"الفجر" ترصد مأساة سيدة خدمت زوجها 20 عاما ورد الزوج الجميل بقتلها

حوادث

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم تدر السيدة الثلاثينية العمر، أن عملها كـ"بائعة خضروات" تارة وحارسة عقارات تارة أخرى، لتعول أسرتها المكونة من أربعة أبناء أكبرهم عمره 18 سنة، ووالدهم المريض، بعدما تولت دور رب الأسرة، ستكافئ عليه بطعنات تمزق جسدها قبل التخلص من جثتها بأحد المصارف بمركز أبو النمرس جنوب الجيزة.

تركت السيدة مسقط رأسها لتتوجه رفقة زوجها إلى حي الهرم غرب الجيزة، للإقامة هناك، بعدما رزقها الله بأربعة أطفال، إحداهم صغيرة تحتاج إلى رعاية طبية لمرضها، إضافة إلى مرض زوجها بفيروس سي.

منطقة كعابيش
اعتاد أهالي منطقة كعابيش رؤية "أم علاء" كل يوم، تبيع الخضروات للإنفاق على أسرتها، طوال الـ 20 سنة الماضية، لعدم قدرة رفيق دربها على العمل، وعند السؤال عن الزوج نجد الرد: "تعبان مش بيقدر يشتغل".

حظت الثلاثينية، على حب واحترام جميع سكان الشارع، دون شكوى من همومها، حيث كانت تقابل الجميع بابتسامة لا تفارق وجهها.

كل ذلك وأكثر لم يشفع لها، واعتاد زوجها "خليفة" صاحب الـ 50 سنة، ضربها وصفعها على وجهها أمام المارة بالشارع، ولدى محاولة البعض بالتدخل لمنعه عن فعلته، يقول: " محدش يتدخل دي مراتي وأنا بربيها".

خلافات متكررة بين الزوجين انتهت إحداها بطرد الزوجة من البيت وسفرها إلى مسقط رأسها لتقضي شهرين هناك دون فلذات كبدها.

مرت فترة ليست بقصيرة، بعد تدخل الأقارب والمعارف، وعادت السيدة إلى عش الزوجية لتحتضن صغارها من جديد، لكن الزوج عاد إلى ضربها من جديد.

الأسبوع الماضي تلاحظ لسكان المنطقة خاصة السيدات اللاتي يترددن على بائعة الخضار اختفائها في ظروف غامضة.

في البداية ظن الغالبية أنها مريضة لا تستطع الخروج للعمل أو انشغالها بعلاج صغيرتها "أسماء" لكن المفاجأة الكبرى جاءت لتصدم الجميع: " أم علاء جوزها قتلها".

استمع الجيران لحديث ابنها الأكبر الذي أكد: "أمي خرجت مع أبويا ومرجعتش من وقتها"، قبل أن يفجر المفاجأة.. "رجع هدومه كلها دم".

استرجع الأهالي حينها آخر مشهد جمع الزوجين لدى اعتدائه عليها بالضرب المبرح على مرأى ومسمع الجيران حتى كاد أن يفتك بها فهددته بتحرير محضر ضده.

اختفاء بائعة الخضار
أسرع أهل السيدة لإبلاغ الشرطة وتلقى العميد أحمد الدسوقي مأمور قسم الهرم عن اختفاء بائعة الخضار في ظروف غامضة.

توجه رجال المباحث إلى محل الواقعة لفحص كاميرات المراقبة التي أيدت رواية الابن بتسجيل لحظة مغادرة الزوجين المنطقة سويا.

شكل اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة فريق بحث بقيادة العقيد محمد الصغير مفتش الهرم وبمشاركة المقدم هيثم سكر وكيل الفرقة.

المفاجأة الأكبر التي رصدتها تحريات الرائد أحمد عصام رئيس مباحث الهرم كانت اختفاء الزوج أيضا لتتجه أصابع الاتهام إليه بوقوفه وراء اختفاء زوجته.

جهود البحث والتحري التي قادها الرائد محمد سعودي معاون مباحث الهرم كشفت عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الثلاثينية، وتبين أن زوجها استدرجها إلى قرية زاوية أبو مسلم مركز أبو النمرس وهشم رأسها بآلة حادة وتخلص من جثتها بأحد المصارف.

عقب تقنين الإجراءات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حدد رجال المباحث مكان اختباء المتهم في شقة بالقرب محل سكنه بدائرة القسم وأمكن ضبطه بقيادة النقيبين هشام موسى ومصطفى لاشين معاوني مباحث الهرم.

أمام اللواء علاء فتحي مدير المباحث الجنائية بالجيزة أقر المتهم بصحة التحريات وارتكابه الواقعة على النحو المشار إليه، لشكه في سلوكها الأمر الذي لم تثبته التحريات خاصة إشادة الجيران والأهالي بحسن خلقها.

وأرشد المتهم عن مكان تخلصه من الجثة وتم انتشالها بمعرفة الإنقاذ النهري وإيداعها مشرحة زينهم.

بالعودة إلى المحطة قبل الأخيرة للضحية -محل سكنها- سادت حالة من الحزن على الأهالي لدى علمهم بتفاصيل الجريمة المؤسفة لاسيما اتهام المتهم لزوجته بأنها كانت سيئة السلوك.

وقال الأهالي: "منه لله الست دي كانت غلبانة وفي حالها عايزة تربي عيالها.. يكون دا جزائها"، وأبدت جارتها دهشتها: "مش مستوعبة ازاي دا حصل.. دا كان ولا ركعة بتفوته حتى صلاة الفجر يوميا في المسجد".