تبادل القصف وأزمة الجيش التركي.. آخر تطورات الأحداث في إدلب

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


لليوم الثاني على التوالي تشهد مناطق ريف حلب قصفًا متبادلًا بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة وبين النظام الروسي والقوات الكردية من جهة أخرى وفي الوقت الذي نشرت فيه تركيا العديد من النقاط العسكرية في المناطق المطلة على طريق إم ٥ التي تسعى روسيا للسيطرة عليه مع طريق إم ٤ عززت روسيا من قواتها المتواجدة في إدلب تمهيدًا للحملة العسكرية واسعة النطاق التي تتحضر لها القوتان.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح اليوم، الخميس، أن القوات التركية والفصائل الموالية لها قصفت بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية مناطق خاضعة لسيطرة القوات الروسية منها سد الشهباء والسموقية

وردت روسيا مستهدفةً مناطق النفوذ التركي في محيط مارع شمال حلب ومنها قاعدة التويس وأشار المرصد إلى أن القصف المتبادل تسبب في وقوع خسائر بشرية مدنية وعسكرية بين الطرفين ومن بينها مقتل جندي تركي.

روسيا في مواجهة تركيا:
وعلى مدى اليومين الماضيين كان هناك ثلاث وحدات عسكرية لروسيا تضم عددًا كبيرًا من الآليات بينها مدافع ثقيلة ودبابات وسيارات عسكرية محملة برشاشات وآليات مجنزرة وسيارات أخرى تحمل أعدادًا كبيرة من الجيش الروسي والذخيرة انطلقت من المواقع العسكرية ومعامل الدفاع في منطقة السفيرة الواقعة بريف حلب الشرقي قاصدةً مناطق شرق إدلب بالقرب من مدينة سراقب.

من جهة أخرى قال المتحدث الرسمي باسم فصائل المعارضة، جبهة التحرير الثورية، "نمتلك جاهزية قتالية كاملة لأي سيناريو محتمل تقوم به قوات النظام الروسي وأعددنا مقاتلينا للمواجهة عن طريق التدريب المستمر في معسكراتنا بإدلب"

تركيا تحذر من معركة إدلب:
وفي الوقت الذي استقدمت المليشيات التركية فيه تعزيزات إلى ريف إدلب وخلال مؤتمر صحفي عقد عقب اجتماع هيئة القرار والتنفيذ المركزي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، حذر عمر جليك المتحدث الرسمي باسم الحزب من أي توتر سينجم في محافظة إدلب السورية سيؤدي إلى هجرات سورية ومآسي إنسانية جديدة

وأكد جليك أن تركيا لن تلقي بالًا لتبعات الحرب، باعتبار أن إدلب يعيش فيها حوالي ٤ ملايين شخص في ظروف صعبة للغاية، في حال لم يتوصل الطرفان إلى حل سياسي من أجل ضمان سلام دائم في سوريا ولفت إلى عدم جدوي لقاء سوتشي الذي تم ٢٩ سبتمر بين الرئيس الروسي بوتين ونظيره التركي أردوغان.

صراعات ما بعد قمة سوتشي
وفي هذا السياق لا تزال الصراعات وما أسفر عنه لقاء قمة سوتشي تعكس العداء الدفين بين الإمبراطوريتين الروسية والعثمانية والذي يعتبر مترسبًا منذ الحرب الباردة حتى أن موسكو وتركيا ذاتها تعتبر لقاء سوتشي إنجاز استراتيجي لصالح تركيا مع الجناح الجنوبي لحلف الناتو مهما بلغ عمق التناقض في مصالح الطرفين

ونشرت صحيفة الكرملين الروسية في اليوم التالي للقاء تقريرًا بعنوان يبقى العداء مشترك في سوريا بين موسكو وأنقرة قالت فيه، ما إن غادر أردوغان سوتشي وبدأ باللوم على واشنطن وتهجم على منسق الأمن القومي الأمريكي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، ووصفه بمخرج الإرهابيين من حزب العمال الكردستاني في حين أن ماكغورك دبلوماسي شغل مناصب رفيعة في الأمن القومي وتوالى في إدارات الرؤساء الثلاثة الأمريكيين أوباما وترمب وبايدن

وتكمن أهمية عقد سوتشي للجانب التركي في احتياج أردوغان إلى إبراز نجاحات في السياسة الخارجية تغطي نوعيًا على خلفية الحروب الأربعة في سوريا، وليبيا، والعراق، وإيران بالإضافة إلى الحرب الأهلية في مناطق جنوب شرق تركيا وقد يكون هذا سبب عدم الإعلان عن أية قرارات مهمة في نهاية اللقاء

الجيش التركي يعيش أزمة:
وفي الفترة الحالية تشهد صفوف الجيش التركي موجة استقالات جماعية لجنرالات وكبار الضباط حيث بلغ عدد الجنرالات المستقيلة حتى الآن ٥ جنرالات بالإضافة إلى ٥٠٠ عقيد وجلهم من المسؤولين عن العمليات العسكرية التركية في سوريا.

وبحسب تفسيرات متين غوركان المستشار العسكري المنشق عن أردوغان، التي تبنتها الصحف الروسية وعلى رأسها الكرملين، يبدو أنّ الرئيس بوتين طلب من نظيره أردوغان إزالة ستة مواقع للجنود الأتراك في المنطقة الواقعة بين إدلب وسراقب شرق المحافظة وإلا سوف يواجهون فيها موتًا محققًا مما يعني أن الطريق ممهد لقوات سوريا والنظام الروسي لمهاجمة إدلب وتحريرها لاحقًا. كما أن هذه الخطوة تعني أن موسكو لم تعد ترى حاجة إلى التعاون مع تركيا في إدلب.

وبعد عودة أردوغان من سوتشي لم يتغير الوضع بخصوص الإستقالة الجماعية لكبار الضباط والجنرالات الأتراك والتي يمكن تفسيرها أيضًا كمحاولة لحماية النفس من ملاحقة قضائية على الهزيمة القادمة وسحق الجيش التركي في سوريا