الدكتور خالد مصيلحي يكتب: في عصر الكورونا.. تناول حلوى المولد النبوي لكن بسبعة شروط استثنائية

مقالات الرأي

بوابة الفجر


أيام قليلة وتحل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف، وتتميز الأسر المصرية بطرق الاحتفال بهذه الذكرى العطرة، ومن ضمن مظاهر هذا الاحتفال شراء وتناول حلوى المولد النبوي التي تحتوى على مكونات كثيرة مثل السمسم والحمص والفول السوداني واللوز والبندق وعين الجمل وكلها مغطاة بكميات كبيرة من السكريات ويتزامن هذا العام حلول الذكرى المباركة في وقت الذروة للموجة الرابعة لوباء كورونا كما تتزامن مع موسم بداية العام الدراسي مما يجعلنا نحتفل هذا العام ونحيي الذكرى المباركة ولكن مع مجموعة من الاحتياطات خاصة وأن السكر العدو الأول لجهازنا المناعي والعدو الأول للأمراض المزمنة مثل السكر وضغط الدم وأمراض القلب والشرايين وكلها امراض تزيد مخاطر ومضاعفات الكورونا.

فقد أثبتت كل الأبحاث أن استهلاك كميات مبالغ فيها من السكريات مرة واحدة يتسبب في زيادة بروتينات ودلالات تزيد من الالتهاب في الجسم مثل TNF alpha ، CRP , Interlukin6 وكلها عناصر تضعف الجهاز المناعي وتزيد احتمالية حدوث التهاب رئوي خاصة الـ Interlukin6 المسئول الأول عن عاصفة السيتوكين التي تسبب كل حالات التدهور الرئوي في مرضى الكورونا.

كما أن السكريات العالية مرة واحدة تزيد مضاعفات الأمراض المزمنة مثل السكر والسمنة المفرطة وامراض القلب وكلها أمراض ضروري السيطرة عليها أثناء الوباء لأنها من العوامل المؤثرة وتزيد احتمالية تدهور حالات الكورونا.

كما أن السكريات العالية تقلل استجابة بعض الأدوات المناعية في الدم وأهم الأسلحة لمحاربة أي ميكروب مثل خلايا neutrophils & phagocytes وهي خلايا هامة جدا لالتهام الميكروبات قبل تكاثرها.

وبعيد عن السكريات نجد أن معظم حلوى المولد النبوي يدخل في تصنيعها بعض الزيوت النباتية مثل زيت الذرة وزيت عباد الشمس وهي غنية بدهون الأوميجا 6 وهي لو زادت تفقد التوازن بينها وبين الاوميجا 3 الموجودة بكميات ضئيلة في غذائنا وينتج عن هذا الخلل في التوازن بين الاوميجا 6 و 3 إلى زيادة الالتهابات في الجسم والمزيد من الإرهاق واستنفاذ قوى الجهاز المناعي.

كما أن حلوى المولد النبوي الشريف تحتوي على سعرات حرارية عالية جدا تتراوح من 500 إلى 1500 في بعض الحلوى مثل الملبن حتى المكسرات رغم فوائدها لكن تحتوي على سعرات حرارية عالية يعرضنا للسمنة المفرطة وكل هذا عدو الجهاز المناعي ويجعلنا أكثر عرضة للعدوى.

وبعد سرد بعض الحقائق التي نكتبها لأول مرة عن حلوى المولد بسبب الوضع الاستثنائي الحالي لانتشار الوباء وبداية ذروة الموجة الرابعة منه نضع حلول غير تقليدية لتلافي هذه المشاكل.

أولا: لن نستطيع منع عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة، ولكن علينا عدم الإكثار من حلوى المولد وأخذ كميات قليلة ولنتفق أن كل قطعة من حلوى المولد ثمنها نصف ساعة مشي في الهواء الطلق لمحاولة حرق السكريات قبل أن ترتفع فجأة في الدم وتسبب المشاكل السابق ذكرها ولنراقب أطفالنا في تناولها لأنهم قد يكثروا من تناولها وقد تعرض جهازهم المناعي للخلل وهذا خطر في هذا التوقيت خاصة مع بداية العام الدراسي.

ثانيا: بالنسبة لمرضى القلب والبدانة والكلى والكبد الدهنى والسكر عليهم متابعة قياس السكر والضغط في حالة ارتفاع السكر وعدم استجابة الأدوية عليه منع تناول أي حلوى فورا.

ثالثا: علينا حساب استهلاكنا اليومي من السكريات فلو كان المعدل الطبيعي لا يزيد عن أربعة معالق سكر وهذه الكمية موجودة في قطعه صغيرة من حلوى المولد فعلينا استكمال بقية اليوم بمشروبات بدون سكر فلقد نفذ رصيدك اليومي في قطعة الحلوى.

رابعا: ليس بالضرورة تناول الحلوى بصفة يومية يمكن تناولها يومين أو ثلاثة أسبوعيا وبكميات قليلة مع اتباع ما ذكرناه من احتياطات وعلينا تناولها في وسط النهار ليتيح لنا الحركة بعدها وحرقها ولا يفضل تناولها قبل النوم.

خامسا: علينا الإكثار من تناول الألياف في أيام تناول الحلوى لمحاصرة السكريات والدهون وتنظيم دخولها وامتصاصها إلى الدم حتى لا يحدث ارتفاع مفاجئ في الدم فعلينا الإكثار من تناول الخضروات مثل الكابوتشي والخيار بدون تقشيره وإضافة بذور الشيا والشوفان للزبادي وطبق السلطة وتناول المشروبات الحارقة للدهون مثل الشاي الأخضر والقرفة والجنزبيل.

سادسا: ضرورة شراء حلوى المولد من مصادر موثوق منها للتأكد من عدم احتوائها على ألوان أو مكسبات طعم صناعية لأنها تنهك جهازنا المناعي وعدم شراء حلوى مولد النبوى من الشارع المعرضة للشمس ومخزنة في درجة حرارة عالية أو طقس رطب لأنها يعرضها لنمو الفطريات والتى تفرز مواد شديدة الخطورة.

سابعا: نحذر هذا العام بالذات من شراء الحلوى المكشوفة لأنها عرضة للأتربة والذباب وأيضا عرضا لانتقال الرذاذ الناقل لعدوى الكورونا سواء من البائعين أو مرتادي محل الحلوى فتصبح مصدر لنقل العدوى خاصة وأننا في فترة ينشط فيها معظم الفيروسات والبكتيريا مع ضرورة ألا يلمس البائع الحلوى بيديه ونتأكد أنه يرتدى قفازا وكمامة يغطي بها فمه وانفه أثناء التعبئة للوقاية من انتقال الفيروسات.

كل عام وحضراتكم بكل خير ولنحتفل بهذه الذكرى العطرة بالشكل الصحيح وبدون أي ضرر والإكثار من التصدق والصلاة والدعاء فهي خير مظاهر الاحتفال، ولكن الحلوى مظاهر ثانوية متوارثة لا مانع من الاحتفال بها لكن بالشروط السابق ذكرها ولا داعي منها نهائيا لو سببت أي مخاطر لنا.