كل ما تريد معرفته عن "طالبان باكستان".. وعلاقتها بنظيرتها في أفغانستان

تقارير وحوارات

شعار حركة طالبان
شعار حركة طالبان باكستان


على غرار حركة طالبان أفغانستان، تقوم مجموعة مسلحة في باكستان بمواجهة الجيش الباكستاني وتتصراع مع الحكومة المركزية الباكستانية من أجل بسط نفوذها وفرض مزاعم تطبيق الشريعة في باكستان ومحاربة قوى الناتو على أرض أفغانستان.

وتطلق هذه المجموعة على نفسها "طالبان الباكستانية ومجلس شوري الجهاد"، في ضوء ذلك توضح " الفجر" كيف نشأت هذه الحركة ومن يقودها ومدى تشابها واختلافها مع نظيرتها الأفغانية؟

ميلاد الحركة

حركة تشكلت بداية 2002 عندما قام الجيش الباكستاني بفرض سيطرته على منطقة القبائل بهدف وقف تنقل المسلحين على الحدود مع أفغانستان، وأعلن تشكيل الحركة رسميًا في 2007، وإثر توحد قادة التنظيمات الرئيسية الثلاثة في باكستان بيت الله محسود وحافظ غل بهادر ومولوي نذير في 23 فبراير 2009، والتي كانت تحمل اسم حركة طالبان باكستان غيروا اسم الحركة إلى مجلس شورى المجاهدين ولكن احتفظ التنظيم باسمه باسم حركة طالبان باكستان في وسائل الإعلام.

ومن حيث القادة والتشكيل فحركة طالبان الباكستانية تختلف عن نظيرتها الأفغانية إلا أنها تستقي أفكارها من حركة طالبان الأفغانية، والقادة الحاليين للحركة هم مفتي نور محسود الذي يمثل الأمير، ومفتي حظرات الرجل الثاني ونائب الأمير، وعدنان راشد قائد مجموعة أنصار الأسير التابعة للحركة.

و قادة الأقاليم هم مولوي ناظر ويقوم بأعمال النصف الغربي جنوب وزيرستان، وحافظ كول بهادر ويقوم بأعمال وزيرستان الشمالية، وعمر خراساني القائم بأعمال وكالة مهمند، وفقير محمد المتولي أعمال وكالة باجور، في حين أن الناطق الرسمي باسم الحركة حاليًا هو محمد علي بالتي.

ويقدر عدد المقاتلين في صفوف الحركة ما بين 35 و40 ألف مسلح معظمهم من خريجي ومنتسبي المدارس الدينية التي تتبع المدرسة الديوبندية الباكستانية والتي من المفترض تدرس فقه الإمام أبو حنيفة.

وضع باكستان في ضوء الحركة

واستنادًا على أحداث الأربعة عشر عامًا الماضية وسجل تتبع حركة طالبان باكستان في تنفيذ هجمات ضد الدولة الباكستانية فإن طالبان الباكستانية تمثل نوعين من التهديدات على الدولة الباكستانية، الأول تهديد الحياة المدنية والأجهزة الأمنية ومنشأت باكستان والثاني استخدامها الأراضي الباكستانية لشن هجمات على دول إقليمية مثل الهند والصين وأخرى دولية بعيدة كالولايات المتحدة يزعزع الاستقرار ويهدد الجهاز العسكري داخل باكستان.

وحاليًا تواجه باكستان تهديدات أمنية على حدودها الغربية ومنطقتها الشمالية الغربية تنبع هذه التهديدات من تنظيمي القاعدة وداعش وحركة طالبان باكستان المتغلغلة في طبقات هذه المناطق.

وهناك جانبان من منظور الأمن الداخلي لباكستان يؤكدان بمصير لباكستان لا تحمد عقباه، الأول المخابرات الباكستانية تقول بأن لدى طالبان باكستان عددًا كبيرًا من الخلايا النائمة في المناطق الحضرية بباكستان وترجئ وصولهم لتلك المناطق في عقب قيام الحكومة المركزية بعمليات 2014 شمال وزيرستان حيث نتج عنها تسلل مجموعات أعضاء الحركة متخفين من المناطق القبلية نحو المدن جنوبًا.

وقد نفذ الجيش والشرطة الباكستانية أكثر من 25 ألف عملية استخباراتية عن طريق قادة المخابرات في المدن لطرد هذه الخلايا ولم يسفر هذا سوى بنجاح جزئي.

أما على مستوى الجانب الثاني ففي هذا العام 2021، عندما تجددت أعمال العنف التي تقوم بها طالبان باكستان في ظل تأثير عودة طالبان الأفغانية إلى السلطة وقد مر أكثر من شهر ونصف منذ استيلاءها على السلطة.

علاقة طالبان باكستان بنظيرتها الأفغانية

حركة طالبان الباكستانية تختلف عن نظيرتها الأفغانية إلا أنها تستقي أفكارها من حركة طالبان الأفغانية وفي أوساط الإعلام الباكستانية تشير المعلومات بوجود اختلاف في الرأي بين حركة طالبان باكستان وحركة طالبان الأفغانية وأظهرت طالبان باكستان وجهاز أمن الدولة الباكستاني الإبتهاج بشأن استيلاء طالبان الأفغانية على كابول برغم أنه في الشهرين الأولين من هذا العام 2021 تصاعدت هجمات طالبان باكستان في المناطق الباكستانية المتاخمة لأفغانستان وفي الوقت ذاته كانت طالبان أفغانستان أعلنت عن قيامها بما لا يقل عن 32 هجومًا وقعت غالبيتها في معاقل سابقة لطالبان باكستان والحدود الغربية لباكستان.

ويذكر من مظاهر الإبتهاج التي أظهرته طالبان باكستان عند استيلاء طالبان أفغانستان على السلطة رفعها راية طالبان أفغانستان البيضاء على مآذن المسجد الأحمر لمدة 3 أسابيع، والمؤسف أن هذا المسجد يقع على بعد أقل من نصف كيلومتر من مكاتب الحكومة وعلى بعد كيلومتر واحد من أمانة رئيس الوزراء وقد فشلت الشرطة طوال أسبوعين في إجبار حركة طالبان باكستان على إزالة الراية ولم تزل الرايات إلا بعد تدخل الحكومة الفيدرالية ونقلها مجموعة من شرطة مكافحة الشغب إلى مكان المسجد.