العلاقات الثنائية بين روسيا والناتو تتأزم من جديد

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


بدأت العلاقة بين حلف الناتو وروسيا عام 1991 بعد توقيع العديد من الاتفاقيات التي تخص التعاون الدولي بين البلدين وجاء كل ذلك فى إطار مجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية من أجل السلام.

- بداية العلاقات المشتركة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا

طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة انضمام روسيا إلي حلف الناتو عام 2000 على الرئيس بيل كلينتون خلال زيارته لموسكو ووافق كلينتون على الفور مؤكدًا رغبته فى تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفى هذا الصدد تم إنشاء مجلس روسيا وحلف شمال الأطلسي في عام 2002 من أجل معالجة القضايا الأمنية والمشاريع المشتركة.


-أهم القضايا بين القوتين

تطور التعاون بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في العديد من القطاعات الأساسية ومن بينها مكافحة الإرهاب، والتعاون العسكري، والتعاون فى أفغانستان والتي تشمل النقل الروسي لقوات المساعدة الدولية غير العسكرية لإرساء الأمن فى أفغانستان، ومحاربة إنتاج المخدرات المحلية، والتعاون الصناعي، ومنع انتشار الأسلحة.

-أسباب كثيرة أدت لخلافات كبيرة بين الجانبين

قام الناتو بإرسال قوات إلى أوكرانيا بعد أن شهد شرقي أوكرانيا اشتباكات متقطعة على نطاق ضيق بين قوات أوكرانية وانفصاليين موالين لروسيا، مما أدي الي تصاعد التوتر بين البلدين.

وزادت الأمور سواء عندما قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي اهداها الاتحاد السوفييتي لاوكرانيا في عام 1954 واتهامها بمساعدة المتمردين في شرقي أوكرانيا، وكانت هذه الخطوة بداية الحرب الباردة.
و بعد انشاء برنامج المشاركة من أجل السلام تأكدت مخاوف روسيا بأن حلف الاطلسي يمثل تهديدا متزايدا لأمنها.

-مرحلة ما بعد التوترات السياسية بين البلدين

هدأت العاصفة السياسية الدولية بين الطرفين لمدة قصيرة ثم عاد التوتر يسيطر عليها بعد إعلان طرد ثمانية أعضاء من البعثة التمثيلية الروسية داخل المنظمة، بتهمة الانتماء والعمل لصالح أجهزة الاستخبارات الروسية.

وبعد كشف الناتو عن تقليل أعداد البعثة الروسية للنصف وهذا هو الأمر الذي عارضته روسيا وصرح به العديد من مسؤوليها، مؤكدين أن قرار الحلف يهدف إلى التصعيد فقط.
والجدير ذكره أن التواترات بين الطرفين بلغت ذروتها بسبب زيادة التكهنات والإشارات إلى إمكانية انضمام أوكرانيا إلى منظومة الحلف، وهو أمر رفضته روسيا واعتبرته بمثابة خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

وبعد العديد من التدخلات الخارجية عاد الهدوء فى الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعدما أعلن الطرفين عن إمكانية التعاون الإيجابي داخل أفغانستان، لتحقيق نوع من الاستقرار الحامي للأمن القومي للجانبين.

وفي تصريح رسمي لحلف الناتو أكد أنه يسعى إلى خلق الردع وتعزيز الدفاع عن الذات، ضد ما أسماه الإجراءات العدوانية لروسيا، مذكرًا في الوقت نفسه بأن الحلف مستعد تمامًا للدخول في حوار هادف مع روسيا.

كما كشف إن عملية الطرد لم تكن رد فعل تجاه أية ممارسة من روسيا، وأن حلف الناتو لا يستطيع العيش والاستمرار والتماسك دون شبح التهديد الروسي.

وكشف الحلف عن اختراق الطائرات الحربية الروسية للمجال الجوي لبعض دول حلف الناتو، ومن الدوريات الجوية التي كانت تنفذها روسيا فوق السفن والغواصات في المياه الدولية، كما حاولت روسيا بيع منظوماتها الصاروخية والعسكرية لبعض الدول من أعضاء الحلف، مثلما حدث مع تُركيا، مؤخرًا.

لكن روسيا في المقابل، كانت تُحذر من المحاولات المستميتة لحلف الناتو لحصار روسيا وخنقها جيو -عسكريًا، عبر ضم المزيد من دول الحزام الروسي إلى الحلف، أو الهيمنة العسكرية والسياسية عليها.