرب مع أرمينيا من دون مساعدة تركيا

في الوقت ذاته ترحب تركيا بتفجير الوضع في منطقة القوقاز لإرباك روسيا التي تعتبر القوقاز حديقة خلفية منذ أيام القياصرة وطمعًا من تركيا في الهيمنة على القوقاز الجنوبي على حساب التفرد الروسي هناك.

إيران في دائرة الحصار:
وخلال تصاعد أحداث الحرب بين أذربيجان وأرمينيا قامت تركيا بحشد عسكري في نخجوان وأذربيجان وشنت مناورات على الحدود الشمالية الغربية لإيران سعيًا منها للسيطرة وفتح معبر بري يربط بين نخجوان وباكو أذربيجان عبر أرمينيا دون المرور بالأراضي الإيرانية، ومن الواضح أن هذا المعبر يقطع خطي الإتصال البري بين إيران وجورجيا والبحر الأسود وأوروبا عبر أذربيجان وأرمينيا.

أما أذربيجان فتشعر بمرارة من موقف إيران التي كانت تقدم المساعدات منذ البداية والدعم السري للجيش الأرميني في القتال ثم تأخرت كثيرًا قبل أن تعلن تأييدها حق أذربيجان في استعادة السيطرة على أراضيها في محيط إقليم ناغورني كاراباخ

ومن جانبها انتهزت اسرائيل الفرصة وتوطدت علاقاتها مع أذربيجان عن طريق تمويلها عسكريًا وذلك بهدف الإقتراب من الدوائر الإستراتيجية لإيران لإجبارها فيما بعد على تقديم تنازلات في مناطق نفوذها وجرها إلى مواجهة عسكرية.

مخاوف إيران جدية:
وبحسب وكالة سبوتنيك الروسية، دعت إيران روسيا، أمس الثلاثاء، للتعامل بحساسية تجاه التواجد الإسرائيلي في منطقة القوقاز. في حين نفى بين تسفي السفير الإسرائيلي في روسيا، أمس، عن تواجد قواته الإسرائيلية في إقليم كراباخ ورد على ما تداوله إيران بشأن تواجد قواته في جارتها الأذربيجانية " أعتقد أن هذا هراء كبير لأننا إذا تحدثنا عن إقليم كراباخ، فهناك يتواجد مئات العسكريين الروس والأتراك، لذا فأنا أعتقد أن أصحاب الأوهام يمكنهم الإدعاء بأن فضائيين من كوكب المريخ يتواجدون هناك أيضًا".

ووفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، أعربت إيران اليوم عن مخاوفها المريرة حيال التواجد الإسرائيلي في القوقاز في ظل ازدياد التوترات بين إيران وأذربيجان على خلفية العلاقات مع الدولة الإسرائيلية التي تعد مصدرًا رئيسيًا للسلاح في أذربيجان.

وهدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان،"لن نتسامح بكل تأكيد مع أي تغيير جيوسياسي في خارطة القوقاز ولدينا مخاوف جدية حيال وجود الإرهابيين والصهاينة في هذه المنطقة".